من هو بيبي؟ قصة حياة بنيامين نتنياهو

بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي والذي يشار إليه أيضا بأسم (بيبي).

بنيامين نتنياهو
الصورة الرسمية لبنيامين نتنياهو كرئيس لوزراء إسرائيل، صورة من: Government Press Office of Israel، بعدسة: Avi Ohayon، via wikimedia commons.

إنه رجل خدمه الحظ في كل خطواته بشكل لا يصدق، وخدمته الأقدار وكأنها تجهزه للقيام بمهمة ما، وهذه هي قصته الكاملة.

السنوات الأولى:

في 21 أكتوبر من العام 1949، وُلِد نتنياهو في تل أبيب، قبل أن تنتقل عائلته للعيش في القدس حيث نشأ هناك.

كان ميلاده في العام التالي مباشرة لنشأة إسرائيل، ما حمل رمزية أن عمره من عمر وطنه المدعي.

في الولايات المتحدة:

وكعلاقة إسرائيل بالولايات المتحدة، كان لنتنياهو أيضا علاقة وطيدة بأمريكا، حيث سافر وأمضى فيها سنوات دراسته الثانوية حيث كان والده المؤرخ الصهيوني بنزيون نتنياهو يدرّس ويجري أبحاثًا تاريخية.

لم تكن الثانوية هي دراسة نتنياهو الوحيدة في الولايات المتحدة، بل درس هناك كذلك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT.

وبشكل عام فإن هذا الارتباط بالولايات المتحدة سهل لنتنياهو أن يظهر بصورة ذلك الشاب الذي تعلم في أمريكا وجاء ليقود إسرائيل كما سنري فيما بعد.

أصل عائلة نتنياهو:

الوالد (بنزيون نتنياهو) أخرج عائلة صهيونية بامتياز، تؤمن بشدة بالدولة اليهودية.

لفترة لم يكن نتنياهو هو أبرز أبناءه، بل كان (يوناتان) الضابط في القوات الخاصة، والذي لقي مصرعه عندما قاد الهجوم الإسرائيلي الناجح على مطار عنتيبي في أوغندا (عملية الدم من أجل الزوفا) عام 1976.

الإنضمام إلى الجيش:

التحق بنيامين نتنياهو بجيش الاحتلال الإسرائيلي في اللحظة التي كان فيها الجيش في أوج قوته وقمة مجده، بالتحديد في العام 1967، الوقت الذي حدثت فيه (حرب الأيام الستة أو نكسة يونيو / حزيران).

للمفارقة فإن بنيامين لم يستكمل مسيرة أخيه يوناتان في الجيش فحسب، بل انضم للقوات الخاصة أيضا، لكن ما قد يبدو مصادفة لا تتكرر إلا في الروايات أنه شارك أيضا في عملية سابينا 571 من أجل تحرير رهائن إسرائيليين في طائرة مختطفة بمطار اللد (مطار بن غوريون حاليا)، قبل واقعة مقتل أخيه بأربعة أعوام وبالتحديد عام 1972.

أصل عائلة نتنياهو
استغل نتنياهو مقتل أخيه في عملية عنتيبي لتلميع نفسه، الصورة خلال لقاء له مع (سورين هيرشكو) أحد الجنود الإسرائيليين الذين أصيبوا خلال العملية، صورة من: Government Press Office (Israel)، بعدسة: Yaakov Saar.

لكن وكما نعلم جميعا فلم يمت مثل أخيه، لكنه استغل أسمه وكثيرا ما تاجر بموته في ألاعيب السياسة، وتمثيل نفسه بأنه بطل يهودي يواصل مسيرة أخيه الذي مات من أجل إسرائيل.

سنوات السياسة:

بشكل واقعي، يعد بنيامين نتنياهو أحد أكثر السياسيين تأثيرا في تاريخ إسرائيل سواء على الصعيد الداخلي والخارجي.

فلنا أن نتخيل أن نتنياهو والمنتمي إلى حزب الليكود اليميني، بدأ مشواره السياسي في الحزب وهناك رجل فيه يدعي (أرييل شارون) وهو أحد من ينظر إليهم الإسرائيليين باعتبارهم (أبطال تاريخيين).

مع ذلك نجح بنيامين في الوصول لزعامة الحزب في العام 1993، ثم منحته الأقدار فرصة تاريخية.

ففي العام 1996، وعلى إثر اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها (اسحاق رابين)، أصبح منصبه شاغرا، وجرت انتخابات مبكرة فاز بها ليصبح أول رئيس وزراء إسرائيلي ينتخب بشكل مباشر وليس عن طريق تشكيل حكومة من الأحزاب الفائزة بأغلبية مقاعد البرلمان.

ولأن الرجل ذو حظ، كان في الوقت نفسه، هو أول رئيس وزراء في تاريخ إسرائيل من الذين ولدوا بعد تأسيسها -كان كل السابقين في هذا المنصب قد ولدوا قبل عام 1948-.

واستمرارا لسلسلة الحظ، انتزع نتنياهو لقب أطول رؤساء الوزراء حكما من أول رئيس وزراء في تاريخ الكيان ومؤسسه (ديفيد بن غوريون).

في سنوات حكمه واجه نتنياهو اتهامات بالفساد المالي والاحتيال والرشوة وخيانة الأمانة، كان أبرزها ما عرف بأسم (القضية 3000 الخاصة بصفقة غواصات دولفين الألمانية المتطورة).

أيضا واجهت إسرائيل الهجوم الأعنف في تاريخها حينما شنت حركة حماس ما عرف بأسم (عملية طوفان الأقصى).

واستمرارا لحالة صيغ المبالغة في كل شيء، شكل نتنياهو الحكومة الأكثر تطرفا في تاريخ الكيان، والتي تضم بداخلها أسماء مثل (سموتريتش) و (إيتمار بن غفير).

في الحادي والعشرين من نوفمبر / تشرين الثاني 2024، أصبح نتنياهو أول رئيس وزراء إسرائيلي تصدر بحقه (مذكرة توقيف) من (المحكمة الجنائية الدولية).

سؤال التقرير وننتظر إجابتكم في التعليقات: ماذا تتوقع لمستقبل نتنياهو؟ .. هل سينتهي أمره في السجن؟ .. أم يقود إسرائيل إلي حرب قد تهدد بقاءها كدولة أصلا؟ .. هل نستيقظ يوما ونجده قد مات على فراشه؟.

--- المصادر:

القانون في الخليج
القانون في الخليج
(القانون في الخليج) هو الموقع العربي الرائد في مجال المعرفة والنصائح والاستشارات القانونية في دول الخليج العربي
تعليقات