سيناريو تخيلي | ماذا لو كان يحيى السنوار قد عرض السلام على إسرائيل؟

((وستدهش إسرائيل حينما تسمعني الآن أقول أمامكم أنني مستعد أن أذهب إلي بيتهم .. إلي الكنيست ذاته ومناقشتهم)).

يحيى السنوار
يحيى السنوار، Unknown author، Attribution: Khamenei.ir.

كانت تلك عبارة متخيلة، وقف زعيم ((حركة حماس)) يحيى السنوار يقولها على خطى الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات.

قيلت هذه العبارة أيضا في اجتماع نتخيله لأعضاء المكتب السياسي لحركة حماس .. فماذا لو كان حدث هذا الأمر بالفعل؟.

رسالة السنوار لنتنياهو:

ما قد يجهله الكثيرون أن التفاوض مع الإسرائيليين والتواصل معهم ليس غريبا عن يحيى السنوار.

الرجل كان يجيد العبرية من سنوات السجن الطويلة، وكان على إطلاع وقراءة دائمة للكتب والصحف الإسرائيلية، وخلال سنوات سجنه أيضا كان يعد بمثابة قائدا للأسرى الفلسطينيين ويدير مفاوضاتهم الدائمة مع الإسرائيليين لتحسين ظروف اعتقالهم.

لكن ما قد يكون مفاجئ لمعظم من يقرأ هذا التقرير أن السنوار وخلال حرب العام 2018 أرسل رسالة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

الرسالة كتبت بالعبرية وأرسلت خلال مفاوضات وقف إطلاق النار، وكانت من ثلاثة كلمات فحسب: ((خذ مخاطرة محسوبة)).

تم هذا الاتفاق بالفعل، وضعت الحرب أوزارها في ذلك الوقت، بل وزيد على ذلك السماح بإدخال مساعدات قطرية بشكل منتظم لدفع رواتب الموظفين في قطاع غزة.

لماذا نشير إلي ذلك؟ .. ببساطة لكى نقول أن السنوار كان بنفسه يدرك أن هناك وقت ما يجب أن تتحدث فيه مع عدوك.

سيناريوهات متعددة:

لكن سؤال جديد يطرح نفسه.

نعم لقد عرض السادات السلام على إسرائيل وأنجزه (طالع تقريرنا: هل خطط السادات للقضاء على إسرائيل عن طريق معاهدة السلام؟).

لكنه فعل ذلك بعد الحرب التي انتصر فيها في أكتوبر 1973، لذا هل كان يجب على السنوار أن يشن هجوم طوفان الأقصى في البداية ثم يعرض السلام بعد ذلك؟.

أم أن الوضع مختلف، فمصر دولة كبيرة ولها عمق استراتيجي واحتياطي كبير من البشر والموارد، ليست حماس ولا حتى قطاع غزة.

ثم ماذا كان سيحدث ؟.. هل كانت إسرائيل ستقبل عرض السنوار أصلا؟.

سيقول أحدهم أن إسرائيل قبلت عرض السادات وزار القدس بالفعل، ثم أبرم معهم اتفاقية السلام.

لكن مرة أخرى، فمصر ليست حماس ولا حتى قطاع غزة كله، فمصر دولة قديمة قدم التاريخ، ومعترف بها في الأمم المتحدة، لذا فإن العرض كان من رئيس دولة، أما حماس فتصنيفها لدي إسرائيل منظمة إرهابية، لذا كان الرد إلزاما سيكون بأن إسرائيل لا تستقبل زعيم منظمة إرهابية؟.

أيضا، ألا يشكل هذا السؤال أصلا تجاوزا لحقيقة أن هذه الحكومة الإسرائيلية الحالية هي كما توصف (الحكومة الأكثر تطرفا في تاريخ الكيان)، والتي لا تعترف لا بفلسطين أصلا ولا بالشعب الفلسطيني، فكيف كان من المتوقع أن تستقبل قائد حماس؟.

سؤال التقرير: ما هي توقعاتك لو كان يحيى السنوار قد عرض السلام على إسرائيل؟.

--- المصادر:

تايمز أوف إسرائيل.

القانون في الخليج
القانون في الخليج
(القانون في الخليج) هو الموقع العربي الرائد في مجال المعرفة والنصائح والاستشارات القانونية في دول الخليج العربي
تعليقات