يتوالي ورود التقارير التي تفيد بإتمام القوات الأوكرانية استعادة كامل مداخل العاصمة الأوكرانية كييف، بعد إنسحاب القوات الروسية منها. وكتب نائب وزير الدفاع الأوكراني أن الأراضي الأوكرانية قد تم تحريرها من الغزاة، مضيفا ((إيربين وبوتشا وهوستوميل ومنطقة كييف بأكملها أصبحت حرة)).
مركز تسوق في منطقة بوديلسكي بالعاصمة كييف وقد حاق به الدمار بعد قصفه، Kyiv City State Administration, Olexiy Samsonov، (CC BY 4.0) via Wikimedia commons. |
في ذات الوقت، أوردت صحيفة (الجارديان) البريطانية أن القوات الروسية فرقت باستخدام القوة والعنف احتجاج لمواطنين أوكران في إحدي البلدات التي تحتلها.
حول كييف:
قامت القوات الأوكرانية بإزالة حقول الألغام، وإحصاء القتلى حول العاصمة التي بدأ القتال حولها منذ اليوم الأول للحرب مع إبرار القوات الروسية لمظليين ووحدات خاصة حاولت اقتحام العاصمة سريعا.
وحاليا تقوم القوات الأوكرانية بمهامها في كامل المناطق المحيطة بالعاصمة في حالة من الأمان بعد إنسحاب القوات الروسية منذ عدة أيام ، عقب إعلان روسيا أنها ستركز عملياتها الحربية على مناطق شرق أوكرانيا وبالتحديد الدونباس.
ويبدو أن هذا الأمان النسبي على الأقل كان الدافع وراء تصريح البابا فرنسيس أنه يفكر في زيارة كييف.
كما تخلت القوات الروسية عن مطار هوستوميل بالقرب من العاصمة تاركة ورائها حطام أكبر طائرة في العالم، أنتونوف 225 مريا، والتي تحطمت في الأيام الأولى للحرب بنيران المعركة التي دارت للسيطرة على المطار.
بعض التحليلات العسكرية تذهب إلي أن الانسحاب الروسي من حول كييف، وتركيزها على منطقة دونباس شرق أوكرانيا جاء نتيجة بسالة المقاومة الأوكرانية وحسن استخدام المعدات العسكرية التي وصلت إليها من دول حلف الناتو، لكن هذا الوضع الجديد عسكريا، سيقود إلي (حرب استنزاف) طويلة الأمد.
لكن المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، قال أنه تم تدمير القدرات العسكرية لأوكرانيا بشكل شبه كامل خلال العملية الروسية.
وأضاف بيسكوف [إن أهداف (العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا) تمثل في نزع السلاح من الجيش الأوكراني، وإنقاذ سكان إقليم دونباس، واستعادة حدود جمهوريتا "دونيتسك الشعبية" و"لوغانسك الشعبية"]. وهما الجمهوريتان اللتان أعلنتا الانفصال عن أوكرانيا عام ٢٠١٤، وتدينان بالولاء لروسيا.
بيسكوف هاجم حلف الناتو بضراوة في تصريحاته ، ووصفه بأنه (منظمة تم إنشاؤها للعدوان).. مضيفا أن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو، أبلغ مؤخرًا الرئيس فلاديمير بوتين، أن تجمع قوات الناتو يتعزز بشكل كبير على الجانب الشرقي، أي بالقرب من الحدود الغربية لروسيا.
دميتري بيسكوف المتحدث الرسمي باسم الكرملين، Пресс-служба Президента России، (CC BY 4.0)، via Wikimedia commons. |
وحذر المتحدث باسم الكرملين في لقاء بثهالتلفزيون البيلاروسي أن أي هجوم سيشنه الناتو على بيلاروسيا، ستعتبره موسكو هجوما على روسيا نفسها.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد ذكرت أنه تم تعطيل المطارات العسكرية الأوكرانية في بولتافا ودنيبرو ، وأصابت ٢٨ منشأة عسكرية في أوكرانيا.
وصرح المتحدث باسم الوزارة، الجنرال إيغور كوناشينكو، خلال إحاطة قدمها مساء يوم السبت: "نتيجة لضربة عالية الدقة تم تنفيذها الخميس ٣١ مارس على مقر دفاعي في خاركوف بواسطة منظومة "إسكندر"، ثبت القضاء على أكثر من ١٠٠ متطرف ومرتزق من دول غربية".
وكانت المروحيات الهجومية الأوكرانية قد شنت هجوما جريئا على مستودعا للنفط في الأراضي الروسية في غارة قبل فجر يوم الجمعة، بحسب ما أقرت به الوزارة الروسية.
وبحسب نائب وزير الدفاع الأوكراني، فإن انسحاب القوات الروسية تم تقريبا من جميع المدن الرئيسية الأوكرانية، وليس من حول كييف فقط.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ، اتهم القوات الروسية بأنها خلفت ورائها ما وصفه بالوضع الكارثي حول المدن الأوكرانية، وتركتها بعدما نثرت الكثير من حقول الألغام.
ماريوبول المحاصرة:
في ماريوبول، المدينة الساحلية الأوكرانية التي تحاصرها القوات الروسية منذ أسابيع، فشل عمال الإغاثة من الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر مرة أخرى في الوصول إلى المدينة.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان إن محاولة جديدة لإجلاء المدنيين من مدينة ماريوبول الجنوبية المحاصرة ستبدأ بعد فشل جهود يوم الجمعة بسبب ما وصفته اللجنة بظروف "مستحيلة".
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد اتهمت التشكيلات القتالية الأوكرانية في ماريوبول ، بأنها انتهكت اتفاق وقف إطلاق النار المتفق عليه فيها.
أحد المباني المدمرة في مدينة ماريوبول الأوكرانية، Ministry of Internal Affairs of Ukraine، (CC BY 4.0)، via Wikimedia commons. |
وعلى صعيد ملف الغاز، أعلنت ليتوانيا اليوم أنها ستتخلي وبشكل كامل عن استيراد الغاز الطبيعي الروسي، كما قررت المملكة المتحدة اليوم منع استخدام الطائرات الخاصة المملوكة لطبقة الأوليغارشية الروسية من أصدقاء الرئيس بوتين.
وكان الرئيس فلاديمير بوتين قد تحدث مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي حثه مرة أخرى على الاجتماع مع الرئيس الأوكراني.