لماذا فشل الدفاع الجوي القطري في صد الهجوم الإسرائيلي على الدوحة؟

في عصر يوم الثلاثاء التاسع من سبتمبر عام 2025، قام تشكيل من سلاح الجو الإسرائيلي بتوجيه ضربة جوية دقيقة لاجتماع قادة من حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة.

تمتلك قطر وسائل دفاع جوي برية وبحرية وجوية، بشكل ما لم تعمل أيا منها وقت الضربة الإسرائيلية.

يطرح ذلك الهجوم العديد من التساؤلات، عن الشلل التام الذي أبداه الجيش القطري وقت الهجوم، خصوصا مع إنفاق القطريين فاتورة باهظة التكلفة عل التسليح خلال العقدين الأخيرين.

في هذا التقرير نبحث عن أسباب ذلك، متجاهلين وجود (قاعدة العديد) الأمريكية في قطر، أكبر قواعد الولايات المتحدة خارج أراضيها، فقط نسأل ونفكر ونحلل، أين كانت أسلحة القطريين وقت تنفيذ الهجوم؟.

التغطية الرادارية:

في البداية، لكي يصد القطريين هذا الهجوم ينبغي أن يمتلكوا القدرة على كشفه أصلا.

وهذه القدرة ستكون كافية إذا تم كشف أحد شيئين:

  • إما كشف الطائرات.
  • إما كشف الصواريخ التي أطلقتها تلك الطائرات.

ذلك لأن كشف الصواريخ يعني القدرة على اعتراضها وإسقاطها.

لكن هل يمتلك القطريين ما يستطيعون به كشف الطائرات أو الصواريخ؟.

المفاجأة أنهم يمتلكون ذلك بالفعل، والمفاجأة الأكبر أنهم يمتلكونها في البحر قبل البر.

ففي شهر ديسمبر من العام الماضي 2024، استلمت القوات البحرية الأميرية القطرية سفينة الإنزال البرمائية LPD (الفلك).

هذه السفينة تمتلك رادار خرافي من نوع KRONOS POWER SHIELD، والذي يعني باللغة العربية درع كرونوس، واسم (كرونوس) هذا مستمد من أحد الأساطير الإغريقية القديمة.

الرادار يستطيع كشف أهداف لمسافة تصل إلى 1500 كم، لذا فمن المؤكد أنه لو كان يعمل لكان قد رصد هذه الطائرات المهاجمة أو حتى الصواريخ التي أطلقتها، أو على أضعف الإيمان رصد طائرات التزويد بالوقود في الجو، وهي طائرات كبيرة الحجم، ذات بصمة راداراية كبيرة يسهل رصدها حتى بالنسبة لأجهزة الرادارات المدنية.

ماذا بعد الرصد؟:

الجيش القطري
كورفيت الدفاع الجوي الزبارة، كان من المفترض أن تعمل ٤ قطع من هذا النوع تمتلكها قطر بالتناغم مع سفينة الإنزال البرمائية LPD في توفير دفاع جوي من البحر عن قطر، صورة من وزارة الدفاع القطرية.

جيد، كان القطريين يستطيعون رصد الهجوم أو جزء منه على الأقل، فهل لديهم ما يمكنهم إيقافه به؟.

الإجابة مرة أخرى نعم، والإجابة مرة أخرى في البحر قبل البر.

كان من المفترض أن تقوم سفينة الإنزال البرمائية LPD (الفلك) بتوصيل هذه المعلومات إلى أربعة طرادات دفاع جوي من فئة (الدوحة) وهي طرادات بحرية مخصصة أصلا للقتال ضد الأهداف الجوية، اشترتها قطر ليوم كمثل اليوم الذي هوجمت فيه، بغرض توسيع قدرتها الجغرافية على الاشتباك وزيادة مدى الدفاع عن الأراضي القطرية الصغيرة.

سفينة الإنزال البرمائية LPD (الفلك) نفسها مسلحة بالصاروخ Aster 30 Block 1 بمدى 100 كم.

هذا كله يعني أن القطريين كان لديهم في البحر قطع بحرية متطورة قادرة أصلا على صد الهجوم قبل أن يصل للأراضي القطرية نفسها.

هل كان بوسع القوات الجوية القطرية أن تتدخل؟:

ما فات لم يكن هو كل ما تملكه قطر.

فمع رصد الطائرات المعادية، سواء من القطع البحرية التي ذكرناها أو حتى الرادارات الأرضية المملوكة لقوات الدفاع الجوي وهي جزء من القوات الجوية الأميرية القطرية، كان من الواجب وقتها إطلاق المقاتلات القطرية للدفاع عن سماء الدولة.

كنا قد أعددنا من قبل تقرير بعنوان ((القوات الجوية الأميرية القطرية.. نسور في سماء الخليج))، ذكرنا فيه امتلاك قطر لعدد من أرقى المقاتلات في العالم وأكثرها فتكا.

نتحدث عن 24 مقاتلة يورو تايفون (العاصفة)، ما بين 30 : 36 مقاتلة اف-15Q وهي نسخة عالية التطور من المقاتلة الأمريكية الأشهر صنعت خصيصا لقطر، علاوة على عشرات من مقاتلات الرافال الفرنسية.

هذا الخليط المرعب من المقاتلات كان بوسعه فعليا إسقاط الطائرات المغيرة (وسائل الإعلام الإسرائيلية تحدثت عن 10 مقاتلات فقط)، فتخيلوا معنا الصورة لو كانت قطر قد أسقطت ثلاث أو أربع طائرات إسرائيلية؟.

سؤال التقرير وننتظر إجابتكم في التعليقات: هل تعتقدون أن قطر كان بوسعها بالفعل التصدي للهجوم الإسرائيلي على الدوحة؟.

--- المصادر:

هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي.

القانون في الخليج
القانون في الخليج
(القانون في الخليج) هو الموقع العربي الرائد في مجال المعرفة والنصائح والاستشارات القانونية في دول الخليج العربي
تعليقات