الإبادة الجماعية (باللغة الإنجليزية: Genocide)، هو مصطلح قانوني يشير إلى الأفعال التي ترتكب بهدف تدمير جماعة على أساس عرقي أو عنصري أو ديني أو وطني، سواء كان هذا التدمير كلي أو جزئي.
![]() |
| لافتة (أوقفوا الإبادة الجماعية .. فلسطين حرة) في مظاهرة بدولة فنلندا، 21 أكتوبر 2023، الصورة بعدسة: rajatonvimma /// VJ Group Random Doctors، CC BY 2.0، via wikimedia commons. |
ظهر المصطلح لأول مرة عام 1944 بواسطة المحامي البولندي اليهودي (رافائيل ليمكين) في كتابه "حكم المحور في أوروبا المحتلة".
مصطلح الإبادة الجماعية:
المحامي البولندي (رافائيل ليمكين) جمع هذا المصلح من شقين، الشق الأول من اللغة اليونانية بكلمة (genos) وتعني العرق أو القبيلة، أما الشق الثاني فكانت كلمة اللاتينية (cide) وتعني قتل.
المفارقة أن ليمكين جاء بهذا المصطلح للتعبير عن السياسات النازية التي تمثلت في القتل الممنهج لليهود في الدول التي احتلتها ألمانيا بل ولليهود الألمان أيضا خلال الحرب العالمية الثانية (الهولوكوست).
ومع ذلك فقد أشار أيضا إلي حالات سابقة في التاريخ استهدفت تدمير مجموعة معينة من الناس، خصوصا منذ مطلع القرن العشرين.
أستمر المحامي اليهودي في قيادة حملة للاعتراف بالإبادة الجماعية كجريمة دولية، الأمر الذي نجح فيه فيما بعد، وبالتحديد عام 1946، حينما اعترفت (الجمعية العامة للأمم المتحدة) بالإبادة الجماعية كجريمة بموجب القانون الدولي.
في المحكمة العسكرية الدولية التي انعقدت بين عامي 1945 : 1946 (المعروفة باسم محاكمات نورمبرغ) وهو اسم المدينة الألمانية التي انعقدت فيها المحاكمات.
هناك استخدم المدعون العامون مصطلح (الإبادة الجماعية) في لائحة الاتهام التي وجهت إلى زعماء الحرب النازيين الذين بلغ عددهم في تلك المحاكمات 42 قائدا ومسؤولا رفيع المستوى.
ما هي اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948؟:
بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها (في 9 ديسمبر 1948)، أصبحت الإبادة الجماعية جريمة دولية مدونة في اتفاقية دولية خاصة بها.
بحلول نهاية الخمسينات كانت أكثر من 65 دولة عضوًا في الأمم المتحدة قد وقّعت عليها.
الإتفاقية في الوقت الحالي مصدق عليها من قبل 153 دولة، وقد أكدت محكمة العدل الدولية مرارًا وتكرارًا في أحكامها المختلفة أن الاتفاقية تُجسد مبادئ تُشكل جزءًا من القانون الدولي العرفي العام.
![]() |
| قصر السلام في لاهاي بهولندا حيث مقر محكمة العدل الدولية التي نظرت دعوى جنوب افريقيا ضد إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية، UN Photo/Andrea Brizzi، CC BY-NC-ND 2.0 DEED، via Flickr. |
التعريف الخاص بجريمة الإبادة الجماعية والذي كما قلنا يستوجب لتقوم جريمة الإبادة الجماعية أن يكون هناك ((نية)) تدمير مجموعة مستهدفة من البشر.
هذا ما أعتمد عليه المحامي البريطاني الشهير (آلان فوغان لوي) والذي اختارته جنوب افريقيا في الدعوى التي أقامتها ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية بشأن تطبيق اتفاقية الإبادة الجماعية على إسرائيل.
في مرافعته أمام المحكمة قال فوغان لوي: ((إذا تم تنفيذ أي عملية عسكرية -بغض النظر عن مدى دقة تنفيذها- بنية تدمير شعب كليا أو جزئيا، فإنها تنتهك اتفاقية الإبادة الجماعية ويجب أن تتوقف)).
الأفعال التي تشكل إبادة جماعية:
تنقسم الأفعال التي تشكل إبادة جماعية إلي خمس فئات:
- قتل أفراد مجموعة معينة (المجموعة هنا يقصد بها أفراد يتصفون بنفس الصفة مثلا، كأتباع دين معين، أو من جنسية معينة، أو عرق معين .. إلخ).
- التسبب في أذى جسدي أو عقلي خطير لأعضاء المجموعة.
- فرض ظروف معيشية متعمدة على الجماعة بهدف تدميرها جسديًا، كليًا أو جزئيًا (كتعمد إحداث المجاعة بهم كما يحدث في غزة).
- فرض تدابير بهدف منع أفراد هذه الجماعة من الولادات (مثلما فعلت القوات الصربية بقيادة مجرم الحرب رادوفان كاراديتش ضد مسلمين البوشناق في حرب البوسنة).
- في حالة حدوث ولادات، أخذ الأطفال من هذه المجموعة ومنحهم إلي أفراد المجموعة التي تنفذ الإبادة الجماعية لتربيتهم وكأنهم أولادهم.
.jpg)
