في بعض الأحيان، يحدث للإنسان أمور لا دخل له بها، وإنما ترتبط بجسده والتغييرات التي تطرأ عليه.
 |
| تقرير يجيب عن سؤال: ((هل يجوز الصيام بدون الاغتسال من الحيض؟))، الصورة بالذكاء الاصطناعي Gemini من جوجل، خاصة بالمعرفة للدراسات. |
ومن الأمثلة على ذلك، أن تكون المرأة أو الفتاة في فترة الحيض، ثم ينقطع دم الحيض قبل اذان الفجر بوقت لا تستطيع معه أن تتطهر وتغتسل.
في هذه الحالة يثور سؤال، هل يجوز للمرأة الصيام قبل الاغتسال من الدورة الشهرية؟.
الاغتسال من الحيض:
قبل أن نجيب على هذا السؤال، نهديكم تقريرنا: ((طريقة الغسل من الحيض والجنابة للنساء.. كيف تتطهر السيدة المسلمة بعد انتهاء الدورة الشهرية)).
في هذا التقرير جمعنا لكم كل ما يهمكن بل ويلزمكن معرفته بشأن الاغتسال من الحيض.
هل يجوز للحائض أن تنوي الصيام قبل الاغتسال؟:
الإجابة هنا لن تكون يجوز أو لا يجوز، بل (يجب).
إذ يجب على المرأة المسلمة التي انقطع الحيض عنها قبل أذان صلاة الفجر، أن تنوي صيام اليوم الجديد وما يليه من أيام شهر رمضان.
المهم هنا أن يكون الطهر قد حدث قبل أذان الفجر، فإذا أذن الفجر ثم حدث الطهر بعده ولو بلحظة واحدة فلا تصوم المرأة ذلك اليوم، لكن عليها قضاؤه بعد نهاية شهر رمضان.
ونلفت الإنتباه هنا إلي أهمية أن تكون المرأة قد تأكدت تماما من حدوث الطهر.
ويسري هذا الحكم أيضا على المرأة التي جامعها زوجها فصارت على جنابة.
 |
| أسقط الله -سبحانه وتعالى- عن السيدات المسلمات العديد من الفروض والتكاليف في فترة الحيض، لمعرفته وهو الخالق العليم بأن هذه الفترة تكون مرهقة للمرأة، الصورة بالذكاء الاصطناعي Gemini من جوجل، خاصة بالمعرفة للدراسات. |
وعن ذلك يقول الإمام النووي في كتاب ((روضة الطالبين وعمدة المفتين)) 1 / 137: "وإذا انقطع الحيض ارتفع تحريم الصوم وإن لم تغتسل)).
ويقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين: ((إذا طهرت الحائض قبل طلوع الفجر ولو بدقيقة واحدة ولكن تيقنت الطهر فإنه إذا كان في رمضان، فإنه يلزمها الصوم، ويكون صومها ذلك اليوم صحيحاً، ولا يلزمها قضاؤه، لأنها صامت وهي طاهر، وإن لم تغتسل إلا بعد طلوع الفجر فلا حرج، كما أن الرجل لو كان جنباً من جماع أو احتلام وتسحر ولم يغتسل إلا بعد طلوع الفجر كان صومه صحيحاً)).
وهذا هو رأي الإمام ابن باز أيضا، والذي أستدل عليه بسنة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله فيقوم ويغتسل بعد طلوع الفجر.
وهذا الرأي هو رأي المذهب الحنبلي الذي قال أصحابه أنه لو نوت المرأة الحائض صيام يوم الغد، وهي متيقنة أنها ستطهر ليلا، صح صيامها.
كما قال الإمام مالك في المدونة: ((إذا رأت المرأة الطهر قبل الفجر اغتسلت بعد الفجر وصيامها مجزئ عنها)).
وهكذا يكون صيام المرأة التي طهرت من الحيض ولو لم تغتسل قبل الفجر صحيحا باتفاق الفقهاء بإذن اللَّهُ، فالعامل الحاسم هنا هو انقطاع الدورة الشهرية وليس الاغتسال، وإن كان يستحب أن تبادر المرأة بالاغتسال فور انتهاء دورتها الشهرية.
هل يقبل الصيام بعد الدورة بدون الاغتسال؟:
الإجابة هنا أيضا أنه يجب على المرأة المسلمة إذا ما تيقنت الطهر قبل أذان الفجر أن تصوم، وهنا يكون صومها صحيح بإذن اللَّهُ، حتى ولو لم تستطع الاغتسال قبل الأذان.
وذلك لأن اغتسال المرأة من الحيض ليس شرطا من شروط الصيام.
لكن ما نود الإشارة إليه هنا أنه يلزم المرأة أن تغتسل من الحيض قبل صلاة الظهر، وذلك حتى لا تفوت أداء صلاة الفجر، وذلك لأن بقية الأمور من الصلاة وقراءة القرآن الكريم وحمل المصحف وغير ذلك يلزم المرأة حينها أن تكون قد اغتسلت.
