الأحدث

طريقة الغسل من الحيض والجنابة للنساء.. كيف تتطهر السيدة المسلمة بعد انتهاء الدورة الشهرية

من عظمة هذا الدين الإسلامي الحنيف، أنه أرشد اتباعه في العديد من الأمور، التي تصل حتى نظافة أبدانهم وطهارتها، فأوجب الغسل من الحيض على كل سيدة مسلمة.

يجب على كل مسلمة أن تغتسل بعد الحيض والجنابة، Creative Commons Zero - CC0، via maxpixel. 


وبطريق (القياس)، فإن المرأة تغتسل تطهرا من الحيض، كما كان النبي صلى ﷲ عليه وسلم، يتطهر من الجنابة، حتى تستطيع الصلاة والصيام والامساك بالمصحف، بل وممارسة حياتها العادية وكذلك مجامعة زوجها، وهي طاهرة من دم الحيض، أو الدورة الشهرية كما اصطلح على تسميتها حديثا.

وهذه الطريقة تصلح في ثلاث حالات هي:

  1. إنتهاء الحيض.
  2. إنتهاء فترة النفاس بعد الوضع.
  3. بعد العلاقة بين الزوجين.

كما أن هناك طريقة ثانية، جاءت في حديث مخصص للنساء فقط وتطهرهن من الحيض، فمن أرادت أن تتطهر بأي من هاتين الطريقتين فلا مشكلة عليها بإذن الله.

وعلى أي حال، وأيا كانت الطريقة التي ستغتسل بها المرأة او الفتاة، فينبغي الإنتباه إلي أن الخطوة الأولى في الغسل من الحيض أو الجنابة، هي (النية) ومحلها القلب، فيجب أن تنوي أولا ان غسلها هذا طهارة لها من الحيض أو الجنابة.

وليس هناك ذكر خاص للغسل من الحيض إلا أنه يستحب أن تقول عند أول الغسل "بسم ﷲ".. وذلك في سرها لأن مكان الغسل عادة ما يكون في الحمام.

متي تغتسل المرأة من الحيض:

تغتسل المرأة من الحيض إذا ما رأت واحدة من علامتي الطهر وهما: (رؤية القصة البيضاء) أو (جفاف الدم).

والقصة البيضاء هو ماء أبيض يخرج من رحم المرأة عند انقطاع الحيض... فإذا لم تراها المرأة يكفيها أن ينقطع دم الحيض تماما لتعلم أن الدورة الشهرية قد انتهت.

وهناك تفسير ثاني لمعني (القصة البيضاء) هو أن تصبح القطنة التي تستخدمها المرأة في فترة الحيض بيضاء ليس فيها دم او لون أصفر.

أما جفاف الدم فمعناه واضح ولا يحتاج لمزيد من الشرح. 

حكم الغسل من الحيض والجنابة:

والغسل من الحيض والجنابة (واجب) لقول ﷲ تبارك وتعالى: ﴿وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ﴾[البقرة:٢٢٢] أي: اغتسلن: ﴿فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ اللَّهُ ﴾[البقرة:٢٢٢].

والدليل على أن التطهر هو الغسل قوله تعالى: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا ﴾[المائدة: ٦]. 

طريقة الغسل من الحيض (الدورة الشهرية) :

طريقة الغسل من الحيض والجنابة للنساء، CC0 Public Domain،via pxhere. 


قد روت ثلاثة من زوجات النبي صلى ﷲ عليه وسلم، صفة وطريقة غسله صلى ﷲ عليه وسلم من الجنابة، وهي التي يسير عليها كل الأمة رجالها ونسائها حين التطهر.

فروت أمهات المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق -رضي ﷲ عنها وعن أبيها-، والسيدة صفية بن حيي، والسيدة جويرية بنت الحارث، هذه الطريقة.

فكان النبي صلى ﷲ عليه وسلم:

  1. يغسل كفيه ثلاث مرات.
  2. الاستنجاء من الأمام والخلف.
  3. يتوضأ وضوء الصلاة عدا غسل القدمين.
  4. يفيض الماء على رأسه ثلاث مرات.
  5. ثم على بدنه الشق الأيمن من الاعلى إلي الأسفل.
  6. ثم على بدن شقه الأيسر من الأعلى إلي الأسفل.
  7. غسل القدمين.

هذه الطريقة، بناء على الحديث المروي عن السيدة عائشة رضي ﷲ عنها قالت: "كان رسول ﷲ صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة يبدأ فيغسل يديه، ثم يفرغ بيمينه على شماله فيغسل فرجه، ثم يتوضأ، ثم يأخذ الماء فيدخل أصابعه في أصول شعره ، ثم حفن على رأسه ثلاث حفنات ثم أفاض على سائر جسده ثم غسل رجليه".

طريقة الغسل من الحيض (الدورة الشهرية) للنساء فقط:

طريقة ثانية للغسل من الحيض والجنابة، أيضًا وردت في حديث عن الرسول صلى ﷲ عليه وسلم، سألته فيه السيدة أسماء بنت أبي بكر -رضي ﷲ عنها وعن أبيها-، عن كيفية الغسل بعد الحيض، وهذا حديث خاص بالنساء فحسب كما سنري.

وهذا الحديث يجعل طريقة الغسل من الحيض والجنابة كما يلي باستخدام الماء وثمار شجرة السدر:

  1. أن تطهر سائر الجسد بالماء وبالسدر طهورا حسنا.
  2. أن تصب الماء على رأسها وتدلك شعرها بيدها بشدة.
  3. تصب الماء على كامل الجسم.
  4. تستخدم قطعة من القطن أو الصوف عليها مسك بتتبع أي أثر قد تبقي من دم الحيض.

فأجابها النبي صلى ﷲ عليه وسلم بأن تَأْخُذُ إحْدَاكُنَّ مَاءَهَا وسِدْرَتَهَا، (يقصد شجرة السدر)، فَتَطَهَّرُ فَتُحْسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ تَصُبُّ علَى رَأْسِهَا فَتَدْلُكُهُ دَلْكًا شَدِيدًا حتَّى تَبْلُغَ شُؤُونَ رَأْسِهَا، ثُمَّ تَصُبُّ عَلَيْهَا المَاءَ، ثُمَّ تَأْخُذُ فِرْصَةً مُمَسَّكَةً (أي عليها مسك) فَتَطَهَّرُ بهَا فَقالَتْ أسْمَاءُ: وكيفَ تَطَهَّرُ بهَا؟ فَقالَ: سُبْحَانَ اللهِ، تَطَهَّرِينَ بهَا فَقالَتْ عَائِشَةُ: كَأنَّهَا تُخْفِي ذلكَ (أي أن السيدة عائشة أجابتها بصوت خفيض لا يسمعه إلا هي.. وذلك لأن النبي صلى ﷲ عليه وسلم استحي أن يرد)، فقالت لها السيدة عائشة: تَتَبَّعِينَ أثَرَ الدَّمِ.

أحد أنواع صابون السدر. 


كما وسَأَلَتْهُ عن غُسْلِ الجَنَابَةِ (غسل ما بعد مجامعة الزوج)؟ فَقالَ صلى ﷲ عليه وسلم: تَأْخُذُ مَاءً فَتَطَهَّرُ فَتُحْسِنُ الطُّهُورَ، أوْ تُبْلِغُ الطُّهُورَ، ثُمَّ تَصُبُّ علَى رَأْسِهَا فَتَدْلُكُهُ حتَّى تَبْلُغَ شُؤُونَ رَأْسِهَا، ثُمَّ تُفِيضُ عَلَيْهَا المَاءَ فَقالَتْ عَائِشَةُ: نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الأنْصَارِ لَمْ يَكُنْ يَمْنَعُهُنَّ الحَيَاءُ أنْ يَتَفَقَّهْنَ في الدِّينِ.

وقد أفتي العلماء بأن الصابون والمنظفات التي يستعملها الناس في عصرنا هذا، تقوم مقام شجرة السدر في التطهر والاغتسال من الحيض، فمن استطاعت أن تغتسل بثمار شجرة السدر فهذا هو الأصل وأفضل، ومن لم تستطع فلا مشكلة ولا إثم عليها، ويمكنها أن تغتسل بالصابون.

هذا وتتوافر في الأسواق حاليا بعض أنواع الصابون المصنوع من ثمار شجرة السدر، وكذلك هناك بعض المواقع التي تشرح طريقة صنع الصابون من ثمار السدر لمن أردن أن يتطهرن ويغتسلن به.

أما بالنسبة للمسك الأصلى غير المخلوط، فهو غالي الثمن هذه الايام، وقد لا يستطيع الكثيرون شراءه، والمسك المخلوط يسبب إلتهابات إذا ما تم استخدامه في تتبع أثر الدم كما ورد في الحديث، فتستطيع المرأة أن تستخدم أي سائل منظف من الموجود حاليا ويكون ذو رائحة طيبة لإزالة أي رائحة غير مرغوب بها بعد انتهاء الحيض (الدورة الشهرية).

لكن من استطاعت شراء المسك الاصلى غير المخلوط فهو الاصل في الغسل، وقد ثبت حديثا انه ليس فقط لدفع الرائحة، بل انه يساعد أيضًا في القضاء على الفطريات والميكروبات الممرضة.

حالة اجتماع الجنابة مع الحيض:

قد يحدث أحيانا أن تصبح المرأة على جنابة، وهي في فترة الحيض.

هناك رأي أن عليها في هذه الحالة أن تغتسل غسلين، غسل للجنابة على الفور، ثم غسل للحيض بعد نهايته.

لكن رأي جمهور العلماء في هذه المسألة أنها يكفيها الاغتسال مرة واحدة بعد انتهاء فترة الحيض (الدورة الشهرية)، بشرط أن لا تقرأ القرآن... لذا فالأفضل أن تغتسل مرتين.

فالحمد لله الذي أنزل على رسوله صلى ﷲ عليه وسلم، دينا وشريعة علمت الناس النظافة، نظافة البدن، ونظافة الروح والقلب.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-