غازبروم الروسية تعلن مواصلة قطع الغاز عن ألمانيا.. واستمرار الهجوم الأوكراني المضاد

أعلنت عملاق النفط والغاز شركة (غازبروم) الروسية اليوم السبت، أنها ستواصل إغلاق الأنابيب التي تمد ألمانيا بالغاز الطبيعي.

بين يديه زر الفتح ومفتاح الإغلاق، متحكما في الغاز، روح أوروبا واقتصادها ودفئها في الشتاء الطويل، يواصل بوتين اللعب بسلاح الغاز، Premier.gov.ru، (CC BY 4.0)، via wikimedia commons.

وفي الأثناء، قالت وزارة الدفاع البريطانية أن القوات الأوكرانية استغلت ما وصفته هي بأنه (ضعف مستوى القيادة العسكرية الروسية على الأرض).

استمرار وقف إمدادات الغاز:

إذن حمل هذا الصباح أنباء غير سارة بالنسبة للمواطنين والحكومة الألمانية، مع إعلان (غازبروم) الروسية أن إمدادات الغاز لن يتم استئنافها على عكس ما كان مقررا.

صحيفة (إندبندنت) البريطانية العريقة، كانت من أوائل وسائل الإعلام الغربية التي علقت على إعلان غازبروم الروسية، فكتبت العنوان التالي: (روسيا تصعد حرب الطاقة بإغلاق خطوط أنابيب الغاز).

يمكنكم الإطلاع على تقريرنا الذي نشرناه في "المعرفة للدراسات" قبل الحرب بخمسة أيام بعنوان: ((ماذا سيحدث لأوروبا إذا ما قطعت روسيا الغاز عنها.. وهل تستخدم موسكو سلاح الغاز بالفعل)).

من جانبها، بررت غازبروم قرارها بأسباب فنية، فقالت أنه لا يمكن إعادة تشغيل توصيلات الغاز الطبيعي بعد اكتشاف (أعطال) في خط أنابيب نورد ستريم-١، شريان الغاز الطبيعي إلى ألمانيا.

وكانت غازبروم قد أعلنت نهاية شهر يونيو الماضي أنها ولأغراض الصيانة ستقلل إمدادات الغاز إلى أوروبا بنسبة ٢٠٪ ليصبح إجمالي التخفيض منذ بداية الحرب إلى نصف كميات الغاز الطبيعي الذي كانت تزود به روسيا ألمانيا قبل اندلاعها.

وكان من المقرر وفقا لما أعلنت عنه روسيا أن تعود كميات الغاز الطبيعي الواصلة إلى ألمانيا إلى معدلاتها الطبيعية عقب إنتهاء الصيانة، لكن القرار الروسي اليوم غير كل الحسابات تقريبا.

استمرار التخفيض بهذه الكميات لا يعني ضربة اقتصادية ضخمة لألمانيا رمز الصناعة الأوروبية، التي قد تتوقف ماكينات الكثير من مصانعها عن الدوران، ليس هذا فحسب بل على الصعيد الاجتماعي سيعني شتاء قاسيا بلا رحمة سيعجز فيه الكثير من الألمان عن تدفئة منازلهم.

لقوة تيار الحفاظ على البيئة في الشارع الألماني، سعت الحكومات الألمانية نحو توفير محطات توليد طاقة نظيفة، برغم ذلك، لا تزال ألمانيا ومعها عدد من الدول الأوروبية تعتمد بصورة كبيرة للغاية على الغاز الروسي في تلبية احتياجاتها للطاقة التي تزيد في فصل الشتاء الذي يدق الأبواب، صورة لمحطة ليندن لتوليد الطاقة بالرياح الواقعة على ضفاف نهر ايهم، مدينة هانوفر، ألمانيا، Christian A. Schröder (ChristianSchd)، (CC BY-SA 4.0)، via wikimedia commons.

الحكومة الألمانية التي أعادت استخدام الفحم لتوليد الطاقة، بعد قراراتها السابقة بالتوقف عن استخدامه للحفاظ على البيئة، تواجه أصلا مشكلة عويصة أخرى تمثلت في انخفاض مناسيب نهر الراين، التي أدت بدورها لارتفاع جنوني في تكاليف شحن الفحم من المناجم لمحطات توليد الطاقة، بسبب تخفيض حمولات السفن والصنادل حتى تستطيع الإبحار وسط مياه نهر الراين التي صارت ضحلة.

من جانبه، تقدم (الاتحاد الأوروبي) باحتجاج رسمي لروسيا على خلفية قرار إغلاق خط أنابيب الغاز، وسط مخاوف أوروبية وليست ألمانية فحسب من كون الإغلاق الممتد لأنابيب الغاز قد يهدد وبشكل جدي بانقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع في جميع أنحاء أوروبا.

لكن روسيا وضعت (العقدة في المنشار) كما يقال في المثل العربي الشهير، حينما بررت قرار إيقاف الغاز، بأن العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب عليها بسبب غزو أوكرانيا، هي السبب في عرقلة الصيانة الروتينية لخط أنابيب نورد ستريم ١، وعلى أي حال فمهما كانت الأسباب، أصبح من الواضح للجميع أن الغاز قد أصبح جزء من صراع أكبر بين موسكو والغرب حول الطاقة والحرب في أوكرانيا.

الهجوم الأوكراني المضاد:

واستمرارا لما وصف بأنه (الهجوم الأوكراني المضاد) الذي تشنه وحدات من القوات الأوكرانية على المواقع الروسية في أوكرانيا منذ عدة أيام قال الجيش الأوكراني في بيان رسمي أنه قد وجه ضربات لمواقع روسية في كل من مدينتي خيرسون وإنرجودار، وهي مدن أوكرانية جنوبي البلاد مسيطر عليها من قبل القوات الروسية.

بيان الجيش الأوكراني وصف الضربات بأنها (دقيقة) وأنها قد خلفت ورائها تدمير ثلاثة أنظمة مدفعية للعدو ، فضلا عن مستودع ذخيرة.

وأضاف البيان: "مما أسفر عن مقتل العديد من الجنود الروس"... ونشرت وزارة الدفاع البريطانية تقريرا قالت فيه أن (الجيش الأوكراني نجح في تحقيق مفاجأة تكتيكية من خلال هجومه المضاد).

لكن الجيش الروسي من جانبه وصف المحاولات الأوكرانية لكسب موطئ قدم في اتجاه محور (نيكولاييف-كريفوي روج) الهام، وصفها بالفاشلة، مؤكدا أن الأوكرانيين يتلقون خسائر وصفها بالكبيرة.

وكانت القوات الأوكرانية قد حاولت الأسبوع الماضي التقدم على محور (نيكولاييف-كريفوي روج) ذاته، لكن الجيش الروسي أعلن حينها نجاح قوات المظليين الروسية في إيقاف القوات الأوكرانية.

محطة زاباروجيا النووية:

يخشي العالم من كارثة نووية جديدة جراء القتال حول محطة زاباروجيا النووية حيث يلقي الروس والأوكرانيين اللوم على بعضهما البعض في التسبب في استمرار القتال هناك، صورة يظهر فيها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو غروسي، قائدا لبعثة خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تضم موظفي السلامة والأمن والضمانات النووية للوكالة أثناء استعدادهم لزيارتهم الرسمية إلى أوكرانيا إلى محطة زابوريزهزهيا للطاقة النووية. مطار فيينا الدولي، النمسا. ٢٩ أغسطس ٢٠٢٢، IAEA Imagebank، Photo Credit: Dean Calma / IAEA، (CC BY 2.0)، via Flickr.

ملف آخر من الملفات الكثيرة التي أثارت قلق العالم في الحرب الروسية الأوكرانية التي تدور رحاها منذ منتصف فبراير الماضي مع بدء الجيش الروسي هجومه على أوكرانيا.

الحديث هنا عن محطة زاباروجيا النووية الأوكرانية (تنطق أيضا: زابوريزهزهيا أو زابوروجيه)، والتي تضم ٦ مفاعلات نووية بنيت في عهد الاتحاد السوفيتي، ودار حولها قتال بين الطرفين، وسط قلق من تضرر المفاعلات النووية بفعل نيران حرب قد تخطئ التمييز في أي وقت.

إذ أعلنت الأمم المتحدة اليوم أنها ستبقي على خبيرين داخل المحطة النووية المحاصرة.

وكان القتال في محيط (محطة زاباروجيا النووية) قد تجدد يوم أمس الجمعة مع شن القوات الأوكرانية هجوما ضد قاعدة للقوات الروسية في مدينة (إنرجودار) التي تقع فيها المحطة النووية.

وقالت وكالة (إنترفاكس) الروسية للأنباء أن القوات الأوكرانية "قصفت محطة زاباروجيا النووية من جديد".

فعلي ما يبدو لم يمثل وجود المفتشين الدوليين التابعين للأمم المتحدة، رادعا كافيا لأيا من الطرفين، وقالت صحيفة (نيويورك تايمز الأمريكية) أن "كل من روسيا وأوكرانيا قد ألقيا باللوم على بعضهما البعض في قصف محطة زابوريزهزهيا".

الأكثر من هذا، والشيء الجدير بإثارة قلق دولي حقيقي، هو ما أعلن عنه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي، من أن محطة زابوروجيه قد تعرضت للقصف مرارا لدرجة أضرت بسلامتها.

تصريح قد يثير التساؤلات والخوف حول مدى هذا الضرر، والأهم ما هو مدى قدرة المحطة على الصمود وعدم تضررها بشكل قد يقود إلى كارثة نووية.

الشعب الروسي يدعم بوتين:

برغم الفشل في إنهاء الحرب بسرعة، لا يزال غالبية الشعب الروسي داعما لرئيسه فلاديمير بوتين في الحرب ضد أوكرانيا، صورة لجنديان من الجيش الأوكراني يجذبان جثمان جندي روسي قتيل من داخل دبابة روسية مدمرة، قرية دميتريفكا بالقرب من كييف، (AP Photo/Efrem Lukatsky) manhhai، (CC BY 2.0)، via Flickr.

كانت منظمة الاقتراع الروسية المستقلة (ليفادا) قد نشرت نتائج استطلاع رأي أشارت إلى أن غالبية الروس لا يزالون داعمين العمليات العسكرية في أوكرانيا.

التأييد الشعبي في روسيا للعمليات العسكرية في أوكرانيا بلغ بحسب (ليفادا) نسبة ٧٦٪ ممن شملهم استطلاع الرأي (كان منهم ٤٦٪ داعمين بقوة وبشكل كامل، ونسبة ٣٠٪ داعمين بشكل عام).

في ذات الوقت حذر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، من أن الولايات المتحدة تقترب من أن تصبح (طرفا في النزاع مع روسيا)، محذرا أن واشنطن تنغمس في دعم أوكرانيا بكل الطرق ومنها الدعم العسكري.

وفي لهجة حاسمة نقلتها عنه (روسيا اليوم)، قال سيرغي ريابكوف: "نحذر الولايات المتحدة من الخطوات الاستفزازية، بما في ذلك توفير المزيد من المنظومات التي مداها أبعد وأكثر تدميرا، فهذا طريق اللاعودة. وستكون عواقب ما يحدث خطيرة، وستقع المسؤولية عن ذلك بالكامل على الدوائر الحاكمة في واشنطن".

المعرفة للدراسات
المعرفة للدراسات
المعرفة للدراسات الإستراتيجية والسياسية، هي محاولة عربية جادة لتقديم أهم الأخبار العربية والعالمية مع التركيز علي تحليل مدلولاتها، لكي يقرأ العرب ويفهمون ويدركون. نمتلك في المعرفة للدراسات عددا من أفضل الكتاب العرب في عديد من التخصصات، لنقدم لكم محتوى حصري وفريد من نوعه. facebook twitter
تعليقات