زيلينسكي يطلب من قطر زيادة إنتاج الغاز لمواجهة روسيا ودعم أوروبا

ألقي اليوم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خطابا في افتتاح منتدى الدوحة، طالب فيه قطر بزيادة انتاج مواردها من الطاقة، وخصوصا الغاز الطبيعي بهدف مواجهة روسيا ومنعها من "ابتزاز" الدول الأخرى بثرواتها النفطية.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، Public domain. 


وجاءت كلمة الرئيس الأوكراني في مؤتمر انطلق اليوم في العاصمة القطرية الدوحة، بحضور أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد.

تعويض الغاز الروسي:

زيلينسكي حث قطر وسائر الدول الغنية بالنفط والغاز على المساعدة فيما سماه (منع موسكو من استخدام الطاقة كسلاح).

وتحدث الرئيس الأوكراني عبر الإنترنت من مقره في العاصمة كييف التي يدور في ضواحيها منذ ما يزيد عن شهر معارك عنيفة قائلا: "أطلب منكم زيادة إنتاج الطاقة، لضمان أن يفهم الجميع في روسيا أنه لا يمكن لأحد استخدام الطاقة كسلاح لابتزاز العالم".

كما قال السيد زيلينسكي في كلمته لمنتدى الدوحة في قطر، التي تعد واحدة من أكبر مصدري الغاز في العالم، "إن مستقبل أوروبا يعتمد على جهودكم.. هذا يعتمد على انتاجكم". وأضاف: "إن دولا مثل قطر يمكن أن تساهم في استقرار أوروبا".

زيلينسكي أشار إيضا إلي أن الحرب لها تداعيات دولية، ولا تقتصر على القارة الأوروبية فحسب، قائلا: "أسواق العالم لم تتغلب بعد على تداعيات الجائحة وصدمات أسعار الغذاء"... محذرا أنه لا توجد أي دولة في مأمن من هذه التداعيات باعتبار بلاده من أكبر منتجي ومصدري الحبوب في العالم.

وكانت ألمانيا، وهي صاحبة أكبر الاقتصادات الأوروبية، ورابع أكبر اقتصاد في العالم، قد توصلت الأسبوع الماضي إلي إتفاقية شراكة طويلة الأمد، تورد قطر بموجبها إمدادات الغاز الطبيعي إلي ألمانيا.

وتجدر الإشارة إلي أن روسيا لم تعلن مطلقا وقف أو حظر صادراتها من النفط أو الغاز الطبيعي إلي أوروبا أو أي دولة أخرى، بل إن العكس هو الصحيح، إذ تعرض قطاع النفط والغاز الروسي إلي عقوبات غربية وإلغاء لعقود مبرمة ومشاريع كانت قيد التنفيذ.

لذا فإن حديث الرئيس الأوكراني اليوم عن الابتزاز، أو استخدام الغاز الطبيعي كسلاح، لا يمكن مطلقا اعتباره دقيقا، وإنما يعتبر شيئا مفهوما في إطار تصريحات رئيس تخوض بلاده الحرب ضد روسيا. 

إذ حظرت الولايات المتحدة واردات الطاقة الروسية في ٨ مارس ، وتعهدت الدول الأوروبية بأن تحذو حذوها تدريجيًا.

محطة رأس لفان للغاز الطبيعي في قطر، Matthew Smith ،via Flickr (CC BY 2.0)


في ألمانيا على سبيل المثال، وهي الدولة التي كانت أهم عميل للغاز الطبيعي الروسي، قال المستشار أولاف شولتز الشهر الماضي إن بلاده ستوقف التصديق على خط أنابيب الغاز الطبيعي نورد ستريم ٢ الذي تبلغ تكلفته ١١ مليار دولار والذي كان من المقرر أن يكون ثاني خط يربط بلاده بروسيا بعد خط نورد ستريم الموجود فعليا. 

من المفهوم أن الرئيس الأوكراني يريد تقليل العائدات التي يدرها النفط والغاز على روسيا، كجزء من حرب اقتصادية قوية للغاية تقودها أمريكا والاتحاد الأوروبي ضد روسيا منذ ٢٤ فبراير ٢٠٢٢ ، اليوم الذي تغير فيه التاريخ وبدأت الحرب. 

وكانت (المعرفة للدراسات) قد أعدت من قبل تقريرا بعنوان (هل يمكن أن تكون قطر بديلا عن روسيا في تصدير الغاز الطبيعي إلي أوروبا). كما ناقشنا ومن قبل الحرب في تقرير آخر استخدام روسيا للغاز الطبيعي كسلاح حمل عنوان (ماذا سيحدث لأوروبا إذا ما قطعت روسيا الغاز عنها.. وهل تستخدم موسكو سلاح الغاز بالفعل).

المعرفة للدراسات
بواسطة : المعرفة للدراسات
المعرفة للدراسات الإستراتيجية والسياسية، هي محاولة عربية جادة لتقديم أهم الأخبار العربية والعالمية مع التركيز علي تحليل مدلولاتها، لكي يقرأ العرب ويفهمون ويدركون. نمتلك في المعرفة للدراسات عددا من أفضل الكتاب العرب في عديد من التخصصات، لنقدم لكم محتوى حصري وفريد من نوعه. facebook twitter
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-