مباشر.. مدير وكالة الاستخبارات البريطانية يزعم أن مساعدي الرئيس بوتين يخدعونه.. وأمريكا تتهم روسيا بتنفيذ تراجع عسكري مضلل

أعلنت روسيا أنها ستخفض بشكل كبير من العمليات القتالية حول العاصمة الأوكرانية كييف، ومدينة تشيرنيهيف شمالي أوكرانيا، ومع ذلك قوبل هذا الإعلان الروسي بالكثير من التشكيك من قبل أوكرانيا وحلفائها الغربيين.

أفراد فريق نزع المتفجرات يقفون بجوار قنبلة من نوع FAB-500 أسقطتها طائرة روسية ولم تنفجر بعد قيامهم بنقلها بأمان بعيدا عن المدنيين، صورة من مدينة خاركيف، State Emergency Service of Ukraine، (CC BY 4.0). 


في ذات الوقت، تستعد مدينة ماريوبول الأوكرانية ذات الميناء الإستراتيجي الهام، والتي تحاصرها القوات الروسية لإجلاء أعداد ضخمة من سكانها المدنيين، مع توجه قافلة كبيرة مكونة من ٤٥ حافلة إليها، بعد الإعلان عن فتح ممر إنساني لعبور المدنيين.

ومع دخول الحرب الروسية على أوكرانيا أسبوعها السادس، فإن حصيلة خسائر المدنيين، والاقتصاد العالمي بشكل عام، آخذة في الارتفاع، كما تجاوز عدد اللاجئين الأوكرانيين أربعة ملايين، نصفهم من الأطفال.

انسحاب مخادع:

كانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قد حذرت من أن ابتعاد القوات الروسية عن العاصمة كييف ليس من قبيل التهدئة، برغم أن الجيش الأوكراني ذاته قال أن القوات الروسية حول كييف قد فقدت معظم قدرتها القتالية. 

وبحسب ما نشرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) فإن القتال لا يزال مستمرا حول ضواحي كييف، كما نجحت الهجمات المضادة الأوكرانية في كسب بعض الأراضي حول العاصمة، واستعادتها من السيطرة الروسية.

احتدام القتال في الدونباس:

على أي حال، يبدو أن المعارك العنيفة مستمرة في شرق أوكرانيا بلا انقطاع، حيث إقليم الدونباس الموالي لروسيا، والذي اتخذت روسيا من قضية حماية سكانه فيه من هجمات الحكومة الأوكرانية، أحد أهم مبرراتها لشن الحرب.

إذ أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها دمرت قواعد وقود كبيرة في أوكرانيا، وبحسب البيان فإن القوات الروسية دمرت قواعد الوقود في دنيبروبيتروفسك ثالث أكبر المدن الأوكرانية، ومدينة ليسيتشانسك في شرق أوكرانيا، ومدينة تشوغيف، بخلاف نوفوموسكوفسك الواقعة على ضفاف نهر دنيبر.

كما أعلن الجيش الروسي على لسان الجنرال إيغور كوناشينكوف، المتحدث الرسمي باسمه، أن قواته قد نجحت في التقدم لمسافة ٦ كم في يوم واحد في منطقة دونباس. 

من جانبه، وفي محاولة للتصدي للهجوم العسكري الروسي المركز على دونباس، أصدر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرسوماً بإنشاء إدارات عسكرية في ثماني مدن في دونباس.

في حين أعلن (البيت الأبيض) أن الولايات المتحدة لن تزود أوكرانيا بمساعدات عسكرية من نوعيات قد تشعل صراعا بينها وبين روسيا، فيما اعتبر رفضا لما طلبه الرئيس الأوكراني منذ يومين بتزويد بلاده بمقاتلات ودبابات متطورة.

مستشفي الأطفال والولادة في مدينة ماريوبول أصابها دمارا هائلا جراء المعارك، Ministry of Defense of Ukraine، (CC BY 4.0)، via Wikimedia commons. 


في ذات الوقت، وفي شأن ماريوبول حيث الممر الإنساني، صرح الكرملين الروسي أن المدافعين عن المدينة من القوات الأوكرانية "يجب أن يلقوا بأسلحتهم"، لكن التصريحات الروسية كذلك أكدت على استمرار سريان وقف إطلاق النار من أجل فتح الممر الإنساني.

على أي حال، فعسكريا يبدو أن سقوط مدينة ماريوبول الساحلية الهامة في يد القوات الروسية أصبح محسوما في غضون الأيام القليلة المقبلة. 

لكن وفي مكان آخر، وبالتحديد في خاركيف، ثاني أكبر المدن الأوكرانية، وأحد أهم المراكز الثقافية والصناعية فيها، منع القصف المكثف دون فتح ممرات الإخلاء هناك، بحسب حاكمها العسكري الأوكراني. 

كما ويستمر القتال في مدينة تشيرنيهيف شمالي أوكرانيا، وهي مدينة من المدن القديمة في أوكرانيا، وكانت قبل الحرب من المقاصد السياحية فيها. 

وزارة الدفاع الروسية، وعلى لسان قائد قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي في الجيش الروسي، إيغور كيريلوف، نشرت أسماء مسؤولين أمريكيين عن ما تصفه موسكو بأنه نشاط كانت الولايات المتحدة الأمريكية ضالعة فيه بهدف إنتاج أسلحة بيولولجية في أوكرانيا. 

المعركة الاقتصادية:

هذا، وقد أعلن الكرملين الروسي أنه قد تم تقديم (صورة مفصلة) لآليات دفع ثمن الغاز الروسي بالعملة الروسية "الروبل"، وسيتم الإعلان عنها قريبا.

واستفاد الروبل الروسي من بعض الإجراءات والقرارات التي أعلنت عنها موسكو مؤخرا، حتى استطاع العودة لمستوياته الطبيعية قبل بداية الحرب، بعدما كان قد هوى مع انطلاق الحرب، وفرض عقوبات اقتصادية قاسية على روسيا.

ومن المقرر أن تبدأ روسيا من يوم غد الجمعة ١ أبريل، في تلقي ثمن الغاز الطبيعي الروسي بالعملة المحلية الروبل، في خطوة اعتبرتها ألمانيا إبتزازا روسيا باستخدام سلاح الغاز الطبيعي، كما أعلنت فرنسا رفضها قرار روسيا بيع الغاز مقابل الروبل. 

كما قررت الحكومة الألمانية اتخاذ خطوات لترشيد استهلاك الغاز الطبيعي، تحسبا لاحتمال قيام روسيا بقطع الإمدادات.

برغم أن ألمانيا ألغت مشروع نورد ستريم 2 الذي كان مخصصا لزيادة إمدادات الغاز الطبيعي الروسي لألمانيا، فإنها اعتبرت قرار موسكو بيع الغاز بالروبل الروسي بمثابة إبتزاز، Crediti: @CEphoto, Uwe Aranas (CC BY-SA 4.0). 


يأتي هذا القرار برغم توقيع الحكومة الألمانية اتفاقية تستورد بموجبها الغاز الطبيعي من دولة قطر، لكن على مايبدو لن تكون كافية بسبب وقت الوصول، بخلاف أن قطر تبيع أصلا معظم إنتاجها وفاء لعقود سابقة مع دول آسيوية ولا تستطيع توجيهه لألمانيا في الوقت الحالي.

وبرغم أن الحرب التي اندلعت في ٢٤ فبراير الماضي قد سببت بالفعل صعودا جنونيا في أسعار الحبوب وعلى رأسها القمح، فإن الأمم المتحدة لديها توقعات أكثر سوادوية، مع توقعها حدوث أسوأ أزمة جوع منذ الحرب العالمية الثانية في عالم يعتمد عادة على أوكرانيا وروسيا كمصدرين رئيسيين للقمح والحبوب الأخرى.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وجه كلمة إلي البرلمان الأسترالي.

وفي أستراليا أيضا، قال السير جيريمي فليمنج، مدير وكالة الاستخبارات والأمن السيبراني في المملكة المتحدة GCHQ، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أخطا في تقديراته للمقاومة الأوكرانية، كما أخطا في تقدير رد الفعل الغربي، بخلاف خطأه في تقدير قدرة قواته على تحقيق نصر سريع.

وأضاف مدير وكالة الاستخبارات والأمن السيبراني في المملكة المتحدة أن مساعدي الرئيس بوتين "يخشون أن يخبرونه بحقيقة الحسابات الخاطئة بشأن أوكرانيا" بحسب زعمه.

ويبدو أن أستراليا ارتبطت اليوم بكثير من تطورات الحرب، إذ أعلنت الحكومة الأسترالية اليوم أنها ستفرض رسوما إضافية بنسبة ٣٥٪ على ثمن أي سلعة يتم استيرادها من روسيا أو بيلاروسيا. 

القانون في الخليج
القانون في الخليج
المعرفة للدراسات الإستراتيجية والسياسية، هي محاولة عربية جادة لتقديم أهم الأخبار العربية والعالمية مع التركيز علي تحليل مدلولاتها، لكي يقرأ العرب ويفهمون ويدركون. نمتلك في المعرفة للدراسات عددا من أفضل الكتاب العرب في عديد من التخصصات، لنقدم لكم محتوى حصري وفريد من نوعه. facebook twitter
تعليقات