في نوفمبر من العام 2025، وفي إجابته عن سؤال (ما هو الكتاب الذي تقرأه حاليا؟) أجاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال أنه كتاب (اليهود ضد روما).
![]() |
| غلاف كتاب اليهود ضد روما "قرنان من التمرد ضد أقوى إمبراطورية في العالم". |
الكتاب من أعمال المؤرخ العسكري (باري شتراوس)، وعنوانه بالكامل (اليهود ضد روما: قرنان من التمرد ضد أقوى إمبراطورية في العالم)، وتم نشره في أغسطس / آب 2025، ما يؤكد لواحدة من صفات نتنياهو الأساسية وهي أنه (واسع الإطلاع) ويقرأ بنهم شديد.
فلك أن تعلم عزيزي القارئ أن النهضة التكنولوجية الكبيرة في إسرائيل كانت نتيجة لقراءة نتنياهو لكتاب يتحدث عن حرب إلكترونية وسيبرانية، فقرر الاهتمام بهذا المجال.
رئيس الوزراء الإسرائيلي أوضح دوافعه لقراءة الكتاب قائلا: ((لقد خسرنا تلك المعركة وأعتقد أنه علينا ربح المعركة القادمة)).
ثورة اليهود ضد الإمبراطورية الرومانية:
موضوع الكتاب يحاول تقديم قراءة جديدة لتاريخ الثورات اليهودية ضد الإمبراطورية الرومانية والتي أستمرت لقرنين من الزمان، وذلك بالاستعانة بالاكتشافات الأثرية الجديدة.
أسلوب الكاتب يتميز بالتشويق، والفترة التي حدثت فيها الأحداث أصلا هي من بين أهم الفترات في تاريخ البشرية، فخلالها حدث ما يمكن وصفه بإعادة تشكيل الديانة اليهودية، وظهور المسيحية لأول مرة.
تاريخيا، لم ينجح اليهود قط في التخلص من نير الرومان، إلا أنهم قدموا العديد من قصص الصمود التي تجعلهم جنبا إلى جنب مع بعض أكثر الشعوب مقاومة لاحتلال الرومان مثل الجرمانيين، الذين دمّروا ما لا يقل عن ثلاثة من فيالق القائد الروماني (أغسطس) في معركه (غابة تويتوبورغ) عام 9 ميلادي، أو حتى شعب الغال، الذين قاوموا ببسالة حتى استسلام (فيرسينجيتوريكس) وخنقه بشكل احتفالي عام 46 قبل الميلاد.
هذه الثورات اليهودية وقعت بين عامي 63 قبل الميلاد و136 ميلاديا، وشهدت ثلاث أحداث ضخمة هي: (الثورة الكبرى) و (ثورة الشتات) و (ثورة بار كوخبا)، ويغطيها الكتاب بالكامل.
أيضا وسط كل هذه الأحداث يلتقط (باري شتراوس) الدراما التي اتسمت بها تلك الحقبة، والصدام الذي زامنها بين الإمبراطوريتين الرومانية والفارسية، بل وحتى الصراعات الداخلية التي دارت بين اليهود وبعضهم البعض.
كانت الأسباب اليهودية للثورة تتنوع بين معتقداتهم الدينية، وعدم رضاهم كذلك عن الحكم الروماني، حيث تحولت يهودا (منطقة جبلية تقع حاليا في جنوب فلسطين المحتلة) إلى بؤرة توتر تسبب الصداع لروما.
وينقلنا الكتاب إلى أحداث (الثورة الكبرى) التي وقعت بين عامي 66 و 70 ميلادي، التي أدت إلى تدمير الهيكل ومدينة القدس بالكامل، ثم ذروة الأحداث بحصار مسعدة (تعرف أيضا: حصار قلعة مسادا .. حين اختار اليهود فيها الانتحار الجماعي بديلا عن الاستسلام).
كما نطلع على أحداث (ثورة الشتات)، التي أشعلتها الضرائب الباهظة التي فرضتها روما على جميع مناطق الإمبراطورية، وبالطبع لم يفت الكتاب (ثورة بار كوخبا) التي انتهت بشكل كارثي فوق رأس اليهود.
نلتقي في الكتاب أيضا ببعض الشخصيات الرئيسية مثل (سمعان بار كوخبا) قائد الثورة التي عرفت بأسمه.
ومن النساء سنتعرف على (بيرينيس) وهي أميرة يهودية لعبت دورا كبيرا في الثورة الكبرى، وفي ذات الوقت وعلى نحو درامي كانت عشيقة (تيتوس) الإمبراطور الروماني الذي دمر القدس والهيكل.
.webp)