غارة مصياف أو عملية الطرق المتعددة (Operation Many Ways) هو الاسم الكودي للعملية التي قامت فيها القوات الخاصة الإسرائيلية بتدمير منشأة صواريخ سرية في سوريا.
جنود إسرائيليين يتجولون داخل منشأة تصنيع الصواريخ الدقيقة التي هاجموها في سوريا قبل سقوط نظام بشار الأسد بشهرين فحسب، لقطة من فيديو نشره جيش الاحتلال الإسرائيلي للعملية. |
العملية وقعت في عهد بشار الأسد قبل هروبه من سوريا (بالتحديد يوم 8 سبتمبر 2024)، حيث هاجمت فيها القوات الخاصة الإسرائيلية فرعًا لمركز الدراسات والبحوث العلمية السوري بالقرب من مصياف في شمال غرب البلاد.
وبينما قالت وسائل الأعلام السورية وقتها أنه قد سقط ما لا يقل عن ثمانية عشر شخصا قتلى، فإن أرقام المرصد السوري لحقوق الإنسان والذي يتخذ من بريطانيا مقرا له يتحدث عن 27 قتيلا، فيما تراوح عدد الجرحي بين 32 : 37 مصابا.
تفاصيل غارة القوات الخاصة الإسرائيلية على موقع الصواريخ السوري:
على ما يبدو فإن الموقع الذي وقع الهجوم عليه هو في حقيقته منشأة إيرانية -أو بتمويل إيراني- لإنتاج الصواريخ تقع تحت الأرض، وقد شارك فيه أكثر من 100 مقاتل من القوات الخاصة الإسرائيلية (مصادر تتحدث عن 120 فرد).
بذلك تصبح غارة مصياف (عملية الطرق المتعددة) هي أكبر هجوم تنفذه تلك القوات منذ عملية عنتيبي عام 1976 (للمزيد طالع تقريرنا: الاغارة الإسرائيلية علي مطار عنتيبي في أوغندا.. عملية الدم من أجل الزوفا).
ويعتقد أن هذا الموقع بالتحديد استهدفه الجيش الإسرائيلي لأنه كان مقر تصنيع الصواريخ الدقيقة التوجيه والتي كان يتم تزويد حزب الله اللبناني، وغيره من الجماعات المسلحة الموالية لطهران بها، علاوة على تزويد نظام الأسد نفسه بما يحتاجه منها.
هجوم القوات الخاصة على الموقع الذي سماه الإسرائيليين (الطبقة العميقة) سبقه العديد من عمليات الاستطلاع وجمع المعلومات التي استمرت لسنوات، وذلك تمهيدا للطريق أمام وحدة (شلداغ) التي نفذت الغارة.
هذه الوحدة (شلداغ) هي وحدات القوات الخاصة التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي ويرمز لها أيضا باسم الوحدة (5101).
في نفس الوقت، اشترك عناصر من (الوحدة 669) في العملية وهي وحدة الإخلاء الطبي في سلاح الجو الإسرائيلي، وإن لم يحتاجها المنفذين للعملية، إذ لم ترد أي أنباء بشأن قتلى أو جرحي في صفوف القوات الإسرائيلية.
قبل سقوط نظام الأسد لم تتحدث الحكومة الإسرائيلية بصورة علنية عن العملية، وإن كانت أخبارها قد تم تسريبها إلي الصحافة الأمريكية.
أما مصياف التي كان تتواجد بها المنشأة قبل تدميرها، فهي مدينة سورية تقع على بعد حوالي 25 ميلاً (40 كيلومترًا) شمال الحدود اللبنانية، في مكان يضمن سهولة وسرعة تهريب الصواريخ إلي لبنان.
وأما مجمع تصنيع الصواريخ الدقيقة فقد كان مبنيا في داخل أحد الجبال في مصياف، التي تبعد عن فلسطين المحتلة أكثر من 200 كم قطعتها طائرات الهليكوبتر الإسرائيلية ذهابا وإيابا دون أن يتعرض لها أي شئ.
في يوم تنفيذ الهجوم صدر بيان عن الجيش السوري قال فيه إن طائرات إسرائيلية كانت تحلق فوق شمال غرب لبنان قد أطلقت عددا من الصواريخ على مواقع عسكرية في المنطقة الوسطى حوالي الساعة 08:20 مساء بتوقيت غرينتش وأن الدفاعات الجوية أسقطت بعضها.