تغطية مستمرة .. السبت 14 أكتوبر | الحرب بين إسرائيل-غزة

وفي جريمة حرب علنية، غادر مئات الآلاف من الفلسطينيين من منازلهم فيما يسمي (التهجير القسري) بعدما حذرهم جيش الاحتلال الإسرائيلي من البقاء في منازلهم وطلب منهم التوجه إلي جنوب القطاع، دون أي إدانة من الدول الغربية التي حركت كل إمكانياتها لدعم إسرائيل.

وفي انتهاك جديد وغير مستغرب، شيعت اليوم جنازة مصور وكالة رويترز (عصام عبد الله) الذي لقي حتفه وأصيب 6 صحفيين اخرين في قصف إسرائيلي استهدف سيارتهم مساء أمس الجمعة في جنوب لبنان.

هذا وقد وصلت أعداد الضحايا الفلسطينيين جراء القصف الإسرائيلي على غزة حتى الآن إلي مقتل 2215 فلسطينيا على الأقل وتدمير أكثر من 1300 مبنى.

وتنتشر حاليا صور وفيديوهات حساسة للغاية يظهر فيها تراكم جثث الضحايا الفلسطينيين خارج أكبر مستشفيات غزة، حيث يضطر الناس حاليا لدفن أقاربهم بشكل سريع، وتتم صلاة الجنازة سريعا في المستشفيات.

وفي جريمة أخرى ضد الإنسانية، ووفقا لما نشرته وسائل إعلام أردنية فإن المستشفى الميداني الأردني الذي يقدم خدماته لأهالي قطاع غزة منذ عام 2009 قد خرج بشكل تام عن الخدمة جراء الغارات الإسرائيلية المكثفة.

في الوقت نفسه، منح جيش الاحتلال الإسرائيلي مهلة 6 ساعات لسكان غزة للفرار خلالها نحو جنوب القطاع، ومن خلال شوارع محددة، وسط تصاعد الاحتمالات لحدوث اجتياح إسرائيلي بري خلال الساعات القليلة المقبلة.

ويحذر الكثيرون من أن العديد من سكان غزة قد لا تصل إليهم هذه التحذيرات أصلا جراء ما تفرضه إسرائيل حاليا من قطع للكهرباء والإنترنت عن القطاع.

وبحسب صحيفة (يديعوت احرنوت) الإسرائيلية فإن مناقشات محمومة تدور حاليا بين كبار قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي والسياسيين حول طرق تنفيذ العملية البرية في غزة.

وتضيف الصحيفة بأن النقاش الرئيسي يدور بين الكمية والنوعية: سواء هل يقومون بإرسال أعداد كبيرة من المركبات المدرعة؟ أو يعتمدون على نوعية القوات والأسلحة الجديدة التي تتصف بأنها شديدة التطور وعالية التقنية؟.

يديعوت احرنوت قالت أيضا أن ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي أشار إلي "الثمن الباهظ" الذي ستدفعه إسرائيل إذا دخلت في مناورة كاملة وحقيقية في قطاع غزة من أجل الإطاحة بحكم حماس، وبالتالي تتجذر في وحل غزة وتستعيد مسؤوليتها كقوة احتلال عن حياة 2.8 مليون فلسطيني.

وأضافت الصحيفة التي تعد من أشهر الصحف الإسرائيلية أن التدخل البري في غزة بات قريبا للغاية، وسيتم تحت حماية من الولايات المتحدة.

حيث قالت أن هيئة الأركان العامة بدأت بالموافقة على خطط قادة الوحدات، وحتى ذلك الحين يعمل سلاح الجو على تعطيل تشكيلات الدفاع والقيادة التابعة لحماس، من أجل تقليص الخسائر في صفوف القوات الإسرائيلية. 

وفيما يتعلق بموقف حزب الله فإن هناك احتمالات جدية لدخوله الحرب، لكن نواياه سيتم اختبارها بشكل فعلي عندما تدخل إسرائيل غزة. 

وفي ظل الأضرار الجسيمة التي لحقت بالردع الإسرائيلي، فإن الحماية التي توفرها الولايات المتحدة لها أهمية قصوى، مضيفة أن الأمريكيون مستعدون لاعتراض الصواريخ ومهاجمة الميليشيات الإيرانية، حتى يتمكن الجيش الإسرائيلي من التركيز على مهمته في غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي أنه لا يزال يواصل اقتفاء آثار نحو 150 أسيرا إسرائيليا وقعوا في قبضة مقاتلي حماس يوم السبت الماضي مع بداية عملية طوفان الأقصى.

يأتي ذلك رغم تحذير "الأمم المتحدة" من عواقب ترحيل سكان شمال قطاع غزة إلي جنوبه والتي وصفتها بأنها ستكون "كارثية"، ودعت إسرائيل للتراجع عن هذا الفعل الذي وصفته بأنه "غير مسبوق".

ويأتي ذلك أيضا في أعقاب جريمة اخلاقية ارتكبها الجيش الإسرائيلي يوم أمس الجمعة، عندما قصف شاحنات النازحين الذين فروا إلي الجنوب وفقا لتحذيراته، وجميعهم من المدنيين، ما أسفر عن استشهاد 70 شخص، وإصابة 200 آخرين، فهل يتحدث العالم ويصف ذلك بالإرهاب؟.

وقالت صحيفة (إسرائيل اليوم) أن الجيش الإسرائيلي قد أحبط ما وصفتها بأنها "محاولة تسلل" نفذتها عناصر قالت أنها تابعة لحزب الله اللبناني.

وكان اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيشت، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، قد تعهد اليوم السبت بقتل يحيي السنوار القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، ورئيس المكتب السياسي لها في قطاع غزة، والذي تتهمه إسرائيل بأنه صاحب قرار الهجوم عليها، مضيفا: “سنصل إلى هذا الأمر” وواصفا السنوار بأنه رجل ميت يمشي".

كما سقطت بعد ظهر اليوم بالتوقيت المحلي عددا من الصواريخ الفلسطينية التي إطلقت من غزة على "سديروت" وهي مستوطنة إسرائيلية بنيت على أنقاض بلدة النجد الفلسطينية بعد طرد أهلها منها بالقوة.

وبشكل عام، فإنه وبحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فإن الإسرائيليين قد حشدوا 360 ألف جندي احتياطي وأرسلوا العديد من الوحدات إلى المنطقة الجنوبية الغربية المتاخمة لغزة.

وفي الضفة الغربية، وصلت عدد كتائب الاحتياط التابعة للجيش الإسرائيلي والتي تم الدفع بها إلي النشاط العملياتي هناك إلى 30 كتيبة.

وعلي ما يبدو من كل ذلك، فإن الإسرائيليين بدأت فكرة تختمر في رؤوسهم، هذه الفكرة مفادها أن الحرب هي أكثر بكثير من مجرد صراع بينهم وبين حماس، بل يطورون فهم بأن حرب السيوف الحديدية هي لحظة حاسمة وفرصة لمرة واحدة لن تتكرر يستطيعون من خلالها إعادة تشكيل بنية الشرق الأوسط - والتي من المتوقع أن تؤثر أيضًا على علاقات القوة في العالم بأسره.

وعلي خلفية الحرب الدائرة الآن، خفضت وكالة (موديز) نشر إعلان تصنيف إسرائيل، ما يعكس للجميع أن الاقتصاد الإسرائيلي سيعاني كثيرا بعد نهاية هذه الحرب، بل وربما خلالها.

ويمكنكم في هذا الصدد أيضا الاطلاع على تقريرنا: (تاثير الحرب بين إسرائيل والفلسطينيين على سلسلة توريد الرقائق عالميا).