يواصل حجاج بيت اللَّهُ الحرام أداء مناسك الحج في مشعر منى بمكة المكرمة.
حجاج بيت اللَّهُ الحرام يواصلون أداء المناسك، صورة من وزارة الحج والعمرة السعودية. |
حيث بدأ الحجاج رمي الجمرات في أول أيام التشريق، وهي ثلاثة أيام تتلو يوم عيد الاضحى.
رمي الجمرات:
حيث توجه اليوم ما يزيد عن مليون وثمان مائة ألف حاج إلى منشأة الجمرات بمشعر منى، مبتدأين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة، كما علمنا النبي صلى اللّه عليه وسلم.
حيث يقوم الحاج برمي 7 حصيات في كل جمرة، وعليه أن يكبر قبل الرمي.
عقب الرمي، يقوم الحاج بالتنحي عن الطريق ثم يستقبل القبلة، ويدعو ويبتهل.
هذا ويرتبط إلقاء الجمرات وأيام التشريق الثلاثة بمبيت الحجاج في مشعر منى، حيث يكثرون من الذكر والدعاء، طلبا من اللّه -عز وجل- أن يتقبل منهم حجتهم ويغفر لهم كل ذنوبهم، وذلك إيمانا منهم بما قاله ﷺ: ((من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه)).
أيام التشريق:
أيام التشريق هي ثلاثة أيام، وتكون دوما هي الأيام الثلاثة التالية ليوم النحر ((١١ و ١٢ و ١٣ من ذي الحجة في كل سنة)).
وعلى أرجح الأقوال وأصحها، سميت هذه الأيام الثلاثة بأيام التشريق، لأن الحجاج كانوا يقطعون لحوم الأضاحي فيها، ويضعونها في الشمس حتى يصبح لحم جاف، ما يمنع من أن يفسده الوقت، لكي يتمكن الكثيرون منهم من العودة به لبلادهم.
هذه العملية تسمي (التشريق) ومنها أخذت هذه الأيام مسماها، وإن كان هذا الأمر قد اختفي تماما هذه الأيام، فكثير من الحجاج يهب أضحيته، وتقوم حكومة خادم الحرمين الشريفين بتجميع هذه اللحوم وتوزيعها على فقراء المسلمين في العديد من الدول.
حاج وحاجة يقومان برمي الجمرات، Fadi El Binni of Al Jazeera English، (CC BY-SA 2.0)، via wikimedia commons. |
قول آخر ذهب لأن أيام التشريق سميت بهذا الاسم لأن الأضاحي والهدي لا تذبح إلا بعد شروق الشمس.
وفي مقولة ثالثة عن سبب تسمية هذه الأيام الثلاثة بأيام التشريق، كون صلاة العيد تقام بعد شروق الشمس.
وبعيدا عن سبب التسمية، فمن السنة أن يقوم الحاج في أيام التشريق بالتكبير، وقول: ((الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد ... الله أكبر كبيرا ، والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا)).
هذا ويري الفقهاء أن الاسم الشرعي لأيام التشريق هو "أيام معدودات"، وهي التي أشار الله عز وجل إليها في كتابه الحكيم بقوله: ((۞ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)) {٢٠٣ : سورة البقرة}.
الحكومة السعودية تتعهد برعاية الحجاج:
هذا وتقوم السلطات السعودية بتخصيص مسارات متعددة لتوزيع حشود الحجاج داخل منشأة الجمرات التي تتكون من عدة طوابق لضمان انسيابية الحركة.
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد أدلى بتصريحات قال فيها: ((سنواصل -بحول اللّه- بذل الجهود وتسخير الامكانيات لتيسير أداء الحج كل عام إلى ما لا نهاية)).
وبحسب تصريحات دكتور محمد العبد العالي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة السعودية، فقد تم تقديم الخدمات الصحية لأكثر من 250 ألف حاج حتى الآن.
واضاف دكتور محمد العبد العالي أن الاجهاد الحراري كان أكثر التحديات الصحية في موسم الحج هذا العام بسبب ظروف الطقس ((يمكنكم الإطلاع على تقريرنا: الإجهاد الحراري.. الأعراض.. طرق الوقاية والعلاج.. وأبرز المعرضين للإصابة به)).
رمي الجمرات ينقسم على ثلاث مرات، Fadi El Binni of Al Jazeera English، (CC BY-SA 2.0)، via wikimedia commons. |
من جانبه، قال صالح الزويد، متحدث منظومة النقل والخدمات اللوجستية أن منظومته تستعد الآن لتطبيق الخطط التشغيلية لمرحلة المغادرة عبر المطارات، أو الذهاب إلى المدينة المنورة بحسب رغبة كل حاج، وذلك مع قرب انتهاء مناسك الحج هذا العام.
حيث يجوز للحجاج المتعجلين مغادرة الحج ابتداءً من يوم غد (12 من ذي الحجة) قبل غروب الشمس حيث يتوجه إلى مكة المكرمة لأداء طواف الوداع حيث يسأل اللَّهُ أن يتقبل منه وأن لا يكون هذا آخر عهده بالبيت العتيق.
وكان حجاج بيت اللَّهُ الحرام قد أنهوا يوم أمس مناسك يوم النحر التي تشمل رمى جمرة العقبة الكبرى في مشعر منى، وذبح الأضحية، والتحلل من الإحرام.