المسجد الاقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وأحد أقدس المواقع الإسلامية، يتعرض الآن لهجمات من قوات الاحتلال الإسرائيلي، Andrew Shiva / Wikipedia / CC BY-SA 4.0. |
حيث اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد، بعدما هاجمته بقنابل الغاز والصوت والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، كما قامت باعتقال أعداد من الشباب الفلسطيني المرابطين بداخله.
الهجوم الإسرائيلي الغاشم أسفر عن إصابة عشرات المصلين الذين كانوا متواجدين في المسجد لأداء صلاة التراويح.
كما انتشرت فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي لسيدات فلسطينيات من المعتكفات داخل المسجد وهن يستغثن (يا الله.. يا الله).
فيديو لقناة الجزيرة القطرية عن اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد القبلي في المسجد الاقصى.
وتزامن اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى مع قطع التيار الكهربائي عنه، كما قامت عناصر الاحتلال بكسر باب العيادة الطبية الموجودة في المسجد.
إذ قال مسؤول في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس طلب عدم ذكر اسمه لوكالة الأناضول التركية، إن الشرطة الإسرائيلية استبقت اقتحام المصلى بقطع التيار الكهربائي.
أيضا، أقدمت قوات الاحتلال على اعتلاء سطح المسجد الأقصى، وتهشيم عددا من نوافذ المسجد لإطلاق قنابل الغاز من خلالها بعد قيام الشباب الفلسطيني بإغلاق أبواب المسجد.
كما أظهرت مقاطع فيديو، اعتداء قوات الاحتلال على المعتكفين، بالضرب المبرح باستخدام العصي وأعقاب البنادق، قبل أن تعتقل عددا منهم.
ويأتي هذا الاقتحام في ظل دعوات المنظمات الاستيطانية الصهيونية لتنفيذ اقتحامات واسعة للأقصى وصفتها بأنها (أكبر الاقتحامات)، الأربعاء، وذبح قرابين عيد الفصح اليهودي.
ويبدأ عيد الفصح اليهودي اعتبارا من غروب شمس الأربعاء ويستمر حتى الأربعاء المقبل الموافق 12 من شهر أبريل الجاري، وهي الفترة التي أعلن فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي عن فرض إغلاق على الضفة الغربية وقطاع غزة، وإغلاق الحواجز كافة خلال فترة العيد.
هذا ورفعت مآذن مساجد القدس المحتلة الدعوات للنفير العام إثر الاقتحام.
في الوقت نفسه، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن وجود إصابات جراء الاقتحام الإسرائيلي للأقصى، قائلا إن شرطة الاحتلال تمنع الطواقم الطبية التابعة له من الدخول إلى المسجد الأقصى لإخلاء الجرحى والمصابين.
وكانت حركة "عائدون لجبل الهيكل" الصهيونية المتطرفة قد رصدت مكافأة قدرها 20 ألف شيكل للمستوطن الذي يتمكن من ذبح "قربان الفصح" داخل الحرم القدسي.
كما رصدت الحركة مبلغ خمسة آلاف شيكل لأي مستوطن يتم اعتقاله أو منعه من إدخال القربان إلى الحرم القدسي.
تداعيات اقتحام المسجد الأقصى:
استمع أيها العالم الحر لصوت صرخات السيدات المسلمات وهن يتعرضن للضرب داخل المسجد الأقصى من جنود الاحتلال الإسرائيلي، فيديو نشرته قناة الجزيرة القطرية.
وكما كان متوقعا، تلاحقت الأحداث منذ إقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى.
فبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، إصيب إسرائيلي (يبدو أنه جندي) في الخليل جراء عملية إطلاق للنار، وأن قوات الجيش الإسرائيلي أصبحت في حالة تأهب.
في الوقت نفسه، انطلقت أعداد من القذائف الصاروخية من داخل قطاع غزة تجاه المستوطنات الإسرائيلية.
كما حذرت حركتي حماس والجهاد الإسلامي من التداعيات المترتبة على التوتر الحاصل حاليا في المسجد الأقصى.
ونقلت قناة الجزيرة القطرية عن مراسلها أن قوات الاحتلال الإسرائيلي نفذت اقتحامات في كل من نابلس، وبيت أمر شمال الخليل، ومخيم نور شمس في طولكرم.
اعتداءات متكررة في رمضان:
عناصر من الشرطة الإسرائيلية وقد كبلوا عدد من الشباب والرجال الفلسطينيين داخل المسجد الأقصى في رمضان من العام الماضي 1443 ه، صورة من مواقع التواصل. |
وتعتاد قوات الاحتلال الإسرائيلي على ممارسة هذه الاقتحامات الإجرامية خلال شهر رمضان.
فمنذ يومين فقط وقبيل منتصف ليل (الاحد 2 أبريل)، اقتحمت القوات الإسرائيلية المسجد الاقصى وأخلته من المصلين بالإجبار.
وأفاد مركز معلومات وادي حلوة في القدس - في بيان له وقتها- أن قوات الاحتلال أجبرت المعتكفين من رجال ونساء في المصلى القبلي بالمسجد الأقصى على الخروج بالقوة، من جهة باب المغاربة أحد أبواب المسجد الأقصى.
وكان الاحتلال الإسرائيلي وفي انتهاك واضح للحق في العبادة، قد أصدر قرارا بمنع الاعتكاف في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، ما أسفر عن وقوع اشتباكات شبه يومية منذ بداية الشهر الفضيل.
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد اقتحمت المسجد الأقصى في الجمعة الثانية من رمضان العام الماضي، ما أسفر وقتها عن وقوع أكثر من ١٥٠ مصاب من الفلسطينيين.
إدانة مصرية لاقتحام المسجد الأقصى:
وفي بيان رسمي، أدانت وزارة الخارجية المصرية اقتحام الشرطة الإسرائيلية المسجد الاقصى وطالبت بالوقف الفورى للاعتداءات علي المصلين.
وجاء في البيان الصادر عن وزارة الخارجية فجر الأربعاء ٥ إبريل الجارى أن جمهورية مصر العربية تدين بأشد العبارات اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى الشريف، وما صاحب ذلك من اعتداءات سافرة أدت إلى وقوع إصابات عديدة بين المصلين والمعتكفين، بما فيهم من النساء، فى انتهاك لجميع القوانين والأعراف الدولية.
واعتبرت مصر أن مثل هذه المشاهد البغيضة والمستنكرة، والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لحرمة الأماكن المقدسة، تؤجج مشاعر الحنق والغضب لدى جميع أبناء الشعب الفلسطينى، والشعوب الإسلامية وأصحاب الضمائر الحية علي مستوى العالم، مطالبةً السلطات الإسرائيلية بالوقف الفورى لتلك الاعتداءات التى تروع المصلين الذين اتخذوا من بيت الله سكناً آمناً فى أيام شهر رمضان المبارك.
وحملت مصر إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، مسئولية هذا التصعيد الخطير الذي من شأنه أن يقوض من جهود التهدئة التي تنخرط فيها مصر مع شركائها الإقليميين والدوليين، مطالبةً بتحمل المجتمع الدولى مسئوليته فى وضع حد لتلك الاعتداءات، وتجنيب المنطقة المزيد من عوامل عدم الاستقرار والتوتر.