على خلفية الغضب الأمريكي من موقف المملكة العربية السعودية الذي جاء متماشيا مع الموقف الروسي في منظمة أوبك بلس، والذي أثمر عن خفض إنتاج النفط الخام، يبدو أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يدرس حاليا القيام بإجراءات انتقامية ضد السعودية بما في ذلك وقف مبيعات الأسلحة الأمريكية إليها.
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي جو بايدن يتصافحان بقبضة اليد، زيارة الرئيس الأمريكي إلى جدة، السعودية، يوليو ٢٠٢٢، وكالة الأنباء السعودية (واس)، (CC BY 4.0)، via wikimedia commons. |
في نفس الوقت، دعا نواب من الحزب الديمقراطي لتجميد العلاقات الأمريكية مع السعودية.
ما سر الغضب الأمريكي من السعودية:
في مطلع هذا الشهر ٢٠٢٢، اتخذ التحالف الذي تعد السعودية قائدة له (أوبك بلس) قرارا بخفض إنتاج النفط الخام.
مثل ذلك تحديا للرغبة الأمريكية في رفع إنتاج النفط لمواجهة التضخم الغير مسبوق الذي يمر به الاقتصاد العالمي، وأيضا لتقليل عائدات النفط التي تدر على روسيا مبالغ ضخمة تساعدها على تمويل الحرب في أوكرانيا.
يمكنكم في هذا الصدد الإطلاع على تقريرنا: ((هل تتحدي السعودية أمريكا؟ لماذا رفضت الرياض منح بايدن المزيد من النفط)).
وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي للصحفيين في البيت الأبيض أن الرئيس بايدن مستعد لمناقشة ما وصفه (مخاوف المشرعين الأمريكيين بشأن العلاقات الثنائية مع السعودية).
وأضاف كيربي: (حان الوقت لإلقاء نظرة أخرى على هذه العلاقة والتأكد من أنها تخدم مصالح أمننا القومي).
وفي تصريحاته استخدم جون كيربي عبارة: ((الرئيس بايدن يبدأ عملية إعادة تقييم ، وربما تغيير لعلاقة الولايات المتحدة بالسعودية)).
وكان عدد من نواب الكونغرس الأمريكي قد دعوا لخفض مبيعات الأسلحة واتخاذ إجراءات عقابية أخرى ضد المملكة.
كما اعتبر الكثير من النواب الأمريكيين أن تحركات أوبك + لخفض إنتاج النفط بمثابة إنحياز للرئيس الروسي بوتين على حساب الولايات المتحدة.
وبينما يقترب موعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي، قد تفيد مثل هذه المواقف في جذب تصويت شريحة كبيرة من الناخبين الذين تهمهم إنخفاض أسعار النفط.
من أبرز هؤلاء السناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنتال من ولاية كونيتيكت والنائب رو خانا، اللذان قدما يوم الثلاثاء تشريعا من شأنه أن يوقف على الفور جميع مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى المملكة العربية السعودية لمدة عام واحد.
ومن شأن هذا التشريع في حالة الموافقة عليه من الكونغرس أن يوقف أيضًا مبيعات قطع الغيار والإصلاح وخدمات الدعم والدعم اللوجستي المتعلقة بصفقات الأسلحة المبرمة بالفعل بين السعودية والولايات المتحدة.
لكن استعداد الرئيس بايدن للنظر في اتخاذ إجراءات انتقامية بحق المملكة سيعد تحولًا كبيرًا لرئيس سعى جاهدا إلى تحسين العلاقات مع المملكة العربية السعودية في الأشهر الأخيرة، بل وزار جدة منتصف يوليو الماضي حيث التقي بالملك سلمان وأبنه ولي العهد.
فهل يظل بايدن وفيا لتذبذب مواقفه تجاه السعودية؟.. فهو ذاته الرئيس الذي تعهد بجعل السعودية دولة (منبوذة)، وهو نفسه الذي عاد بعد ذلك وزار السعودية منتصف العام الجاري.
يدرك بايدن أهمية السعودية كحليف حيوي في الشرق الأوسط.. فإلي أي مدى يستطيع إظهار استيائه من السعوديين؟ .. وهل سيصمت السعوديين في هذه الحالة؟... الاجابات ربما تأتينا في الأيام القليلة المقبلة.