بطول التاريخ وعرضه، تكثر الوقائع والأحداث التي ثارت فيها أزمات سياسية ودبلوماسية بل وحتى عسكرية بسبب الصراع الاقتصادي.. كان الاقتصاد على الدوام عاملا أساسيا في الصراع الإنساني منذ عصر القبائل وحتى عصر التكنولوجيا الذي نعيشه اليوم.
لم تدخر الولايات المتحدة أي مطرقة لتستخدمها في تهشيم شركة هواوي HUAWEI الصينية، CC-BY-SA 4.0 Matti Blume. |
هذا بالضبط ما حدث في حالتنا اليوم، شركة هواوي HUAWEI الصينية، تلك التي وصلت لأقصى قمم النجاح، لكن الولايات المتحدة الأمريكية كان لها رأي آخر.
منذ العام ٢٠١٩، تعتصر أمريكا العملاق الصيني في مجال التكنولوجيا، الشركة التي كانت أكبر منتج للهواتف الذكية في العالم، محاطة بالعقوبات والاتهامات، وفي المقابل تحاول هواوي HUAWEI الهرب من الفخاخ الأمريكية، وصنع مستقبل جديد لها.
أسباب الصراع بين أمريكا وهواوي:
مع العام ٢٠١٩، بدت شركة هواوي HUAWEI، وكأنها لن يقدر عليها أحد.
فالشركة التي كان ربحها في العام ٢٠٠٢ مجرد ١٨ مليار يوان صيني، كانت قد انهت العام ٢٠١٩ بأرباح بلغت (٨٥٨,٨ مليار يوان صيني) بنسبة نمو لا يصدقها عقل.
كانت الشركة الصينية العملاقة تغزو العديد من دول العالم التي أبرمت معها صفقات ضخمة لتركيب شبكات الجيل الخامس 5G التي تقوم بتصنيعها، ولم تفلح المحاولات الأمريكية في كبح جماحها في هذا المجال.
على صعيد الهواتف الذكية، أطاحت هواوي HUAWEI بكل منافسيها وعلى رأسهم آبل Apple الأمريكية وسامسونج Samsung الكورية الجنوبية، بل وبدت المؤشرات أنها ستواصل الابتعاد بأعداد الهواتف التي تصنعها مقارنة بمنافسيها.
كما انتشرت مراكز الأبحاث والتطوير (R&D)، والمصانع التابعة لهواوي HUAWEI في آسيا وأفريقيا بل وأوروبا وحتى داخل الولايات المتحدة نفسها، واستطاعت الشركة أن تتحول إلى أحد أشهر الرموز الصينية على مستوى العالم.
بدت هواوي HUAWEI وكأنها ستشكل مستقبل التكنولوجيا في العالم بأسره.
واقعيا، كانت هذه الظروف هي السبب التي جعلت معظم المراقبين والخبراء، بل وحتى البشر العاديين يكونون وجهة نظر تقول أن الولايات المتحدة تحركت ضد هواوي ليست كما قالت بسبب انتهاكات حقوق الملكية أو غيرها من أسباب أبدتها أمريكا.
رأي الناس أن التحرك الأمريكي ضد هواوي HUAWEI كان دفاعا عن مصالح الشركات الأمريكية العاملة في مجال التكنولوجيا، حفاظا على أرباحها، وفي الوقت نفسه، الحفاظ على العمال الأمريكيين داخل المصانع بدلا من تسريحهم لأن هواوي HUAWEI، تلتهم كل يوم قطعة أخرى من السوق.
بدا ذلك مضادا لكل معاني حرية التجارة العالمية، وكل شعارات العولمة والسوق المفتوحة والحرة التي ترفعها الولايات المتحدة ولاسيما فيما يتعلق بالمنتجات الاستهلاكية... لكن ما حدث كان مجرد جزء من الحرب التجارية بين البلدين، حربا اشعل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب شرارتها في يوم حار من أيام يوليو سنة ٢٠١٨.
شبكات الجيل الخامس 5G:
السبب الاقتصادي قد لا يكون بالفعل هو السبب الوحيد للهجوم الأمريكي الشرس على شركة هواوي HUAWEI الصينية.
علنا، اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية الصين بأنها تبني شبكات جيل خامس 5G للاتصالات، ستجعلها قادرة على ((التجسس)) على الإتصالات في الدول التي تستخدم هذه الشبكات الصينية من هواوي HUAWEI.
نقرأ ذلك على سبيل المثال في الدراسة التي أعدها (توماس دوناهو)، وهو مدير أول سابق للعمليات السيبرانية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، تحت عنوان (أسوأ يوم ممكن... الاتصالات الأمريكية وهواوي).
يقول المدير السابق للعمليات السيبرانية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، أن شبكات الجيل الخامس 5G التي تبنيها هواوي HUAWEI، قد تجعل الصين قادرة على التسلل أو تعطيل الاتصالات السلكية واللاسلكية داخل الولايات المتحدة.
الأهم من هذا، هو (تقرير رسمي) صادر عام ٢٠١٢ عن لجنة المخابرات بمجلس النواب الأمريكي، حدد شركتين صينيتين هما هواوي HUAWEI و زد تي إي ZTE Corp، كتهديدات أمنية محتملة للولايات المتحدة الأمريكية.
برج من أبراج شبكات الجيل الخامس للاتصالات 5G من إنتاج شركة هواوي HUAWEI. |
كانت هواوي HUAWEI مع حلول عام ٢٠١٩، قد أعلنت بالفعل أن لديها ٩١ عقدا في مختلف دول العالم (منها ٤٧ عقد في دول أوروبية) لتركيب شبكاتها من الجيل الخامس 5G.
فمعادلة السعر والقيمة التي تميزت فيها هواوي HUAWEI في الهواتف الذكية التي تبيعها للناس العاديين، تكررت هذه المرة على مستوى الحكومات التي تسعي لتطوير شبكات الاتصالات لديها، وزيادة نطاقها الجغرافي، وبأسعار تنافسية.
كما حظيت هواوي HUAWEI بقروض كبيرة من بنك التنمية الصيني، وبنك الصين للاستيراد والتصدير، مكنتها من تطوير منتجاتها وخدماتها، وتخصيص مبالغ أكبر من منافسيها للأبحاث والدراسات، لدرجة أن أحد كبار موظفي شركة الاتصالات الفرنسية الأمريكية (ألكاتل-لوسنت) وصف ذلك الوضع قائلا: (لن نموت على يد هواوي، إذا متنا، فسنموت على يد بنك التنمية الصيني).
بدت الشركة الصينية وكأنها لا يمكن إيقافها.
وفي هذه اللحظة قررت أمريكا التدخل.. وبقوة.
صدر القرار من أعلى المستويات آنذاك، إنه الرئيس دونالد ترامب نفسه، الذي وقع أمرا تنفيذيا يحظر استخدام معدات شركة هواوي HUAWEI في شبكات الاتصالات الأمريكية لأسباب تتعلق (بالأمن القومي).
لم تكتفي الولايات المتحدة الأمريكية بحظر شبكات هواوي HUAWEI من الجيل الخامس 5G داخل أمريكا فحسب، بل ضغطت على حلفائها لكي يحذو حذوها، عبر حملات سياسية وإعلامية تهدف لاقناعهم بأن هذه الشبكات ستجعل بيانات مواطنيهم بل وبيانات الحكومة نفسها في قبضة الدولة الصينية.
وكانت النتيجة أن حرمت الولايات المتحدة شركة هواوي HUAWEI من أسواق (المملكة المتحدة، كندا، ...) ونترك القوس مفتوحا.
السوق الأسترالي الضخم أيضا قرر فرض حظر على شبكات الجيل الخامس للاتصالات 5G التي تبنيها شركة هواوي HUAWEI الصينية، لكن الأستراليين برروا قرارهم أنه كان (نتيجة) لما اكتشفوه من قدرة هجومية هائلة لمن يمتلك هذه الشبكات على التجسس وتخريب البنية التحتية للاتصالات في الدولة، في تجربة نفذوها مطلع سنة ٢٠١٨.
حرمان هواوي HUAWEI من خدمات جوجل:
فجأة، وجدت هواوي HUAWEI نفسها مضطرة للتعامل مع حقيقة أن هواتفها لن تكون مدعومة بخدمات جوجل، الصورة من: Trusted Reviews، (CC BY-NC-ND 4.0). |
ضربة قاسية أخرى وجهتها الولايات المتحدة لشركة هواوي HUAWEI، في سعيها الذي هدف لتدمير عملاق التكنولوجيا الصيني، أو إخراجه تماما من حلبة المنافسة عالميا.
كانت الضربة هذه المرة هو قرار حرمان هواتف هواوي HUAWEI من خدمات جوجل الشهيرة (المتجر، الخرائط، الجيميل، متصفح جوجل كروم ... إلخ)، وكذلك تطبيق الفيديوهات الشهير يوتيوب، بعدما وضعت الحكومة الأمريكية شركة هواوي HUAWEI ضمن القائمة السوداء للشركات المحرومة من منتجات وخدمات الشركات الأمريكية، على أن يبدأ تنفيذ القرار بالنسبة للهواتف التي ستصنع بعد سريانه، في حين تظل الهواتف القديمة تتمتع بخدمات جوجل بالشكل المعتاد.
كل مستخدمي الهواتف التي تعمل بنظام التشغيل أندرويد، يعرفون جيدا أن هذه الخدمات بمثابة الروح لهواتفهم التي تتحول إلى خواء بدونها، كانت ضربة قوية للغاية، احجم الناس حول العالم عن شراء هواتف هواوي HUAWEI التي كانت تعطيهم دوما معادلة الجودة والسعر التنافسي.
وضعت أمريكا بهذا القرار هواوي HUAWEI في الزاوية، ولكن الشركة قررت أن تقاوم.
بدأت هواوي HUAWEI في تطوير خدماتها الخاصة الشبيهة بخدمات جوجل، وبالطبع لا تزال هذه الخدمات أقل من حيث الموثوقية من خدمات جوجل التي تسبقها كثيرا بسنوات من الخبرة والتجريب بنت خلالها سمعتها الكبيرة.
أيضا، قام المستخدمين أنفسهم بالتحايل على حظر خدمات جوجل المفروض على هواتف هواوي HUAWEI، بأن قاموا بتثبيت البرامج لكن ليس من متجر جوجل بلاي لأنه غير موجود أصلا على تلك الهواتف، بل من مواقع إلكترونية ومصادر غير متحقق منها.
في مطلع عام ٢٠٢٠، حذرت شركة جوجل مستخدمي هواتف شركة هواوي HUAWEI الصينية من تحميل البرامج بشكل يدوي من المواقع أو أي مصادر أخرى بخلاف متجرها ((جوجل بلاي))، لأن الكثير من هذه البرامج تم العبث بها وأصبحت مصدر تهديد.
بالطبع ظهر صحة تحذير جوجل، إذ تسبب تحميل هذه البرامج في الكثير من الأحيان إصابة هواتف هؤلاء المستخدمين بفيروسات وبرامج تجسس أشهرها فيروس الفدية.
تلك الحالة جعلت معظم إن لم يكن الغالبية الكاسحة من الناس يستبعدون هواتف هواوي HUAWEI من حساباتهم حينما يفكرون في اقتناء هاتف جديد، كان ذلك خرابا مرير المذاق على الشركة.
وبرغم تطوير هواوي HUAWEI لخدماتها الخاصة، وبرغم هذه المحاولات للتحايل على قرار الحظر، برغم هذا وذاك، فإننا جميعا أصبحنا لا نجد هواتف هواوي HUAWEI إلا بصعوبة شديدة، ومن يشتريها، فهو يدرك جيدا أنه يشتري هواتف منزوع منها خدمات جوجل.
حظر هواوي HUAWEI من صناعة أشباه الموصلات:
كل ذلك لم يكفي الحكومة الأمريكية، كان الهدف واضحا، لابد من ضرب هواوي HUAWEI بشكل متتالي وقوي يفقدها أي قدرة على المقاومة، وربما يفقدها قدرة البقاء أصلا.
حظرت الولايات المتحدة أيضا على شركة هواوي HUAWEI إمكانية وصولها للتقنيات المتقدمة في صناعة أشباه الموصلات.
وبدون الخوض في الكثير من التفاصيل يمكنكم الإطلاع على تقريرنا ((ما هي أشباه الموصلات semiconductor)) لتدركوا أهمية أشباه الموصلات بالنسبة لأي شركة تكنولوجيا، إنها وبدون مبالغة، تماثل الماء والهواء بالنسبة للبشر.
بدون أشباه الموصلات لا يمكن إنتاج شرائح ورقاقات الهواتف والأجهزة الإلكترونية، المايكروشيبس، الصمامات التي تدخل في صناعة شاشات الأجهزة، وبدون شرائح وشاشة فلا يوجد هاتف أصلا.
لقد كانت تلك مرحلة جديدة من الضربات، فبدلا من هاتف محدود القدرات بدون خدمات جوجل، أصبح الحال الآن هو خفض قدرة هواوي على الإنتاج أصلا، بهدف ضرب مبيعاتها أيضا داخل السوق الصينية الهائلة، والتي لم تكن تستعمل خدمات جوجل منذ وقت طويل.
بجانب الهواتف الذكية، فبدون أشباه الموصلات أيضا لن تستطيع هواوي الوفاء بعقود شبكات الجيل الخامس 5G التي وقعتها بالفعل مع عدد من الدول وبدأت في تنفيذها في بعض الدول بالفعل، كان هذا ببساطة يعني خسائر فادحة لهواوي HUAWEI إما بذهاب هذه العقود لشركات أخرى في أقل السيناريوهات ضررا، في حين ستلتزم بدفع تعويضات وشروط جزائية لتلك الدول في السيناريو الأكثر سوءاً.
تحاول هواوي HUAWEI حاليا التوصل لاختراقات في صناعة الرقائق خصوصا وأشباه الموصلات بشكل عام، بحيث تنتجها بشكل مستقل دون الحاجة لانتظار الحصول عليها من شركات أخرى حتى ولو لم تكن أمريكية.
القبض على منج وانزو:
السيدة منج وانزو، المديرة المالية لشركة هواوي HUAWEI، وابنة مؤسسها، خلال إقامتها الجبرية في فانكوفر الكندية، أغسطس ٢٠٢١، China News Service، (CC BY 3.0)، via wikimedia commons. |
في ديسمبر ٢٠١٨، ألقت الشرطة الكندية على (منج وانزو) المديرة المالية لشركة هواوي HUAWEI، وابنة مؤسسها، وتصاعدت المطالبات الأمريكية وقتها لكندا بتسليم السيدة منج وانزو لمحاكمتها في أمريكا.
إذ أعدت وزارة العدل الأمريكية وبشكل سريع قائمة من الاتهامات أعلنت عنها في يناير ٢٠١٩ شملت اتهام منج وانزو، وشركتها هواوي HUAWEI بسرقة الأسرار التجارية، وعرقلة عمليات التحقيق الجنائي، وانتهاك العقوبات المفروضة على إيران.
الصين من جانبها، اعتبرت ما حدث بمثابة تواطؤ كندي-أمريكي ، استهدف الوريثة المحتملة لأهم شركات التكنولوجيا الصينية.
في مايو ٢٠٢٠ تصاعدت الأحداث عندما قرر قاضي كندي أن الاتهامات الأمريكية للسيدة (منج وانزو) تتماشي قانونيا مع طلب واشنطن بتسليمها لمحاكمتها.
حينها، وجدت الحكومة الصينية في موقف لا يمكن التسامح معه، وإهانة لن تسمح بحدوثها.
فالصين التي كانت قد حاولت الضغط على حكومة رئيس الوزراء الكندي "جاستن ترودو"، من خلال فرض قيود على واردات زيت بذور الكانولا ومنتجات أخرى كانت تستوردها من كندا، وجدت أن هذا السلاح لم يجبر كندا على التراجع.
سريعا، وفيما اعتبره الكثيرون محاولة صينية لا تخطأها عين لمبادلة السيدة منج وانزو، ألقت السلطات الصينية القبض على رجل الأعمال الكندي "مايكل سبافور"، الذي ادين بتهمة التجسس وصدر بحقه حكم سجن لمدة ١١ عام ((تفاصيل هذه القضية من هنا)).
في سبتمبر / أيلول ٢٠٢١، تراجعت كندا وأمريكا، تم إطلاق سراح السيدة منج وانزو -لم تكن قيد الحبس بل رهن الإقامة الجبرية في منزلها الفخم في فانكوفر الكندية-، وعادت لبلادها.
مستقبل هواوي HUAWEI .. هل تخرج من الصراع؟:
نتيجة لكل هذه الضربات الأمريكية المتلاحقة لشركة هواوي HUAWEI، بدأت هواوي تفقد الزخم، ثم بدأ المد يتحول إلى انحسار، واليوم فإننا لو تخيلنا هواوي بمثابة شخص، فإنه يقاوم محاولات جره نحو حبل الإعدام.
اليوم، فإن إيرادات شركة هواوي HUAWEI تتراجع للربع السادس على التوالى (يتم قياس أرباح الشركات كل ٣ شهور .. أي مرة كل ربع سنة) بمعني أنه منذ عام ونصف فإن إيرادات هواوي HUAWEI تواصل التراجع، برغم نجاح الشركة في الفوز بعقود إنشاء قدرات (التخزين السحابي) لحكومات العديد من الدول في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
الخبراء يصفون ما قامت به الحكومة والمؤسسات الأمريكية تجاه هواوي HUAWEI بأنه (عملية اغتيال تكنولوجية).
لقد بلغت إيرادات هواوي HUAWEI خلال عام ٢٠٢١، ما قيمته ٩٦ مليار دولار أمريكي أي ما يعادل ضعفي إيرادات شركة المشروبات الغازية الشهيرة (كوكاكولا)، مدفوعة بدعم قدمه المستهلكين الصينيين أنفسهم الذين قرروا دعم شركتهم الوطنية ضد الإجراءات الأمريكية.
برغم ذلك، فمن غير المتوقع أن تعود هواوي HUAWEI خلال المستقبل المنظور (١٠ سنوات على الأقل) إلى سابق عهدها كأكبر منتج هواتف ذكية في العالم، بل سيكون إنجازا حقيقيا لهواوي HUAWEI أن تظل تعمل وتنتج وأن لا تجد نفسها تصل لمرحلة الخسائر ومن ثم الإفلاس أو الإنهيار.
من المؤكد أن نتيجة هذه الجولة قد انتهت بفوز كبير لصالح أمريكا كأمة كاملة وليس مجرد الحكومة الأمريكية، لكن السؤال الآن هل تستطيع الأمة الصينية إعادة إحياء هواوي HUAWEI لجولة جديدة؟.
ربما تنتقم الصين لكن بسيف آخر هذه المرة، سيف اسمه شاومي Xiaomi، التي وجدت لنفسها مجالا هائلا في السوق العالمي في مجالات البحث والتطوير والمبيعات للهواتف الذكية، وإنترنت الأشياء (IoTs) ومنتجات نمط الحياة وتوفير خدمات الإنترنت والأعمال الاستثمارية، وصناعة الرقائق الدقيقة Microchip.
لقد أزاحت شاومي في طريقها سامسونج من كوريا الجنوبية، لتصبح هي العلامة التجارية الأكثر مبيعا للهواتف الذكية في أوروبا، وتريد حاليا أن تصبح أكبر صانع للهواتف الذكية عالميا بحلول سنة ٢٠٢٥ بحسب ما أعلن عنه السيد "لي جون" مدير شركة شاومي.
متجر لمنتجات شركة شاومي في مدينة هانغتشو الصينية، 16 يونيو 2018، Raysonho @ Open Grid Scheduler / Grid Engine, Creative Commons CC0 1.0 Universal Public Domain Dedication |
وبحسب بعض المصادر أصبحت شاومي ثاني أكبر صانع للهواتف الذكية عالميا وتخطت شركة آبل Apple الأمريكية بالفعل ... فهل سنشهد جولة جديدة من الصراع بين أمريكا وشركات التكنولوجيا الصينية؟.. وإذا حدثت فمن سيكون الرابح؟.. أمريكا بقدراتها الكبرى ام الصين بدروس تأمل أن تكون قد استفادتها من المعركة الأولى.
يقول درس التاريخ أن السوفييت حققوا نجاحا وسبقا في برنامجهم الفضائى في الستينات لكن أمريكا ركزت في الاستثمارات والبرامج والبحث العلمي فحققت التفوق الفضائي الكاسح حتى يومنا هذا.
فهل يتكرر ما حدث في عالم الفضاء في عالم الاتصالات والهواتف الذكية.. الوقت فقط كفيل بأن يقدم لنا الإجابة.
في أمريكا أيضا، بدأت بعض الأقلام والمفكرين يتساءلون عن الدافع الحقيقي وراء معركة تكسير العظام التي شنتها بلادهم ضد هواوي HUAWEI؟.. وهل كانت بالفعل تتعلق بالأمن القومي.
هناك أراء (ضعيفة) داخل المجتمع الأمريكي، تري أن ما حدث كان المحرك الرئيسي له هو الدوافع للإمبريالية النيوليبرالية في الولايات المتحدة، بمعني أن الحكومة تدخلت لتحفظ مصالح الشركات الأمريكية، لكن هذا قد يكون على حساب مصلحة المستخدمين أنفسهم (المواطنين الأمريكيين) الذين قد يكونوا قد تم حرمانهم من منتجات شركة هواوي HUAWEI العالية الجودة والمنخفضة التكلفة.