أعلنت شرطة منطقة مكة المكرمة عن إحالة مواطن سعودي إلى النيابة العامة، بتهمة "نقل وتسهيل دخول أحد الصحفيين غير المسلمين ويحمل الجنسية الأمريكية إلى العاصمة المقدسة مكة المكرمة عبر سلوكه المسار الخاص بالمسلمين".
 |
| أعلنت السلطات السعودية أنها قد ألقت القبض على المتورط في مساعدة الصحفي الإسرائيلي في دخول مكة المكرمة. |
وكانت موجة كبيرة من ردود الفعل الغاضبة قد تشكلت على مدار الأيام الأخيرة بعد نشر قناة إسرائيلية فيديو لمراسلها على جبل عرفات.
بيان سعودي رسمي:
شرطة منطقة مكة المكرمة نشرت اليوم الجمعة، بيانا رسميا، صرح فيه المتحدث الإعلامي باسمها بأن شرطة المنطقة، قد أحالت إلى النيابة العامة السعودية مواطنا "متواطئ" قام بنقل وتسهيل دخول أحد الصحفيين غير المسلمين.
وأضاف المتحدث باسم شرطة منطقة مكة المكرمة فيما ورد في البيان أن الصحفي يحمل الجنسية الأمريكية، ودخل مكة المكرمة عبر سلوكه المسار الخاص بالمسلمين، ما يعد مخالفة صريحة للأنظمة التي تحظر دخول مكة المكرمة لغير المسلمين، وقد جرى إيقاف المواطن السعودي المتواطئ، واتخاذ الإجراءات النظامية بحقه.
وكانت القناة ١٣ الإسرائيلية، قد نشرت عددا من الفيديوهات ظهر فيها مراسلها يتجول فوق جبل عرفات، الذي يعد الوقوف عند صعيده الركن الأعظم من أركان فريضة الحج في الإسلام، وجاء نشر الفيديوهات متزامنا مع أداء مليون مسلم تلك الفريضة بالفعل في أكبر موسم للحج منذ انتشار فيروس كورونا المستجد مطلع عام ٢٠٢٠.
ونوه المتحدث الإعلامي باسم شرطة منطقة مكة المكرمة على جميع القادمين إلى المملكة العربية السعودية، بضرورة احترام الأنظمة، والالتزام بما تقضي به، وخصوصا ما يتعلق بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة.
وتعد الفيديوهات التي نشرتها القناة الإسرائيلية الثالثة عشر، هي أول فيديوهات يتم بثها لصحفي إسرائيلي في بعض أكثر البقاع الإسلامية قداسة، وجاءت بعد تقارير لم يتم التيقن من صحتها حول جولة قام بها وفد إسرائيلي داخل الحرم النبوي الشريف في المدينة المنورة.
وختمت شرطة منطقة مكة المكرمة بيانها بأن أي مخالفة من هذا النوع تعتبر جريمة لن يتم التساهل معها، وسيتم تطبيق العقوبات على مرتكبيها، استنادا إلى الأنظمة ذات الصلة.
وأضافت أن قضية الصحفي قد تم إحالتها إلى النيابة العامة لإتخاذ ما يلزم بحقه وفق الأنظمة.
جيل تماري في مكة المكرمة:
ويأتي تحريم دخول غير المسلمين إلى مكة المكرمة، استنادا للشريعة الإسلامية ولنص قرآني واضح، إذ يقول تعالى في الآية الكريمة ٢٨ من سورة التوبة: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا ۚ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاءَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)).
ومن المحتمل أن يكون المتواطئ الذي تم الإعلان اليوم عن القبض عليه، هو الشخص الذي ظهر في سيارة بصحبه المراسل الإسرائيلي، والذي يحمل أيضًا الجنسية الأمريكية "جيل تماري"، وكان يتحدث معه باللغة الإنجليزية.
وكانت القناة الإسرائيلية ١٣، قد أخفت صورة هذا الشخص في الفيديوهات التي قامت ببثها، كما أن "جيل تماري" نفسه قال أنه أخفى شخصيته عن السائق، وهو الأمر الذي قد لا يكون صحيحا، وقيل فقط لمجرد التمويه.
كما يبدو أن تماري قد استغل جنسيته الأمريكية للحصول على تصريح دخول للسعودية التي تواصل رفض إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل، خصوصا أنه كان حريصا أن لا يتحدث إلي أي حاج من الحجاج أو أي شخص باستثناء مرافقه ولو حتى باللغة الإنجليزية.
إذن فقد استغل جيل تماري، زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السعودية منتصف يوليو الجاري، ودخل بحجة تغطيتها، ومن هناك وبالتحديد من جدة، انطلق تماري إلى مكة المكرمة.
في النهاية، فإن ما سيكشف كل هذا هو التحقيقات التي ستجريها النيابة العامة السعودية.
وكان "جيل تماري" قد وصف دخوله مكة المكرمة بأنه (حلم تحول إلى حقيقة)!!.
ويتنامي في إسرائيل منذ عدة سنوات تيار فكري متطرف يدعو لإحتلال السعودية بالقوة العسكرية المسلحة، ويمكنكم الإطلاع على المزيد من التفاصيل في تقريرنا: ((كتاب العودة إلى مكة.. الحلم الإسرائيلي بإحتلال السعودية والسيطرة على الكعبة)).
وعلى ما يبدو، فقد التقط المراسل الإسرائيلي "جيل تماري" حالة الغضب العارمة التي خلفها دخوله إلى مكة المكرمة، فغرد عبر حسابه الشخصي على تويتر قائلا: ((تنويه: أود أن أكرر أن زيارتي إلى مكة لم يكن الهدف منها الإساءة للمسلمين. بل كان الغرض من هذا المسعى برمته إبراز أهمية مكة لإخواننا وأخواتنا المسلمين وللتاريخ البشري)).
