أبلغ الرئيس الصيني شي جين بينغ نظيره الأمريكي جو بايدن في مكالمة بالفيديو أجراها الرئيسان يوم الجمعة "أن الأمن والسلام ضروريان في أوكرانيا".
في ذات الوقت، شن الجيش الروسي يوم الجمعة هجوما صاروخيا على مدينة لفيف الأوكرانية، وبحسب ما أعلن عنه الجيش الأوكراني وعمدة المدينة، بلغ عدد الصواريخ الروسية التي ضربت "لفيف" ستة صواريخ.
وتقع لفيف غربي أوكرانيا، بالقرب من الحدود مع بولندا، الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو" ، وهي منطقة لم تتأثر من قبل بالحرب التي تدور منذ ٢٤ فبراير الماضي، حيث يدور معظم القتال على جبهات الشرق والجنوب والشمال.
القتال مستمر:
دخلت الحرب أسبوعها الرابع، ولايزال القتال الشرس يدور في مدينة ماريوبول، حيث وصلت القوات الروسية تقريبا إلي وسط المدينة الهامة والتي تمتلك ميناء هام في جنوب أوكرانيا، والتي يصمم الروس على السيطرة عليها منذ عدة أيام.
حيث يدور الآن قتال شوارع في ماريوبول باستخدام الأسلحة النارية الخفيفة.
في ماريوبول أيضا، وبرغم الإعاقة المستمرة بسبب عمليات القصف المتبادل، استمرت جهود الإنقاذ من أجل العثور على المزيد من الناجين من حطام مسرح، كان المئات من المدنيين يستخدمونه كملجأ ، قبل أن يتعرض لهجوم مدمر منذ عدة أيام، وبلغ عدد من تم إجلاءهم أحياء حتى الآن ١٣٠ شخصًا.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال خطابه الأخير للأمة الأوكرانية "لا يزال المئات من سكان ماريوبول تحت الأنقاض". بقي حوالي ١٣٠٠ محاصرين في الطابق السفلي من المسرح.
وكانت أوكرانيا قد اتهمت روسيا بقصف المسرح رغم علمها بأنه ملجأ للمدنيين، في حين اتهمت وزارة الدفاع الروسية كتيبة آزوف الأوكرانية بتفجير المسرح كمحاولة لإلصاق التهم بروسيا.
وبحسب مصادر أمريكية فقد أطلق الروس ١٠٨٠ صاروخًا منذ بداية الحرب على أهداف أوكرانية، منهم الصواريخ الستة التي استهدفت منشأتان لإصلاح الطائرات والحافلات بالقرب من مطار لفيف الدولي يوم الجمعة، في أول هجوم روسي علي لفيف منذ بدء الحرب.
الهجوم على لفيف، جعل من المنطقة التي كانت مقصدا للمدنيين الأوكرانيين يلتمسون فيها الأمان، تذوق نيران الحرب للمرة الأولى، ويزداد الخوف من أن تتحول إلي بؤرة من بؤر المعارك المشتدة في أرجاء أخرى من أوكرانيا.
على الجانب الأخر، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال إيغور كوناشينكوف، يوم الجمعة أنه قد "بلغ إجمالي ما تم تدميره من قوات الجيش الأوكراني منذ بدء العملية العسكرية الروسية: "١٨٤ طائرة مسيرة، ١٤١٢ دبابة ومدرعة، ١٤٢ راجمة صواريخ، ٥٤٢ مدفعية ميدان وهاون، ١٢١١ وحدة مركبة عسكرية خاصة".
مبني محترق جراء القصف في شارع بوهاتيرسكا في العاصمة الأوكرانية كييف، State Emergency Service of Ukraine، via Wikimedia commons. |
بينما أعلن الجانب الأوكراني أن القوات المدافعة عن العاصمة كييف ، قد بدأت "هجوما مضادا" للسيطرة على ضواحي العاصمة التي دخلتها القوات الروسية ويدور القتال فيها منذ عدة أيام.
كما وردت أنباء عن سقوط عدد من الضحايا في كييف بسبب سقوط صاروخ على مبني سكني في العاصمة الأوكرانية.
وقالت صحيفة (التليجراف) البريطانية الشهيرة أن الجيش الروسي بصدد الاستعداد لشن هجمات خاطفة لتطويق الجيش الأوكراني في عدد من المناطق.
تقرير التليجراف يأتي بعدما قالت وزارة الدفاع البريطانية أن تقييمها لسير المعارك خلال الأسبوع الماضي يشير إلي أن القوات الروسية حققت تقدمًا ضئيلً خلال الأسبوع بسبب قوة وعنف المقاومة الأوكرانية بحسب الوزارة البريطانية.
تهديد للصين:
وقالت وسائل الإعلام الأمريكية أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أرسل ما يشبه (رسالة تهديد) إلي نظيره الصيني شي جين بينغ في مكالمة اجريت بتقنية الفيديو جمعت بينهما يوم الجمعة.
بايدن حذر بينغ في المكالمة التي استمرت لساعة وخمسين دقيقة، من أنه سيكون هناك (عواقب على الصين إذا ما قدمت المساعدة لروسيا). إذ تخشي الولايات المتحدة أن تلعب الصين دورا في تخفيف آثار العقوبات الاقتصادية الغربية المفروضة على روسيا.
وفي ذات المكالمة، وهي أول مكالمة تجمع بين الرئيسين منذ نوفمبر من العام الماضي، طلب جو بايدن مساعدة الرئيس الصيني لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
من جانبه عبر الرئيس الصيني عن ضرورة إجراء مباحثات بين روسيا وحلف الناتو بشأن أوكرانيا.
كما نفت إدارة الفضاء الإلكتروني في الصين، وهي هيئة مراقبة الإنترنت في البلاد، بعض التقارير التي تحدثت عن حشد عسكري صيني في طريقه لدعم روسيا، كما نفت تقارير أخرى عن تعهد بكين بحماية أوكرانيا في حال شنت روسيا هجوما بالأسلحة النووية ضدها.
مكالمة هاتفية أخرى جمعت بين بوتين والرئيس الفرنسي ماكرون كشف عنها الكرملين الروسي، مضيفا أن الرئيس بوتين حدد خلال الاتصال مع نظيره الفرنسي شروط روسيا الأساسية للاتفاق المحتمل مع أوكرانيا.
بينما اعتبر تصريح كبير المفاوضين الروس، فلاديمير ميدينسكي، للصحفيين: "في الواقع، يشكل موضوع وضع أوكرانيا الحيادي وعدم انضمامها إلى الناتو إحدى النقاط الرئيسية في المحادثات، وهذه هي النقطة التي تمكن الطرفان من تقريب مواقفهما بشأنها إلى أقصى مدى"... اعتبر هذا التصريح هو أفضل تطورات الحرب لهذا اليوم.
كبير المفاوضين الروس أضاف أن أهم النقاط التي يدور حولها النقاش حاليا هي (الضمانات الأمنية) التي ستحصل عليها أوكرانيا مقابل تخليها عن الإنضمام لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وتصاعدت الأزمة الإنسانية الناتجة عن الحرب، إذ قالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يوم الجمعة إن أكثر من ٣ ملايين لاجئ فروا من أوكرانيا منذ بداية المعارك، مع تضرر حوالي ١٣ مليون في المناطق الأكثر تضررا في البلاد.