أفادت شبكة (سي ان ان) الأمريكية نقلا عن مجلس مدينة ماريوبول، أن أحد المسارح الذي اتخذه مئات من المدنيين ملاذا لهم في المدينة الإستراتيجية الواقعة جنوب شرق أوكرانيا، قد تعرض لأضرار جسيمة جراء قصف نفذته القوات الروسية التي تحاصر المدينة منذ عدة أيام.
صورة نشرتها بلدية ماريوبول لمسرح المدينة وقد تحول لأنقاض بعد الهجوم عليه. |
كما ألقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خطابًا افتراضيًا يوم الأربعاء أمام الكونجرس الأمريكي، جدد فيه مناشدته لفرض منطقة حظر طيران ، مضيفًا أنه في حالة عدم وجود مثل هذه الخطوة - التي استبعدتها منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) وهددت روسيا أنها لن تصمت إذا تم تنفيذها-، ينبغي توفير المزيد من الأسلحة لبلاده التي تواجه غزو روسيا منذ ٢٤ فبراير الماضي.
خطاب زيلينسكي أمام الكونجرس:
في خطابه أمام الكونجرس الأمريكي، شكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الولايات المتحدة وحلفائها على دعمهم، ولكنه طالبهم في الوقت ذاته بضرورة زيادته.
ويبدو أن الرئيس الأمريكي جو بايدن كان ينتظر على الخط، إذ أعلن أن بلاده ستقدم ٨٠٠ مليون دولار من المساعدات العسكرية الجديدة لأوكرانيا.
وكان قد سبق لروسيا التهديد بقصف قوافل الدعم العسكري التي تصل لأوكرانيا عبر حدودها الغربية، في حين أكد خبراء عسكريين أن هذه الأسلحة يتم إيصالها بشكل متفرق ويتم إتخاذ إجراءت تمويه عالية، وفي أوقات تضعف فيها مراقبة روسيا لهذه الحدود بواسطة طائراتها وأقمارها الصناعية.
كما طلب السيد زيلينسكي في خطابه من الكونجرس أن يتذكر القصف الياباني لبيرل هاربور، والهجمات الإرهابية في ١١ سبتمبر ، عندما تم استهداف الأمريكيين من السماء، وذلك عندما توقف مؤقتًا عن الحديث لتشغيل مقطع فيديو يصور تأثير القصف الروسي - بما في ذلك مشاهد الأطفال القتلى وبرك الدماء والمقابر الجماعية -.
وتصف صحيفة ((وول ستريت جورنال)) الأمريكية أنه كان من الممكن سماع صيحات وتنهدات مسموعة في جميع أنحاء قاعة الكونجرس حينما عرض ذلك الفيديو.
خطاب لا يغتفر:
في المعسكر الآخر، وصف الكرملين الروسي ، ما قاله الرئيس الأمريكي "جو بايدن" أن الرئيس الروسي بوتين هو (مجرم حرب) بأنه (خطاب لا يغتفر للرئيس الأمريكي).
من جانبه كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قال في اجتماع يوم الأربعاء في اجتماع حول الدعم الاجتماعي والاقتصادي، إن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا تتطور بنجاح ووفقًا للخطة، بحسب قوله.
وشدد رئيس الدولة الروسي بحسب وكالة تاس الروسية للأنباء، على أن موسكو ليس لديها خيارات أخرى لضمان أمنها ، وأن ما وصفه "الحرب الاقتصادية الخاطفة" للغرب على روسيا قد فشلت. كما وصف ما يحدث بأنه صراع من أجل سيادة ومستقبل البلاد ، أو كما قال: "الحق في أن تكون روسيا وأن تظل روسيا".
بوتين أكد أن بلاده لا نية لديها في احتلال أوكرانيا، لكنه وصف أن ما كانت أوكرانيا تسعي إليه من امتلاك أسلحة نووية بحسب ما قال، يشكل (تهديدًا حقيقيًا) على روسيا.
تقدم في المفاوضات:
صورة لعملية دفن جثث ضحايا مدنيين في مقبرة جماعية في مدينة ماريوبول، حيث تشير التقارير لعجز الناس عن دفن ذويهم بشكل منفرد بسبب ضراوة المعارك. Evgeniy Maloletka—AP، (CC BY 2.0)، via Flickr. |
وبرغم التفاؤل بشأن إمكانية تحقيق تقدم في المباحثات، فإن القتال لم يتوقف، وبشكل عام يمكن القول أن القوات الروسية واصلت التقدم وكسب المزيد من الأرض.
حيث واصلت القوات الروسية تقدمها خصوصا تجاه العاصمة الأوكرانية كييف التي يشتد القتال حولها منذ عدة أيام.
وتشير بعض التقارير الصحفية إلي أن المباحثات بين روسيا وأوكرانيا التي اجريت يوم الأربعاء شهدت تقدما في شأن "حياد أوكرانيا" الذي تطالب به روسيا كأحد أهدافها من الحرب، والمتمثل في منع أوكرانيا من الإنضمام لحلف الناتو.
كما صرح رئيس الوفد الروسي في المحادثات، فلاديمير ميدينسكي، والمولود في أوكرانيا في زمن الاتحاد السوفيتي، إن كييف تقترح إنشاء نسخة نمساوية أو سويدية من الحياد لأوكرانيا ، حيث سيكون للبلاد جيشها الخاص، دون الانخراط في تحالفات مع دول أخرى.
وفي حين قال الرئيس الأوكراني زيلينسكي في جزء من خطابه أمام الكونجرس إن المفاوضات أصبحت "أكثر واقعية"، فإن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف صرح إن المقترحات التي تجري مناقشتها الآن "قريبة من اتفاق".
على صعيد آخر، قالت صحيفة الغارديان البريطانية أنه من المتوقع وصول آلاف اللاجئين من أوكرانيا إلى المملكة المتحدة الأسبوع المقبل.
من فجر مسرح ماريوبول:
في حين تصدرت مشاهد الدمار الذي لحق بمسرح مدينة ماريوبول نتيجة ما قيل أنه قصف نفذته القوات الجوية الروسية صور يوم الأربعاء.
وقال نائب رئيس بلدية ماريوبول سيرجي أورلوف في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن ما بين ألف و ١٢٠٠ شخص كانوا قد لجأوا إلى المبنى. ولم يعرف بعد عدد الضحايا.
بينما رفضت وزارة الدفاع الروسية اتهامات كييف للقوات الروسية بتنفيذ غارة على مبنى المسرح الدرامي في مدينة ماريوبول، مشيرة إلى أن عناصر كتيبة "آزوف" فجروا المبنى.
وأضافت الدفاع الروسية أنها لم تنظر أبدا لمسرح ماريوبول كهدف نظرا لوجود خطر محتمل على حياة المدنيين.
اتهام خطير من موسكو لأوكرانيا بقتل شعبها لرسم صورة غير حقيقية لجلب التعاطف والدعم الدولى، صعد لمراحل مذهلة حينما أعلنت وزارة الدفاع الروسية حصولها على أدلة مادية تؤكد أن كييف تستعد لاستفزاز باستخدام مواد كيميائية ضد المدنيين بدعم من الغرب، واتهام روسيا.
الأكثر غرابة في الهجوم على مسرح ماريوبول الذي كان ملاذا للمدنيين، أن وكالة أسوشيتد برس الأمريكية ، نقلت عن شركة ماكسار لتكنولوجيا الفضاء إن صور الأقمار الصناعية الصادرة يوم الاثنين أظهرت كلمة "أطفال" مكتوبة بأحرف بيضاء كبيرة بالروسية أمام المبنى وخلفه، ما قد يراه مؤيدي الرواية الروسية دليلا على كون القوات الروسية قد ميزت المبني بأن بداخله أطفال لتجنب قصفه.
وتقول السلطات المحلية في مدينة ماريوبول إن ٢٤٠٠ شخص على الأقل قتلوا في ماريوبول منذ بداية الحرب، ويذهب المسؤولين فيها إلي أن هذا الرقم من المرجح أن يكون أقل من الواقع. حيث يدفن الكثير من القتلى في مقابر جماعية بحسب تصريحاتهم.