من هو السلطان العثماني سليم الأول؟

حسبما تشير المصادر التركية، ففي العاشر من أكتوبر عام 1470، شهدت مدينة أماسية التي تقع حاليا في تركيا ميلاد السلطان العثماني سليم الأول.

سليم الأول
لوحة للسلطان سليم الأول بن بايزيد، اللوحة بريشة الفنان العثماني (كونستانتين كابيداغلي)، public domain.

والده هو السلطان بايزيد الثاني، أما والدته فكانت السيدة (جولبهار خاتون).

وهكذا جمع سليم الأول الدماء الملكية في عروقه من الطرفين، ففي حين أن والده سلطان ابن سلطان، فإن والدته أيضا كانت تنحدر من (إمارة دولكاديروغولاري)، وهي إمارة شكلتها قبيلة تركية قوية.

وصف سليم الأول:

كان السلطان سليم الأول سلطانا طويل القامة، عريض الكتفين، ذو بنية قوية، مع صدر عريض ورأس مستدير بوجه أحمر وشارب عريض.

أما عن صفاته الشخصية، فقد عرف عنه الشجاعة وقوة الإرادة، كما تلقي تعليما قويا في فترة الطفولة والشباب.

تولي سليم الأول السلطنة:

وصل سليم الأول إلى عرش السلطنة العثمانية في الثامن من شهر صفر لعام 918 ه‍، الموافق 25 من شهر أبريل عام 1512، في عمر الثانية والأربعين، حيث سيظل متربعا عليه لثمانية سنوات.

لم يكن طريق سليم الأول إلى العرش ممهدا، بل جاء في أعقاب صراع مرير جمع بينه وبين شقيقه ووالدهما السلطان بايزيد الثاني، الذي أطاح به سليم الأول من فوق العرش، وفي قول آخر "تنازل له أبوه عن عرشه".

تلي ذلك قيامه بحملة كبيرة أقصى بها جميع المرشحين المحتملين للطموح في العرش، ولم يبقي منهم سوى أبنه الذي أعتبره الأكفا (سليمان).

الصراع ضد الصفويين:

اتجه السلطان سليم الأول شرقا ليبدأ في خوض الحروب ضد الدولة الصفوية التي بدأ نفوذها يزيد ويتوسع خصوصا في إيران بقيادة (إسماعيل الأول) مؤسس السلالة الصفوية، والذي تبني المذهب الشيعي.

أدرك سليم الأول خطورة الصفويين ليس فقط من ناحية الاختلاف المذهبي، بل ولوجود صلات بينهم وبين قبائل (القزلباش) وهي قبائل تركية شيعية موجودة في الأناضول أثارت الكثير من الثورات بدعم واتفاق مع الشاه إسماعيل الأول.

في ذات الوقت شارك سليم الأول بالتعاون مع المماليك في محاربة هجمات البرتغاليين على السواحل الإسلامية وخصوصا في مناطق الحجاز والأراضي المقدسة، حيث هدفوا للوصول إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة.

السيطرة على بلاد العرب:

في عهده تحولت حروب العثمانيين ناحية الشرق، بلاد العرب والمسلمين، عوضا عن استمرار التوغل في قلب القارة الأوروبية.

وكان انتصاره على المماليك في ((معركة مرج دابق)) بمثابة درة التاج لتحركاته العسكرية شرقا، حيث فتح له الطريق للاستيلاء على الشام ومصر وفلسطين والحجاز، ما جعل من العثمانيين يمتلكون سيادة العالم الإسلامي.

بهذا التحول أيضا صارت الدولة العثمانية توصف بأنها دولة (آسيوية - أوروبية - أفريقية) إذ اتسع سلطانها ليشمل كافة قارات العالم المعروفة وقتها.

وفاة سليم الأول:

في الثاني والعشرين من سبتمبر عام 1520، وفي مدينة (تشورلو) الواقعة في تركيا حاليا أيضا، توفي السلطان سليم الأول عن عمر خمسين عاما.

القانون في الخليج
القانون في الخليج
(القانون في الخليج) هو الموقع العربي الرائد في مجال المعرفة والنصائح والاستشارات القانونية في دول الخليج العربي
تعليقات