((ربما لم يكن بوسع العثمانيين يوما أن يهزموا المماليك إلا بالخيانة والغباء)).. لعل تلك العبارة تلخص ما حدث في مرج دابق..
أسباب معركة مرج دابق؟:
![]() |
| لوحة تصور معركة مرج دابق، public domain. |
في كتاب (حوادث الزمان ووفيات الشيوخ والأقران) يقول (ابن الحمصي)، وهو مؤرخ شافعي من حمص، أنه في يوم ٢٣ ربيع الآخر سنة ٩٢٢ ه / ١٥١٦ م وصلت طلائع المماليك إلى دمشق، ومعهم الخبر بقدوم قنصوه الغوري، والخليفة العباسي (المتوكل على الله محمد ابن يعقوب) -وكان يومئذ خليفة أسما فقط دون سلطات-، ومعهما قضاة المذاهب الأربعة، والأشراف.
وأما الهدف فلم يكن الحرب، بل الصلح مع سليم شاه والذي وصفه (ابن الحمصي) بسلطان "الروم".
وما هي إلا أيام حتى وصل السلطان في مظاهر احتفالية كبيرة ورج لملاقاته قادة المماليك في الشام وعلى رأسهم (سيباي) نائب الشام و (جان بردي الغزالي) نائب حماة، و (أصلان الغادري) نائب حمص، و (خاير بك) نائب حلب.. وهذا الأخير له الكثير من التأثير في الأحداث القادمة.
والدليل على أن الأمور كانت في مفاوضات صلح، أنه ومع انتقال السلطان قنصوه الغوري والجيش إلى حلب، جاءه هناك رسول من (سليم الأول بن بايزيد) وقد قابله السلطان بشكل جيد ومنحه الهدايا له ولمن معه.
لكن السلطان الغوري، كان له أخطاء قاتلة جعلت جيشه نفسه الذي يسير معه غير راض عنها، ولعل من أبرزها النفقة الكبيرة التي أعطاها للجلبان (المماليك الخاصين به)، وترك (القرانصة) وهم مماليك السلاطين السابقين، والذين لهم خبرات طويلة في الحروب بنذر يسير من المال.
الأكثر إثارة للغضب في النفوس، أن هؤلاء أنفسهم هم من هزموا العثمانيين وكسروهم مرة تلو الأخرى، في عهد سلطانهم الراحل (قايتباي الكبير) حينما كان السلطان العثماني (بايزيد)، وهو نفسه والد السلطان الحالي سليم.
أين تقع مرج دابق؟:
يقع مرج دابق بالقرب من بلدة (دابق)، والتي تقع بدورها على بعد ٤٤ كم شمال حلب في سوريا.
ولنتخيل مكان المعركة بشكل أفضل، فالمرج كلمة تعني الأرض الواسعة الفسيحة الخضراء حيث ترعى فيها الدواب بحرية.
ما هي معركة مرج دابق؟:
في ٢٤ أغسطس / آب لسنة ١٥١٦ (الموافق ٢٦ رجب)، وقعت أول وأهم معركة في سلسلة من معارك استمرت بين عامي ١٥١٦ : ١٥١٧، وأدت في النهاية إلى سوريا ومصر في يد العثمانيين.
وبينما انتهت المعركة بانتصار العثمانيين، فإن المصادر تختلف حول أعداد الجيشين، فتميل بعضها إلى أن كلاهما كان مكون من ٦٠ ألف مقاتل، فإن مصادر أخرى ترفع
أما السلطان المملوكي (قنصوه الغوري) فهناك من يذكر أنه قتل، وهناك من يذكر أنه مات بسبب أزمة حدثت له عندما رأي انكسار جيشه بسبب الخيانة، وفقدت جثته هناك حيث لم يعلم أحد أين هي؟.
اليوم، إذا سرت في العاصمة المصرية القاهرة صاعدا إلى قلعة صلاح الدين، ستمر في طريقك بالمدرسة والمسجد اللذان بنيا بأوامر (خاير بك بن ملباي) أو (خاين بك) كما أطلق عليه المصريين فيما بعد.
لا يصلى أحد هنا، ولا يتعلم، وكأنه عقاب جماعي من هذا الشعب لرجل خانهم ذات يوم.
سؤال التقرير: كيف كان سيسير التاريخ من وجهة نظرك إذا كان المماليك قد انتصروا في مرج دابق؟.
---المصادر:
- صلاح عيسى، كتاب (رجال مرج دابق .. قصة الفتح العثماني لمصر والشام)، القاهرة، الكرمة للنشر، ٢٠٢١.
- المكتبة الشاملة.
- موسوعة ويكيبيديا الإنجليزية.
- الموسوعة الإسلامية التركية.
