ما هو القمر الدموي؟ (الخسوف الكلي للقمر)

يقول تعالى: ((وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ۚ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)) {الآية ٣٧ من سورة فصلت}.

صورة لظاهرة القمر الدموي (الخسوف الكلي للقمر)، الصورة بعدسة: Jacek Rużyczka، CC BY-SA 4.0، via wikimedia commons.

القمر الدموي أو (الخسوف الكلي للقمر)، هي ظاهرة يتحول فيها القمر إلى اللون الأحمر.

إليكم في هذا التقرير ما الذي يسبب ذلك؟ ومتي نري القمر الدموي التالي؟ .. ومالذي يجب على المسلم فعله في هذا الوقت؟.

خسوف القمر الدموي:

من ناحية الشكل، فإن خسوف القمر الدموي له شكل مبهر يأسر الأنظار فعلا، أما علميا فإن ظاهرة (أقمار الدم) تحدث أثناء الخسوف الكلي للقمر.

يكون ذلك عندما يمر القمر عبر ظل الأرض أو بوصف آخر (عندما يغطي ظل الأرض كامل مساحة القمر)، وهذا يعمل على تصفية وتشتيت ضوء الشمس الذي يمر من خلال الغلاف الجوي للأرض قبل أن يصل إلى القمر، ولا يتبقي إلا الأطوال الموجية الطويلة الحمراء والبرتقالية التي تصل إلى القمر، مما يعطيه لونًا أحمر عميقًا وشكلا دراميا وكأنك تشاهد أحد الأفلام.

هذه الظاهرة تجذب إليها علماء الفلك وهواة رصد السماء من جميع أنحاء العالم، لكنها ليست الصورة الوحيدة من صور خسوف القمر.

إذ لا ينتج عن كل خسوف للقمر ظاهرة (القمر الدموي) فإذا ما تسببت الأرض في (حجب جزء من أشعة الشمس فقط) فإنها تؤثر في هذه الحالة على جزء من سطح القمر وهنا يحدث ما نسميه (الخسوف الجزئي) حيث يظهر القمر وكأن جزء منه غير موجود أصلا وكأنه إزيل.

بل إنه هناك حالة أخرى لخسوف القمر تعرف باسم (خسوف شبه الظل) وهو خسوف خافت للغاية، لدرجة أن المراقبين من ذوي الخبرة فقط هم من يستطيعون ملاحظته.

متي تحدث ظاهرة القمر الدموي القادم؟:

من المنتظر أن يحدث القمر الدموي التالي في أغسطس من العام القادم 2026.

وبشكل عام فإن حوالى 29٪ من حالات خسوف القمر هي خسوفات قمرية كليّة، ويشهد كوكب الأرض كل عام خسوفين قمريين تقريبًا بنوعيه الكامل والجزئي.

هذا ما يعطينا فكرة عن كون الأقمار الدموية ظاهرة تتكرر، وأنها ليس كما يظن البعض ويدعي البعض الآخر علامة من علامات الساعة.

بل وبالحسابات العلمية فإنه يمكن لكل منطقة على الأرض أن يري سكانها خسوف القمر الكلي (القمر الدموي) مرة كل عامين ونصف تقريبًا.

القمر الدموي في الإسلام:

صلاة خسوف القمر سنة مؤكدة، صورة بالذكاء الاصطناعي جيميني من جوجل.

لعل القمر الدموي من وجهة نظر إسلامية تعد آية من آيات الله -عز وجل- تبين للعالم كله أن الأحوال المعتادة بيده وحده يستطيع أن يغيرها في أي وقت، فهذا القمر الذي أعتدنا عليه قد خسف وتغير لونه.

وقد ورد عن (أبو بكرة نفيع بن الحارث) أن رسول اللّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: ((إنَّ الشمسَ والقمرَ آيتانِ من آياتِ اللهِ يُخوِّفُ اللهُ بهما عبادَه وإنَّهُما لا ينكسفانِ لموتِ أحدٍ ولا لحياتِه فإذا رأيتم كسوفَ أحدِهما فصلُّوا حتى ينجلي)).

لذا فعلي المسلم إظهار خوفه من خالقه -عز وجل- بشكل أكبر في مثل هذه الأوقات، وأن السنة النبوية المؤكدة هي أداء (صلاة الخسوف).

ويجب أن تؤدي هذه الصلاة وقت الخسوف نفسه، لأن الحكمة منها أنها لهذا الخسوف، فإذا مر هذا الوقت ولم يصليها الإنسان المسلم، فلا يقضيها.

ومن المستحب كذلك التصدق، لأن النبي صلى اللّه عليه وسلم أمر بالعتق في وقت مماثل وهو وقت كسوف الشمس، وذلك في حديث روته السيدة أسماء بنت أبي بكر.