في البداية، فإننا نعتذر بسبب قسوة هذا التقرير، لكن عذرنا فيه أننا ما كتبناه إلا لننقل ولو جزء بسيط من معاناة أهلنا في غزة.
![]() |
| هنا غزة، حيث تتجسد المأساة في طفولة منتهكة بحثا عن الطعام وسط الحطام والركام والدم، الصورة لطفلة فلسطينية بعدسة جابر جهاد بدوان، CC BY-SA 4.0، via wikimedia commons. |
الجوع (باللغة الإنجليزية: Starvation)، هو عندما يحرم جسم الإنسان من الطعام لفترة طويلة حتى يعاني وفي كثير من الأحيان (يموت).
أما الموت بسبب الجوع فهو موت بطيء وقاسٍ للغاية، وفي النهاية لابد من أن يستسلم الجسم وينهار أمامه.
ما هي المدة التي يموت الإنسان بعدها بسبب الجوع؟:
علميا، لا يعرف الخبراء على وجه التحديد ما هي المدة التي يمكن أن يعيشها الإنسان بدون طعام، لأن الأمر يختلف من طبيعة جسد إلي آخر، وكذلك حسب ظروف المجاعة التي تعرض لها، بل والظروف المحيطة.
لا توجد تقديرات علمية للمدة التي يموت الإنسان بعدها بسبب الجوع، ببساطة لأنه من غير الأخلاقي إجراء تجارب مثل هذه على البشر، لكن يبدو أنه مسموح بذلك في غزة.
وفقا للسجلات التاريخية، هناك أشخاص تمكنوا من البقاء على قيد الحياة دون طعام أو شراب لمدد تراوحت بين 8 إلى 21 يومً.
ففي البداية ومع ندرة الغذاء، يبدأ الجسم في استهلاك احتياطياته، وتبدأ رحلة الجوع بشعور الإنسان بأن طاقته تقل كلما مر الوقت عليه بدون طعام.
يضطر الجسم هنا إلي حرق الدهون، في مرحلة لاحقة ومع استمرار الجوع، يبدأ في حرق العضلات نفسها، وفي النهاية تبدأ الأعضاء الحيوية في الفشل.
وبشكل عام، تعتمد المدة التي يمكن أن يعيشها الشخص دون طعام أو ماء على عدة عوامل مختلفة، مثل عمر الفرد، حالته الصحية، هل هناك كمية طعام تتوافر له ولو على فترات ام لا؟.
وهكذا فإن البداية هي نقص التغذية، ثم سوء التغذية الحاد وفي النهاية الجوع، حيث لا يستطيع الجسم أن يستمر في الحياة.
الذي يجعل الأمر أكثر سوءاً في غزة أن الفلسطينيين يموتون جوعا، ويموتون حتى وهم يتلقون المساعدات بنيران الجيش الإسرائيلي أو حتفا بسقوط المساعدات التي تلقي عليهم من الجو فوق رؤوسهم.
التجويع جريمة حرب:
في عام 2016 وصف الأمين العام للأمم المتحدة وقتها (بان كي مون) الوضع في سوريا بأنه "جريمة حرب" بسبب محاصرة المدنيين ومنع الطعام عنهم فيما عرف باسم (حصار مضايا).
منذ أكتوبر 2023، تستخدم إسرائيل التجويع كسلاح ضد الفلسطينيين في غزة، دون أن يعاملها العالم كما كان يعامل نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
إذا أعدنا تصريح بان كي مون وقتها، سنجد أنه ينطبق بشكل كامل على الوضع في غزة، حينما وصف المسنين والأطفال والرجال والنساء في مضايا قائلا: ((كانوا نحيفين، يعانون من سوء تغذية حاد، وضعفاء لدرجة أنهم بالكاد يستطيعون المشي، ويائسين للغاية للحصول على أي لقمة)).
