في منطقة تتوسط بين محافظة تثليث ومحافظة وادي الدواسر تقع منطقة اسمها المقر.
![]() |
مجسم حجري يعتقد أنه يمثل الحصان، ضمن ما تم العثور عليه في (المقر)، الصورة من: Heritage Commission، CC BY-SA 4.0، via wikimedia commons. |
إنها موطن حضارة يعتقد أن تاريخها يعود إلي أكثر من تسعة آلاف عام من عصرنا الحالي، أي ٧٠٠٠ آلاف عام قبل الميلاد.
كيف تم اكتشاف حضارة المقر؟:
نحن الآن في عام ٢٠١٠.
((مطلق بن قبلان)) وهو مواطن سعودي أراد حفر بركة من المياه لسقى جماله، أمر باستدعاء حفارة وعدد من براميل وقود الديزل من الطريق إلي أماكن الرعى التي ورثها عن أجداده في جنوب غرب المملكة العربية السعودية.
كان المكان الذي اختاره يقع وسط وديان تشبه أصابع اليد تمتد مخترقة التلال الرملية المنخفضة، بالقرب من آثار لشلال قديم، مما أعطى إشارة إلي أن هذا المكان وقبل آلاف السنين، كانت الطبيعة فيه توفر من المياه أكثر من مجرد بركة، وأن هذه الأرض بالفعل كانت أرضًا خضراء زاخرة بالغابات والمراعي والخصوبة.
ويبدو أن الإشارة كانت صحيحة..
عندما بدأ الحفر، عثر مطلق بن قبلان وعماله على اكتشافات تشبه الخيول بالإضافة إلى أدوات ترويضها.
ومنذ تلك اللحظة انطلقت عمليات التنقيب لتكشف لنا عن حضارة عمرها 9000 عام .. اسمها (المقر).
هل حضارة المقر سعودية؟:
قبل 9000 عام، وخلال العصر الحجري، نشأت حضارة المقر في المنطقة التي تسمي في عالمنا اليوم (السعودية).
تشير الاكتشافات التي تم العثور عليها، أنه هناك وفي (المقر) بدأ تدجين الخيول وجعلها مستأنسة، لذا فيمكننا ونحن الآن نعيش في عام ٢٠٢٥ أن نصفها "مجازا" بالسعودية.
وإن كان التوصيف الأدق من الناحية التاريخية سيكون أنها حضارة من حضارات شبه الجزيرة العربية، خصوصا أن الإمام محمد بن سعود أسس الدولة السعودية الأولى في الدرعية قبل ثلاثة قرون فقط.
كم عمر حضارة المقر؟:
في حين أن معظم التقارير تتحدث عن أن عمر حضارة المقر هو تسعة آلاف عام، فإن فريق بحثي من جامعة أكسفورد البريطانية زار المنطقة الجغرافية التي تقع بها آثار المقر وجمع من هناك عدد من العينات.
أظهرت نتائج الاختبارات التي جرت في العام 2010، واستخدم بها الكربون المشع عن عمر يصل إلى 8000 عام.
هل المقر تعتبر حضارة؟:
قبل اكتشاف المقر، كان جميع علماء وخبراء الآثار يعتقدون أن الخيول استأنست قبل ٥٥٠٠ عام في كازاخستان.. يمكنكم في هذا الصدد الإطلاع على تقريرنا: ((الخيول العربية الأصيلة.. أنسابها وصفاتها وتاريخها من خيل نبي اللهُ سليمان إلى مروان الشقب)).
لكن ما حدث أن الجميع أعاد توجيه بصره إلي المقر، إذ أشارت الآثار هناك أنه قد يكون من عاشوا في المقر قبل ثمانية أو تسعة آلاف عام هم أول من جعلوا الخيول مستأنسة، وأنهم مارسوا الزراعة، كما أنهم تركوا لنا بعض المنحوتات التي تشير إلي أن قوما ما كانوا هناك ذات يوم.
لكن هل هذا يكفي لوصف (المقر) بالحضارة؟. نعتقد أن الأمر يحتاج إلي مزيد من التدقيق .. ونترك لكم الإجابة برأيكم في التعليقات.