في مقر المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر والمعروف اختصارا (الكابينت)، وفي حين كان شهر مايو / آيار 2025 يبدأ أيامه الأولى، تقرر انطلاق أعنف وأشد عملية عسكرية ضد قطاع غزة منذ بدء هجوم السابع من أكتوبر الذي يعرف باسم (طوفان الأقصى).
 |
| وكأن إسرائيل لم يكفيها كل هذا الخراب فقررت شن ما هو أعنف من كل ما سبق، صورة تظهر الدمار في مدينة رفح الفلسطينية، التقطت بتاريخ 21 يناير 2025، الصورة من وكالة الأونروا، under CC BY-SA 4.0، via wikimedia commons. |
وكعادة الإسرائيليين في إعطاء أسماء لعملياتهم العسكرية، (طالع تقريرنا: "الإغارة الإسرائيلية على مطار عنتيبي.. عملية الدم من أجل الزوفا)"، وهذه المرة تقرر تسمية هذه العملية باسم (عربات جدعون) أو (مركبات جدعون)، فمن هو جدعون وما هي عرباته؟.
عربات جدعون:
في اسرائيل اليوم يعتقدون أن جيشهم مثل (جدعون) المذكور عندهم في التوراة، يقاتل من أجل نفس القضية، إنهم يقاتلون (الشر).
كان (جدعون بن يوآش) نبيا من أنبياء بني إسرائيل تزامن وقت بعثته مع فترة حاد فيها قومه عن الصراط المستقيم، فأرتكبوا الكبائر بل وزادوا على ذلك بالشرك بالله.
وفي وسط ذلك ضعفت شوكتهم، وتسلطت عليهم الشعوب المحيطين بهم وخصوصا (الْمِدْيَانِيِّين) أو قوم مدين الذين كانوا يعيشون في شمال الجزيرة العربية حاليا، وقد ذكرت قصتهم مع نبي الله (شعيب) عليه السلام في القرآن الكريم.
كانت خطوة النبي (جدعون) بتحطيمه صنم بعل بمثابة الشرارة التي أشعلت الحرب، وتذكر المصادر التاريخية أنه من بين ٣٢ ألف رجل من بني إسرائيل لم يبق مع نبيهم جدعون إلا ٣٠٠ فقط توجهوا معه للقتال ضد قوم مدين.
أظهر النبي جدعون في حروبه التي قاد فيها بني إسرائيل عبقرية عسكرية استثنائية وابتكر تكتيكات وطرق قتالية، وكان من بينها إدخال (العربات) في القتال، ومن ذلك اشتق اسم العملية التي تشنها إسرائيل حاليا ضد قطاع غزة وسكانه.
هذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها اسم (جدعون) في عملية عسكرية إسرائيلية.
فقبل عدة أيام من تأسيسها، وبالتحديد ليلة ١٠ / ١١ مايو ١٩٤٨ بدأ لواء غولاني عملية تحمل ذات الأسم، شن فيها هجوما على مدينة بيسان وهدد قائده زعماء المدينة بالتهجير منها أو تسويتها بالأرض.
في اليوم التالي، استسلمت المدينة رسميًا، وفرّ جميع سكانها بحلول ١٥ مايو وهو يوم التأسيس تماما.
أهداف إسرائيل من عملية (عربات جدعون):
حددت الحكومة الإسرائيلية لجيش الاحتلال هذه الأهداف لتحقيقها من خلال شن عملية مركبات جدعون:
- السيطرة الكاملة على قطاع غزة.
- هزيمة حماس وتدمير ما تبقي من بنيتها العسكرية.
- تركيز سكان قطاع غزة في الجنوب.
- تشجيع الهجرة بمسماها الإسرائيلي، و (التهجير القسري) بحقيقته الواقعية.
- تحرير من تبقي حيا من الرهائن واستعادة جثث القتلى منهم، وهو أمر مهم جدا في الشريعة اليهودية.
الخطة المصرية وعائلات الأسرى مقابل عملية عربات جدعون:
في ذات الوقت، تحاول القاهرة إيقاف الهجوم الإسرائيلي على غزة وذلك على خلفية تجديد المفاوضات في العاصمة القطرية الدوحة.
داخل إسرائيل تحاول عائلات الأسرى محاولة يائسة لوقف الهجوم وحجتهم في ذلك أنه قد يؤدي إلى مقتل المختطفين ويقضى على فرص إعادة جثث الموتى.
