من هي رملة بنت أبي سفيان؟ قصة (أم حبيبة) زوجة رسول اللّه

عندما بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، تصدي له الكثيرين من أهل مكة عامة وقريش خاصة.

رملة بنت أبي سفيان هي ذاتها أم المؤمنين أم حبيبة -رضي الله عنها- الأموية القرشية الكنانية، صورة من تصميم: Mohanad Kh، CC BY-SA 3.0، via wikimedia commons.

ومن بين أكثر من تصدوا له مكذبين، بل ومتعرضين له بالأذي والضرر، بعض من أقاربه، وعلى رأسهم أبو جهل، وأبا لهب، وأبو سفيان بن الحكم وأسمه الأصلي (صخر بن حرب بن أمية)، والأخير هو والد رملة نفسها.

أما عمتها فكانت أروى بنت حرب (أم جميل) زوجة أبو لهب، والتي وصفها القرآن الكريم بأنها حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد.

وكانت من المفارقة أن من بيوت هؤلاء، خرج بعضا من أبنائهم مؤمنين ببعثة خاتم الأنبياء والمرسلين، ومن بينهم كانت (رملة) بنت أبي سفيان، السيدة التي سيصل شأنها عظمة أن تزوجت من النبي صلى اللّه عليه وسلم، فأصبحت أما من أمهات المؤمنين.

من هي رملة بنت أبي سفيان؟:

كانت رملة بنت أبي سفيان من زوجته الأولى (صفية بنت أبي العاص)، وهي بذلك تكون أخت معاوية بن أبي سفيان من الأب، وليست شقيقته، فوالدة معاوية هي (هند بنت عتبة).

لكن هذه الأخوة، بين السيدة رملة ومعاوية، هي من اكسبته لقب (خال المؤمنين)، على اعتبار أنه أخو واحدة من أمهاتهن.

ويعتبر اسم رملة هو الأسم الأقل شهرة لها، إذ تذكر في أغلب الأحيان بلقبها وهو (أم حبيبة).

الهجرة إلي الحبشة:

لم يكن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم هو أول من تزوج بالسيدة رملة أو (أم حبيبة)، بل تزوجت قبله بعبيد الله بن جحش، وهو في ذات الوقت ابن عمة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم (أميمة بنت عبد المطلب).

مثلت بلاد الحبشة تحت حكم الملك العادل (النجاشي) ملاذا آمنا للمسلمين، بعيدا عن قبضة قريش وسطوتها.

وهذا الرجل ورد عنه روايتان، الأولى وهي الأضعف، تقول أنه قد تنصر في الحبشة عندما هاجر إليها وكانت معه زوجته وقتها (رملة بنت أبي سفيان).

وعندما نقول أنها الرواية الأضعف فلأنها رواية مرسلة، ومن الصعب اتهام رجل الأصل أنه صحابي بأنه قد أرتد برواية مرسلة ونترك الأصل وهو أنه كان مسلما.

أما الرواية الثانية وهي الأقوى، أنه مات في الحبشة على الإسلام، وأنه أوصى حين وفاته أن تتزوج زوجته من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.

زواج الرسول صلى اللّه عليه وسلم من رملة:

على أي حال، فسواء قد تنصر أو مات، وأغلب الظن عندنا أنه قد توفي مسلما، فإن الثابت أنه وبعد عودة (أم حبيبة) وهو لقب رملة بعد أن ولدت ابنتها (حبيبة) من زوجها الأول، قد تزوجت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وكان ذلك في السنة السادسة وقيل السابعة من الهجرة.

وقد دفع مهرها (النجاشي) ملك الحبشة، كهدية لرسول الله صلى اللّه عليه وسلم، وأرسل معها (شرحبيل بن حسنة)، لذا فإن الزواج تم وكانت -رضي الله عنها- لا تزال في الحبشة يومها.

بهذا الزواج جمعت السيدة رملة ثلاثة صفات تفردت بها عن كل زوجات النبي صلى اللّه عليه وسلم، أولها: أنها الأقرب نسبا إليه من جميع زوجاته، والثانية: أنها كانت أكثرهن مهرا، والثالثة: أنها كانت أبعدهن مكانا عنه صلي الله عليه وسلم حين تزوجها.

وقد روت أم حبيبة عددا من الأحاديث عن النبي صلى اللّه عليه وسلم، وروي عنها أخواها معاوية وعنبسة، وابن أخيها عبد الله بن عتبة، وعروة بن الزبير.