طائر البطريق (باللغة الإنجليزية: Penguin) .. إنه الطائر الذي يعتقد العلماء أنه يواصل الحياة على كوكبنا منذ 35 مليون سنة مضت.
ما هي صفات البطريق؟:
البطريق، الطائر الذي لا يطير، صورة من GRID-Arendal, Via Flickr. |
البطريق هو طائر من الطيور المائية، وبالرغم من أنه يصنف كطائر فإنه لا يطير، لكنه سباح خبير وغواص ماهر للغاية، وهذا طبيعي لأن البطريق يمضي نصف حياته على البر والنصف الآخر في الماء.
ذلك أيضا لأنه وببساطة فبدلا من الأجنحة تمتلك البطاريق زعانف، وكما قلنا عن مهارته في السباحة، فدعونا نؤكد ذلك بحقيقة أن بعض أنواع البطاريق يمكن أن تصل سرعتها في المياه إلي 15 ميل (ما يزيد عن 24 كم) في الساعة.
أما على البر، فيستطيع البطريق أن يسير بنفس سرعة الإنسان تقريبا.
وتقريبا تعيش جميع البطاريق في نصف الكرة الجنوبي، باستثناء نوع واحد هو بطريق غالاباغوس (باللغة الإنجليزية : Spheniscus mendiculus) الذي خالف جميع أبناء جنسه وأختار العيش شمال خط الاستواء.
على مدار حياتها على سطح الأرض تكيفت البطاريق لتعيش حياتها في المحيطات، وبمظهرها الممتلئ وأرجلها القصيرة وطريقة مشيها التي تجعلها تتمايل وهي تمشي بشكل مضحك، وانزلاقها على بطنها حينما يكون الجليد مناسبا لذلك، اكتسبت البطاريق شكلا مميزا جعلها محبوبة لدي الناس في جميع أنحاء العالم.
أنواع البطريق:
حسب الموسوعة البريطانية، فإن أنواع البطريق يبلغ عددها ما بين 18-21 نوعًا (مصادر أخرى تحصر البطاريق ما بين 17 - 19 نوع).
من أشهر هذه الأنواع:
- بطريق جنتو.
- طيور البطاريق الزرقاء الصغيرة، وتعيش في أستراليا ونيوزيلندا.
- البطريق الإمبراطور.
- البطريق الملك.
- البطريق الافريقي، وهو مهدد بالانقراض.
- بطريق روكوبر الجنوبي.
وبالرغم من أننا قلنا أن البطاريق تعيش بشكل شبه حصري في الجزء الجنوبي من كوكب الأرض، فقد يتبادر إلي الذهن أنها تعيش في (القارة القطبية الجنوبية).
بطريق من نوع البطريق الإمبراطور يقفز خارج المياه في القطب الجنوبي، صورة بعدسة المصور Christopher Michel، via wikimedia commons. |
هذا صحيح بشكل ما، لكن غالبية أنواع البطاريق تعيش بين خطي عرض 45 درجة و60 درجة جنوبًا حيث تنتشر هناك على مجموعات من الجزر المختلفة الحجم، تمضي حياتها وتتكاثر، وخصوصا النوعين اللذان يحملان أسماء تتصف بالمهابة والقوة ((البطريق الإمبراطور والبطريق الملك)).
للمفارقة، فإن البشر وعندما شاهدوا البطريق أول مرة لم يعرفوه بشكل دقيق.
كان ذلك عندما اكتشفه المستكشفين الأوروبيين في نهاية القرن السادس عشر، وحينها ظنوا أنه (الأوك العظيم).
كان الأوك العظيم طائرا يشبه البطريق إلي حد كبير، لكنه كان يعيش في قطب الكرة الشمالي، لذا كان مفهوم أن المستكشفين الأوائل خلطوا بينهما.
للأسف الشديد، انقرض الأوك العظيم في العام 1852 .. وما يؤسف أكثر أن أفعالنا نحن البشر قد تؤدي لإنقراض البطاريق كذلك.
سر اللون الأبيض والأسود في البطريق:
بالطبع نحن جميعا نذكر شكل البطريق بمجرد نطق اسمه.
باللونين الأبيض والأسود دوما ما يأتي في أذاهننا (معظم البطاريق ذات لون أسود من الظهر وأبيض من الأمام والأسفل) .. فما السر وراء هذا اللون؟.. سنعرف الحكمة من وراء بعد عدة سطور.
كما تحتوى طيور البطريق على ريش وزعانف تستخدمها في السباحة، ودوما ما تكون باللونين الأبيض والأسود.
في حالات نادرة تكون هناك ألوان أخرى للبطريق، معظمها يكون في قزحية العين الكبيرة وتكون باللون الأحمر، أو لون أصفر جميل حول رقبته ورأسه وصدره كما في البطريق الملك والبطريق الإمبراطور.
هناك أنواع أخرى لها مناقير حمراء اللون، أنواع لديها خصلات شعر صفراء في الحاجبين.
هل البطاريق مفترسة؟:
تتغذي معظم طيور البطريق على أسماك مثل (الكريل) و (الحبار) و (الجمبري) و (سرطان البحر) وأنواع أخرى من الأسماك والمخلوقات البحرية التي تصطادها البطاريق بواسطة منقارها وتبتلعها بالكامل وهي تسبح.
على لسان البطريق نجد ما يشبه الشوك، كما يتميز بقوة الفك، تساعده تلكا الصفتين في القبض على فرئاسه من الأسماك حتى لا تنزلق خارج فمه.
لون البطريق الذي تحدثنا عنه وبالتحديد أن بطنه بيضاء، يساعد على التمويه وهو يسبح في الماء بحثا عن وجباته .. حيث لا تستطيع فريسته ملاحظة اقترابه منها، ما يسهل له عملية اصطيادها.
معلومات عن البطاريق:
الحجم والوزن:
تختلف طيور البطاريق في حجمها ووزنها حسب نوعها، الاختلاف هنا كبير للغاية.
مثلا من حيث الطول، بعض أنواع البطاريق طولها 15 بوصة، فيما يصل طول أنواع أخرى إلى 3.5 قدم.
أيضا من حيث الوزن، هناك بطاريق وزنها يقل عن كيلو واحد (2 باوند)، وهناك أنواع يصل وزنها إلى 88 باوند أي نحو 40 كيلو، نتحدث هنا عن أكثر من 40 ضعف الوزن.
أكبرهم جميعا هو سيدهم (البطريق الإمبراطور) حيث يصل متوسط طوله إلي 45 بوصة (ما يساوي نحو 115 سم)، ويصل وزنه إلي 88 باوند.
أما صاحب أصغر أحجام البطاريق فهو المسكين المسمي البطريق الأزرق الصغير (باللغة الإنجليزية: Eudyptula minor) والملقب بالبطريق الخيالي، وربما نفهم سر لقبه حينما نعرف أن طوله يتراوح بين (12 - 13 بوصة) أي ما يعادل 30 : 33 سم، مع وزن يتراوح بين 1.2 : 1.3 كجم (2.6 : 2.9 رطل)، وعادة ما تكون الذكور منه أطول وأثقل قليلا من الإناث.
تعيش البطاريق الأكبر حجما بشكل عام في المناطق الباردة جنوب الكوكب، فيما نجد أن البطاريق الأصغر تعيش في المناطق ذات المناخ المعتدل أو الاستوائي.
العلماء يعتقدون أن بعض أنواع البطريق التي عاشت في عصور ما قبل التاريخ كانت أكبر حجما بكثير من البطاريق التي تعيش بيننا اليوم، وأن مقاييسها في ذلك الوقت كانت تعادل مقاييس إنسان بالغ في عصرنا الحالي.
خطر انقراض البطريق في القطب الجنوبي:
يواجه البطريق وقتا صعبا خصوصا في القطب الجنوبي، حيث يعاني هناك من ظروف قاسية قد تؤدي في النهاية إلي انقراضه.
كل هذا يحدث بالرغم من تراجع الأنشطة التي كانت تؤثر بشكل مباشر على أعداد البطاريق.
ففي القرن التاسع عشر، كان صيادين الحيتان وصيادين حيوان الفقمة يزورون الجزر التي تعيش فيها البطاريق، يبحثون عن بيضها ويصطادونها هي أنفسها لا لكي يأكلونها، بل لكي يستخدموا البيض واللحوم في صيد الحيتان والفقمة، كما ازدهرت لبعض الوقت صناعة (زيت البطريق) والتي كانت تستقبل أعدادا كبيرة من الطيور كل يوم.
اليوم توقف الناس عن هذه الأنشطة، لأنها لم تعد ذات جدوى اقتصادية كبيرة علاوة على أن معظم أماكن عيش البطاريق حاليا محميات طبيعية محظور فيها الصيد.
لكن ما يحدث الآن بسبب (الاحتباس الحراري) وارتفاع درجة حرارة الأرض تذوب الجبال الجليدية في القطب الجنوبي، ما يسبب إنهيار الأماكن التي كان يعيش فيها البطاريق، وتضطرهم للسفر بحثا عن أماكن للعيش لن تكون كالأماكن التي غادروها، وإذا استمر الوضع على هذا الحال فقد لا يجدونها أصلا.
وبحسب دراسة نشرتها (مجلة علوم القطب المتجمد الجنوبي) فهناك أكثر من 150 ألف طائر بطريق نفق مع فراخه الصغيرة بسبب الجوع والبرد والارهاق.
لا يمكن الرهان كثيرا على فقدان البطاريق بمثل هذه الأعداد خصوصا أن أعداد بعض الأنواع أصلا مثل (البطريق الإمبراطور) تقدر فقط بمئات الآلاف، وكل ما لدينا من بطاريق في عالمنا بالملايين..
فهل تنجو البطاريق من الانقراض .. ام تخسرها البشرية بيدها وتلحق بالأوك العظيم؟.