الجنرال إسحاق بريك الذي توقع طوفان الأقصى قبل حدوثه .. يحذر من اقتحام غزة بريا

كثيرة هي الأسماء التي اشتهرت في اسرائيل منذ صباح السابع من أكتوبر عندما شنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس هجومها الكبير ضد مستوطنات غلاف غزة، والذي عرف باسم (طوفان الأقصى).

إسحاق بريك وهو يحمل رتبة الجنرال، استمر يخدم بهذه الرتبة في جيش الاحتلال الإسرائيلي بين عامي 1994 : 1998، Public domain by the Israeli Defence Forces Spokesperson's Unit.

لكن اسم الجنرال المتقاعد (إسحاق بريك) ربما حظى باهتمام أوسع من قبل الكثيرين .. لما لا إنه الرجل الذي حذر قبل الجميع من وقوع الهجوم الذي لم يدر في خلد أي إسرائيلي باستثناءه هو وحده.

لكن أولا .. من هو إسحاق بريك هذا؟.

نبي الغضب:

إسحاق بريك، هو جنرال سابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي، شغل منصب (مفوّض شكاوى الجنود) في الجيش الإسرائيلي لمدة تقترب من 10 سنوات.

يبلغ الرجل حاليا من العمر 76 عاما، فهو من مواليد السابع من نوفمبر عام 1947 في كيبوتس (جال أون) الزراعي جنوب إسرائيل أي قبل إعلان تأسيس الدولة بستة أشهر فقط.

عمل إسحاق بريك ضابطا في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتدرج في الرتب خلال خدمته في سلاح المدرعات كقائد لواء وفرقة وقوات، كما شغل منصب قائد الكليات العسكرية الإسرائيلية.

وخلال تلك المدة حارب كقائد سرية في (حرب أكتوبر) عام 1973، وحصل بعدها على وسام الشجاعة العسكري الإسرائيلي. وحتى السنوات السابقة لخروجه على المعاش عرف عنه انتقاداته اللاذعة لمدى استعدادات الجيش الإسرائيلي لخوض الحرب.

حاليا ... يلقب إسحاق بريك في إسرائيل بلقب "نبي الغضب" كناية عن أن توقعاته تصيب ولا تخطئ.. وكأنه نبي يوحي إليه !!.

يبدو اللقب معبرا عن النفسية الإسرائيلية في الوقت الحالي، نفسية من يشعر بالخطر المحدق محيط به فيتلمس العون من قوة مؤيدة من الإله.

خلال السنوات الماضية، كان إسحاق بريك الذي أصبح حاليا زميل المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب، التابعة لجامعة رايخمان في هرتسليا، يصعد نبرة تحذيراته من أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قد تردي مستواه القتالي وأنه ملئ بالمشاكل الذي ستقود الكيان الإسرائيلي كله إلى "حافة الهاوية".

في نهاية ديسمبر 2018 على سبيل المثال، قال أن ما سماه "الشعب الإسرائيلي" سيدفع ثمناً باهظاً مقابل "التستر" على مدى استعداد الجيش الإسرائيلي للقتال وخصوصا إذا ما أشتعل على جبهتين في نفس الوقت.

وفي تصريحات له قبل الحرب مباشرة، وبالتحديد في 5 سبتمبر الماضي، قال أنه وبرغم أن "القيادة السياسية" تخلت عن أمننا فإنه سيواصل القتال ولا يضع نصب عينيه سوي أمن عائلته وأصدقائه ومن سماهم (مواطني البلد)... وأنه سيستمر في النضال حتى يأتي التغيير الذي أنتظره.

مصيدة ضخمة:

يعتمد الإسرائيليين حاليا على القصف الجوي بنظام الأرض المحروقة وتدمير كل شيء في غزة، حتى المستشفيات ومنازل المدنيين ومقرات الأمم المتحدة، Wafa (Q2915969) in contract with a local company (APAimages).

تحذير آخر أطلقه إسحاق بريك، لكن هذه المرة فيما يتعلق باقتحام غزة.

قال الجنرال الإسرائيلي: ((إذا دخل الجيش إلى غزة الآن فسيواجه تآكلاً في قدراته لأن حماس والجهاد الإسلامي أعدّتا نفسهما عسكرياً جيداً، وأعدوا لنا أفخاخا)).

تحذيرات إسحاق بريك لم تتوقف عند هذا الحد بل حذر كذلك من أن التدخل البري في غزة قد يؤدي لإنزلاق الأمور نحو الأسوء، وذلك في لقاءه مع راديو FM103 الإسرائيلي في اليوم الثاني من الحرب، الاحد 8 أكتوبر.

يومها قال في تصريحاته الإذاعية: "لسوء الحظ، كنت على حق، وآمل بشدة ألا أكون على حق أكثر، إذا اندلعت حرب إقليمية ولم نكن مستعدين لها، فإن الكارثة ستكون أكبر بمئات المرات".

مضيفا: "قبل أن نبدأ بالانتقام من حماس، علينا أن نخطط بطريقة متوازنة وأن نبدأ من الافتراض بأن عملية عسكرية من غزة يمكن أن تؤدي إلى حرب شاملة على خمس جبهات".

وفي مقابلة أخرى أجرتها معه القناة الثالثة عشر الإسرائيلية طلب الجنرال إسحاق من قائد المنطقة الجنوبية بجيش الاحتلال الإسرائيلي أن يتقدم باستقالته هو وقائد شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" على الفور ودون إنتظار نهاية الحرب.

ووصف الجنرال المتقاعد المتحمسين للهجوم البري بأنهم مجموعة من المغرورين الذين لا يفقهون شيئا عن الحرب.

وعلي ما يبدو فإن إسحاق بريك وجد من يستمع إليه هذه المرة، فوفقا لموقع "والا" وهو أحد المواقع الإسرائيلية فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد ألتقي به يوم الاحد 22 أكتوبر، والذي وافق اليوم السادس عشر للحرب.

فماذا سيحدث .. هل يستمع الصهاينة إلي نبي الغضب خاصتهم هذه المرة ام تقع تحذيراته صحيحة للمرة الثانية؟.

المعرفة للدراسات
المعرفة للدراسات
المعرفة للدراسات الإستراتيجية والسياسية، هي محاولة عربية جادة لتقديم أهم الأخبار العربية والعالمية مع التركيز علي تحليل مدلولاتها، لكي يقرأ العرب ويفهمون ويدركون. نمتلك في المعرفة للدراسات عددا من أفضل الكتاب العرب في عديد من التخصصات، لنقدم لكم محتوى حصري وفريد من نوعه. facebook twitter
تعليقات