من هو ذو القرنين .. قصته الكاملة بين القرآن والتاريخ

((وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ ۖ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا)) {الاية ٨٣ : سورة الكهف}.

عملة يونانية قديمة من فئة تترادراكم يظهر عليها الإسكندر الأكبر، كانت تستخدم في القرن الثالث قبل الميلاد، وتم إصدارها بعد وفاته، نلاحظ أن الإسكندر الأكبر فيها يرتدي قرنين في رأسه، العملة من معروضات المتحف البريطاني، المملكة المتحدة، public domain، via wikimedia commons.

نتحدث اليوم عن ذو القرنين أو ذي القرنين (باللغة الإنجليزية: Zulkarnain أو Dhu al-Qarnayn).

إنه ذلك الملك الذي خلد القرآن الكريم قصته، وقصها اللَّهَ عز وجل لعباده في محكم كتابه في سورة الكهف.

قصة تشغل عقول وألباب الكثيرين كل يوم وفي كل مكان في العالم، عن ذلك الرجل الذي ملك الدنيا فملئها عدلا، ولعل البشرية كلما عانت من وطأة الظلم، حنت دون أن تشعر لأيام كان فيها العدل بارزا وقويا.

والقصة بها العديد من الأحداث، منها ما يصلح كدروس مستفادة للأمة في كل زمان ومكان، الحكام منها والمحكومين، ومنها ما يتصل بأشراط وعلامات الساعة الكبرى، وبالتحديد ((يأجوج ومأجوج)).

لماذا سمي ذو القرنين:

هناك خلاف تاريخي عن عديد النقاط في قصة ذي القرنين، ومن تلك النقاط ما يتعلق بإسمه... ولماذا سمي بذو القرنين؟.

فذكر بعض المفسرين والعلماء أن سبب التسمية (ذي القرنين) يعود لأنه بلغ قرني الشمس (مشرقها ومغربها)، أي أنه بسط سيطرته ونفوذه وحكمه علي كوكب الأرض كله.

وإذا صح هذا التفسير، فإن ذو القرنين يكون قد اشترك في حكم العالم مع ملك آخر، لكن الرجلين كانا متناقضين تماما.

فالثاني هو ((النمرود))، ذلك الطاغية الظالم، والذي وصل به الأمر إلى حد إدعاء الإلوهية، وقد وردت قصته مع أبو الأنبياء إبراهيم -عليه السلام- في القرآن الكريم.

كورش الكبير،  هذه الرسمة متكررة في أكثر من مكان وحتى نقوش على الأحجار، ويظر فيها كورش الكبير وكأنه يرتدي شيئا ذو قرنين على رأسه، رسم توضيحي من "Illustrerad verldshistoria ، utgifven av E. Wallis. volume I": Relief of Cyrus. Ernst Wallis et al.

وقد صح عن مجاهد أنه قال : " ملك الأرض مشرقها ومغربها أربعة نفر : مؤمنان وكافران ، فالمؤمنان : سليمان بن داود وذو القرنين ، والكافران : بختنصر ونمرود بن كنعان ، لم يملكها غيرهم " رواه الطبري في "التفسير" (5/433).

كما ذكر ابن كثير أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي اللَّهَ عنه- قد سأله الناس عن ذي القرنين؟ فلم يقل: لم يكن نبيًا ولا رسولاً ولا ملكًا، ولكن كان عبدًا صالحًا. [تفسير ابن كثير: ٥/١٨٩].

ذي القرنين في القرآن الكريم:

وردت قصة ذو القرنين في كتاب اللَّهَ الحكيم، وبالتحديد في الآيات من ٨٣ حتى ٩٨ من سورة الكهف.

وسنرصد هنا هذه الآيات القرآنية الكريمة ، وتفسيرها، والحقيقة أن ما ورد في القرآن الكريم بشأن ذي القرنين، يكفي كل من يريد أن يعرف قصته، وذلك لأننا نؤكد هنا أن معرفتها ليست من الأمور التي سنحاسب عليها، ولن يسألنا اللَّهَ -عز وجل- هل تعرفون قصة ذو القرنين ام لا؟.

لكن معرفة هذه القصة هي من الأمور النافعة، لا بغرض التسلية أو التشويق، ولكن لنتعلم ولنعلم أولادنا وأحفادنا جيلا بعد جيل، الدروس والعبر المستفادة منها.

ونبدأ بقوله تعالى: { وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا } .. وهذا السؤال جاء لرسول اللَّهَ صلي اللَّهَ عليه وسلم أصلا من المشركين وأهل الكتاب، كواحد من الأسئلة التي يختبرون بها بعثته وصدقه ... فإذا كنت نبيا بالفعل أخبرنا قصته.

ويأتي الرد في الآية التالية مباشرة: ((إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا)).

وهذا يعني أن هذا الرجل كان ملكا قويا، أتاه اللَّهَ -عز وجل- أسباب القوة والتمكين.

في النهاية تبقي الحقائق المؤكدة عن ذو القرنين هي فقط ما ورد عنه في سورة الكهف، وما عدا ذلك يدور حوله الخلاف التاريخي، وإن كان كل ما لم يذكره القرآن الكريم إن وضعناه في منظور الفائدة، فإن معرفتنا بها من عدمها لن تضر أو تفيد.

وقد أخذ ذو القرنين بهذه الأسباب، واستعملها في نشر دين اللَّهَ، وتأمين الناس، والضرب على يد الظالمين، ونصرة الضعفاء، ولهذا نجد الآية التالية مباشرة، يقول فيها رب العزة: ((فَأَتْبَعَ سَبَبًا))، أي لم يجلس ويقول لقد أتاني اللَّهَ الأسباب، وسينصرني على أي حال، بل استخدمها في العمل.

ونوضح هنا أن الأسباب تشمل كل معاني القدرة بالنسبة لملك يحكم مملكة عظيمة وتشمل (القدرة العسكرية، القدرة المالية، القدرة العلمية)، فبرغم أنه وبفتح اللَّهَ عليه، وإعطائه الأسباب، كان سينتصر على أي حال، ولكنه عمل على تقويتها ودعمها وزيادتها، وهنا مكمن عظة وعبرة هامة، لعلنا جميعا نستفيد منها.

وهذا الفعل من ذي القرنين يتماشي كذلك مع موضع آخر من القرآن الكريم، وهو قوله تعالى في الآية ٦٠ من سورة الانفال: ((وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ)).

ونتابع مع آيات القرآن الكريم بشأن ذو القرنين، فنجد: ((حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا ۗ قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (٨٦) قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا (٨٧) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ ۖ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (٨٨)).

وهذه الآيات تكشف لنا عن عدة أشياء، وهي:

١- أن ذي القرنين قد توسع ملكه جغرافيا حتى بلغ مغرب الشمس، وبعيدا عن الخلاف التقليدي حول مكان مغرب الشمس هذا، فإن تلك الآية الكريمة تشير إلى القدرة العسكرية التي تمتع بها وبسط بها نفوذه وسيطرته على مساحات كبيرة من الأرض.
٢- العدل، فالظالمين سيعذبون ولن يتركهم أو يرحمهم جراء ما ظلموا الناس، فكأن قوته وملكه كله كان لبسط العدل على الأرض.
٣- الإحسان إلى الضعاف والمؤمنين، فكما أن الظالمين سيعاقبون، فإن الضعاف والمؤمنين سيحسن إليهم ويساعدهم، ولعلنا نقول هنا أن أول إحسان يستطيع ملك أو حاكم أن يقدمه للضعفاء والمظلومين في أي مكان أو زمان، هو إنصافهم ورد مظالمهم لهم، والضرب على يد الظالمين.

مع التوضيح أن معني عين حمئة في قوله تعالى: ((وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ))، أي: سوداء، لذا قال بعض المفسرين أنها أرضا تغرب فيها الشمس على مد البصر في تجمع لطين لزج ..(برك مياه وعيون مختلطة بالطين).

مشهد قبل غروب الشمس بدقيقة واحدة، Alvesgaspar، (CC BY-SA 3.0)، via wikimedia commons. 

ونتابع مع الآيات الكريمة ٨٩ : ٩١ من سورة الكهف، يقول تعالى: ((ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (٨٠) حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا (٩٠) كَذَٰلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (٩١)).

وفي تفسير هذه الآيات أن ذو القرنين وفي إطار حملاته لنشر العدل والحق ودين اللَّهَ، وصل إلى مكان وصفه القرآن بأنه (مَطْلِعَ الشَّمْسِ)، ووجد فيه قوم ليس بينهم وبين الشمس سترا، أي ليس لهم بيوت ومنازل تحميهم من الشمس.

وعن ذلك يقول سعيد بن جبير : كانوا حمرا قصارا ، مساكنهم الغيران ، أكثر معيشتهم من السمك.

ولعلنا نشير هنا إلى أن ذي القرنين قد بدأ بالوصول إلى مغرب الشمس ثم وأخذا بالأسباب التفت بجيشه إلى الجهة المقابلة، جهة الشرق، فلم يقعد ويقول لقد وصلت إلى نهاية العالم من هذه الناحية، وهذا إنجاز ضخم يكفيني، لكنه تطلع نحو الشرق لمزيد من الأرض التي ينشر في ربوعها العدل ويعلى كلمة الحق.

ذو القرنين ويأجوج ومأجوج:

من أبرز الأشياء التي قصها علينا القرآن الكريم بشأن ذي القرنين أنه كان السبب الذي سببه اللَّهَ -عز وجل- في وأد فتنة يأجوج ومأجوج، وحبسهم وراء السد.

سيكون السد الذي بناه ذو القرنين، الحائل الذي سيمنع يأجوج ومأجوج من الإفساد في الأرض والخروج للناس، وذلك إلى أن يقضي اللَّهَ أمرا كان مفعولا.

وقد جاء ذكر تلك الأحداث في القرآن الكريم في قوله تعالى: ((كَذَٰلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (٩١) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (٩٢) حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (٩٣) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (٩٤) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (٩٥) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (٩٦) فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (٩٧)).

وتنتهي الآيات الكريمة بذكر ما قاله ذي القرنين عقب إنتهاءه من بناء السد، ولنا أن نتخيل هذا الرجل بكل ما حوله من قوة وعتاد وإمكانيات، يقف ويري هذا البناء الهائل الضخم الذي قد اكتمل وتم، ثم يرجع كل هذا لرحمة اللَّهَ ، ولعل سبحانه وتعالى قد أخبره أن هذا السد سيبقي حتى ينهار مع علامات الساعة الكبرى وخروج يأجوج ومأجوج.

((قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (٩٨)).

الخلاف حول ذو القرنين:

لقد كان في قصصهم عبرة لأولى الألباب

نود هنا أن نقول أن (الخلاف حول ذي القرنين) هو خلاف لا ينبغي على الإطلاق أن يشغل بالنا كثيرا، فهو أمر لن ينفعك كثيرا إذا عرفته ولن يصيبك الضرر إذا كنت جاهلا به.

ومع ذلك فإننا سنشير إليه بشكل سريع، إرضاء لروح حب المعرفة والشغف، الكامن في نفس الإنسان والبشر عموما.

ويبدأ الخلاف حتى على المقصود بلقبه أو اسمه (ذو القرنين)، هل كان ذلك نتيجة ضربتين فوق رأسه خلال معاركه، واحدة على اليمين والأخرى على اليسار، ام أن الرجل كان يرتدي شيئا له قرنين فوق رأسه، أو تشويه خلقي؟.

بينما ذكر بعض المفسرين والعلماء كما قلنا أن سبب التسمية (ذي القرنين) الحقيقي يعود لأنه بلغ قرني الشمس (مشرقها ومغربها)، أي أنه بسط سيطرته ونفوذه وحكمه علي كوكب الأرض كله، وبشكل عام فإننا لا نعتقد أن هذه الأمور مهمة للبحث والاستفاضة فيها.

وقد ذهب بعض إلى القول بأن ذو القرنين هو (كورش الكبير)، إنه أول ملوك الفرس في التاريخ، والذي استطاع توحيد الفرس الذين كانوا مجرد قبائل متناثرة، ليصبحوا الإمبراطورية الفارسية، أحد أعظم إمبراطوريات التاريخ.

في حين يقول أصحاب رأي آخر إلى أن ذي القرنين كان هو نفسه (الإسكندر الأكبر) ذو الأصول اليونانية المقدونية، والذي استطاع بجيوشه هزيمة الفرس وسيطر على مصر وبلاد الفينيقيين بعدها (سوريا ولبنان وفلسطين المحتلة حاليا)، ثم واصل زحفه بجيوشه إلى قلب آسيا، ويعتقد أنه قد وصل إلى بلاد السند (حاليا إقليم من أقاليم باكستان).

ويستدل من يذهب إلى أن ذو القرنين هو نفسه الإسكندر الأكبر، على تمييز الإسكندر بين الناس على أساس الخير والشر، وهو نفس معيار التمييز الذي ورد في القرآن الكريم.

وهكذا، فقد تكون الروايات التاريخية عن شخصية ذو القرنين الحقيقية قد حرفت، وأنه بالفعل أحد هذين الرجلين، وقد تكون مجرد محاولات غير صحيحة لربطه بشخصيات تاريخية معروفة.

نقش باسم ذو القرنين، Yethrosh، (CC BY-SA 4.0)، via wikimedia commons.

فعلي سبيل المثال، يستدل أصحاب كلا الرأيين بنقوش وآثار وعملات تاريخية، يظهر فيها كورش الكبير والإسكندر الأكبر وهما يرتديان قرنين.

لكن قد يرد على ذلك بأنه من المقبول منطقيا تماما أن كلا الرجلين جاءا في عصر تالي لذي القرنين، وحاول كل منهما أن يتخذ صورته، وهو أمر تكرر كثيرا في التاريخ ((التشبه بالعظماء السابقين)).

على أي حال، فمن المهم إذا أعجبتك شخصية ذي القرنين أن تحاول أن تكون مثله، لا أن تكون ملكا، بل أن تأخذ بالأسباب دوما في حياتك، وأن تكون عبدا صالحا، وأن تثق قبل ذلك أنك حتى إذا نجحت في العمل بعد الأخذ بالأسباب، أن ذلك رحمة من ربك.

قال ابن كثير فى البداية والنهاية "ذكر الله تعالى ذا القرنين هذا وأثنى عليه بالعدل، وأنه بلغ المشارق والمغارب، وملك الأقاليم وقهر أهلها، وسار فيهم بالمعدلة التامة والسلطان المؤيد المظفر المنصور القاهر المقسط، والصحيح  أنه كان ملكا من الملوك العادلين".

إننا نؤكد في نهاية هذا التقرير، أن القصص الواردة في كتاب اللَّهَ، ليست معرفة الحوادث التاريخية، بل استلهام العبر والدروس منها، وهذا ما جاء في قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الأَلْبَابِ} (يوسف: ١١١).

ولعلنا نطبق ذلك في دراستنا العادية للتاريخ، لنحوله كما حولته الأمم المتقدمة، نبراسا وهاديا وكنزا لتكرار الصواب، وتلافي الأخطاء، ونتخلص من بلاء احتقار التاريخ الذي إصيبت به الأمة، حتى أن بعض مثقفيها أو مدعين الثقافة فيها اعتبروا التاريخ علما لا يسمن ولا يغني من جوع.

المعرفة للدراسات
المعرفة للدراسات
المعرفة للدراسات الإستراتيجية والسياسية، هي محاولة عربية جادة لتقديم أهم الأخبار العربية والعالمية مع التركيز علي تحليل مدلولاتها، لكي يقرأ العرب ويفهمون ويدركون. نمتلك في المعرفة للدراسات عددا من أفضل الكتاب العرب في عديد من التخصصات، لنقدم لكم محتوى حصري وفريد من نوعه. facebook twitter
تعليقات