قالت وكالة بلومبرغ الأمريكية الشهيرة أن الملياردير الأمريكي البارز سام بانكمان فرايد يعكف حاليا على محاولة إيجاد حلول لمشكلات قرصنة العملات المشفرة.
سام بانكمان فرايد، ملياردير أمريكي شاب حقق ثروته من تجارة العملات المشفرة، Cointelegraph، (CC BY 3.0)، via wikimedia commons. |
ويعد سام بانكمان فرايد أحد أشهر المستثمرين في مجالات العملات المشفرة بثروة تبلغ ١٨,٥ مليار دولار أمريكي وفقا لأرقام أكتوبر ٢٠٢٢.
اختراق العملات المشفرة:
وفقا لخطط الملياردير الشاب الذي يختصر اسمه عادة إلى SBF وهي الحروف الأولى من اسمه، فإنه على استعداد لدفع مبالغ تصل إلى ٥ مليون دولار أمريكي من أجل تقليل حجم وتأثير نشاط القرصنة على العملات المشفرة.
إذن فالأمر مهم للغاية خصوصا لرجل مثل ( سام بانكمان فرايد)، إنه أحد مؤسسي بورصة FTX ، وهي منصة إلكترونية تتيح بيع وشراء العملات المشفرة بشكل فوري.
إذن يتعلق الأمر بالحفاظ على مصدر ثروة سام بانكمان فرايد ومثله الكثيرون، وكذلك وقف الخسائر المتتالية لسوق العملات المشفرة بسبب هجمات القرصنة.
منذ يناير حتى أكتوبر ٢٠٢٢، تم نهب أكثر من ٣ مليار دولار نتيجة لعمليات القرصنة على العملات المشفرة.
مكافأة للقراصنة الإلكترونيين:
المثير في أمر الخمسة ملايين دولار أمريكي التي خصصها سام بانكمان فرايد، أنها لن تذهب مثلا لشركات تعزيز الأمن والحماية على الإنترنت ولا لجلب متخصصين لزيادة أمان بورصة FTX التي شارك في تأسيسها حتى أصبحت واحدة من أهم البورصات التي يباع ويشتري فيها عملات مثل بيتكوين، إيثر، سولانا، دجكوين، وغيرها من العملات المشفرة.
لن يتم تخصيص هذه الملايين الخمس من الدولارات لمواجهة القراصنة وعمليات الاختراق الاستغلال التي ابتليت بها صناعة تعدين العملات المشفرة بل كحد أقصى للمكافآت التي تعطي للمهاجمين والقراصنة.
نعم لقد قرأت ذلك بشكل صحيح، ستمنح هذه المبالغ إلى القراصنة الإلكترونيين.
بل قد نزيدك من الشعر بيتا حينما نقول أن قرار الملياردير سام بانكمان فرايد، يعد بمثابة تدخل لتحجيم الأرباح التي تمنح للقراصنة.
فقبل عدة أيام فقط، كان أحد القراصنة الذي نجح في التسلل إلى تطبيق مانجو وهو أحد التطبيقات التي تعمل في مجال التمويل اللامركزي Mango decentralized-finance application، قد أنهى اتفاقا مع التطبيق حصل بموجبها على ٤٧ مليون دولار أمريكي من أصل ١٠٠ مليون دولار تقريبًا، كان قد قام باستنزافها من التطبيق.
إذن فإن وضع أمان العملات المشفرة قد أصبح مهلهلا ومخترقا لدرجة أن أحد أشهر أقطابه في العالم قد أعلن -ولو ضمنيا- الاستسلام لعمليات القرصنة والاختراق وأنه لن يستطيع إيقافها، وأقصى ما يمكنه فعله هو تحديد سقف المبالغ التي تدفع للقراصنة والمتسللين.
معيار ٥ - ٥ :
سام بانكمان فرايد، اقترح ما أسماه معيار ٥ - ٥ أو “5-5 standard”.
بحسب معيار ٥ - ٥، يحتفظ المخترقون إما بنسبة ٥٪ من المبلغ الذي أخذوه من الاختراق، أو ٥ ملايين دولار ، أيهما أقل.
وقد تندهش عزيزي القارئ عندما تعلم أن من شروط تنفيذ هذا المعيار أن يكون المخترق (يتصرف بحسن نية)، وينوي التعاون وإعادة معظم الأصول التي استولى عليها !!! ، وكأننا أمام اللص الشريف أو روبن هود.
لكن هذه الدهشة قد تختفي أو تتراجع قليلا عندما تعلم أنه وفي مجال العملات المشفرة يُنظر إلى المهاجمين أحيانًا على أنهم قراصنة ذوو قبعة بيضاء أو white-hat hackers.
إنه مصطلح يشير إلى القراصنة الذين يسعون إلى الكشف عن نقاط الضعف في التطبيقات والمواقع مقابل مكافأة بدلاً من تحقيق مكاسب خبيثة أو السرقة، إنهم هكذا عكس قراصنة القبعة السوداء وهم مجرمون يخترقون شبكات الكمبيوتر بنية مؤذية، ويمكن أن يقوموا كذلك بنشر برمجية خبيثة تدمِّر الملفات أو تسرق كلمات المرور أو أرقام البطاقات الائتمانية وأي معلومات شخصية أخرى.
وكتب ( سام بانكمان فرايد ) أن هذا المعيار سيقلل من نسبة اختراقات العملات المشفرة بنسبة تزيد عن ٩٨٪ ، ومع ذلك فقد أضاف أنه غير متأكد من النسبة أو المبلغ الصحيح الذي يجب ربط هذا المعيار به.
وبحسب بيانات نشرتها شركة Chainalysis Inc المتخصصة في "تقنية بلوك تشين Blockchain"، فإن معظم عمليات الاختراق هذا العام استهدفت منصات التمويل اللامركزي المعروفة اختصارا DEFI.
هذه المنصات تمكن المستثمرين في العملات المشفرة من التداول والاقتراض والإقراض، دون استخدام وسيط مركزي.
هذه الهجمات المتلاحقة من القراصنة تلقى على عاتق كبار مشغلي ومستثمري العملات الرقمية مسؤولية إيجاد حلول لحماية العملات المشفرة وحماية أسعارها وكذلك منصات التمويل اللامركزي DEFI التي ينظر إليها باعتبارها عامل مهم في تحقيق طموح التوسع في استعمال العملات المشفرة.
وبينما قد تتمحور الأفكار التقليدية في حماية العملات المشفرة حول تحديث وتقوية أنظمة الحماية، أو حتى تشديد العقوبات، مثل استعداد أحد أقطاب هذه الصناعة دفع مبالغ مالية مقابل تحجيم خسائر القرصنة والاختراق حلا لم يشهده العالم من قبل.