يبدو أن أحداث اليوم الثالث من الغزو الروسي لأوكرانيا جاءت بأنباء جيدة بعض الشيء بالنسبة للأوكرانيين.. تمكنت القوات الأوكرانية المدافعة عن كييف من صد الهجوم الروسي.. وتتحدث بعض التقارير عن احتمالية ولو ضئيلة لشن هجوم أوكراني مضاد على القوات الروسية التي تحاصر العاصمة الأوكرانية منذ اليوم الأول لبدء الحرب.
مركبة محترقة في أحد ضواحي العاصمة الأوكرانية كييف حيث تدور معارك قتال شرسة بين القوات الروسية والمدافعين الأوكرانيين. |
هذا وقد شارك الآلاف من المدنيين الأوكرانيين في الدفاع عن العاصمة، وتلقوا السلاح من الحكومة الأوكرانية التي وزعته على كل من يرغب في الإشتراك في المقاومة.. وبشكل عام لا يمكن لأي مراقب أن ينكر تصاعد حالة المقاومة في جميع أنحاء أوكرانيا.
صد الهجوم الروسي على كييف:
تفيد الأنباء الواردة من كييف أن قوات الجيش الأوكراني مدعومة بالآلاف من المتطوعين قد استطاعت بالفعل استعادة السيطرة على عدد من الشوارع، بعد أن حاولت القوات الروسية ومن بينها جماعات ترتدي أزياء مدنية (تطلق عليهم الحكومة الأوكرانية الجماعات التخريبية) دخول المدينة في وقت وقت مبكر من يوم السبت ، بينما استمرت الضربات الجوية الروسية وعمليات الإنزال الجوي والتقدم المدرع في جميع أنحاء البلاد.
ففي اليوم الثالث من الحرب التي أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بهدف الإطاحة بالحكومة الأوكرانية المنتخبة وإنهاء تحالفها مع الغرب ، قاتلت القوات الأوكرانية بضراوة على جميع الجبهات ، حيث أكد كل جانب أنه تسبب في خسائر فادحة للطرف الآخر.
برغم ذلك، تبقي الحقيقة المؤكدة أن القوات الأوكرانية صمدت في كل المدن الرئيسية ومنعت القوات الروسية من السيطرة على أيا من تلك المدن.
وفي خطوة تهدف لمحاولة كشف أكبر عدد ممكن من المتسللين الروس إلي داخل كييف، أمر عمدة المدينة فيتالي كليتشكو بفرض حظر تجول حتى صباح يوم الاثنين، مع اعتبار أي شخص يخرق هذا الحظر عدوا وسيتم إطلاق النار عليه فورا.
وفي خطاب حرص كعادته على أن يكون مليء بتحريض مواطنيه وجيشه على القتال، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب ألقاه مساء يوم السبت: (سنقاتل بكل ما نستطيع من أجل الدفاع عن بلدنا).
وأضاف في الخطاب الذي بثه التلفزيون الأوكراني: (الأوكرانيون واقفون على أرضهم ولن يتنازلوا عنها أبدًا لأي شخص).
وقال مسؤول عسكري كبير في حلف الناتو أن الروس لا يقولون الحقيقة عندما يتحدثون عن أن سبب تقدمهم البطئ في المعركة بسبب اتاحة الفرصة للمفاوضات مع أوكرانيا.
مضيفا أن الجيش الروسي يواجه مشاكل منها نقص وقود الديزل اللازم لتحرك دباباته ومدرعاته، بخلاف أن العديد من وحداته تفتقر للروح المعنوية اللازمة للقتال.
كما نشرت وزارة الدفاع الأوكرانية عبر موقع فيسبوك فيديو قصير قالت أنه تم تصويره عند بلدة إيفانكيف، ويظهر فيه عدد من الجنود والمدرعات الأوكرانية، وعلى بعد مسافة قصيرة اشتعلت النيران في مركبتين يبدو من الفيديو أنهما روسيتان. ويسمع أحد الجنود الأوكرانيين يقول : "كل من يأتي إلينا بسيف سيموت بحد السيف".
فيديو يظهر فرحة وحماسة عدد من الجنود الأوكرانيين بعد تدميرهم مركبتين مدرعتين للقوات الروسية، ويظهر أحدهم حاملا منظومة NLAW التي زودت بريطانيا أوكرانيا بالآلاف منها، وهي منظومة متطورة مضادة للدبابات والدروع.
فرنسا أنضمت لقائمة الدول التي أعلنت عن تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا لمساعدتها في صد الغزو الروسي.. وأضافت إليها الوقود كذلك.
حتى المستشار الألماني أولاف شولتز، فقد كشف عن أن بلاده التي كانت تتمتع بعلاقات اقتصادية متميزة مع روسيا، قد تغلبت على ترددها، وسترسل هي أيضا مساعدات عسكرية لأوكرانيا بشكل مباشر.
كما منحت ألمانيا الإذن لإستونيا بإرسال مدافع هاوتزر ألمانية الصنع كانت إستونيا قد استوردتها منها في وقت سابق، إلى أوكرانيا.
أيضًا أعلنت بلجيكا وهولندا أنهما ستزودان أوكرانيا بمعدات عسكرية للدفاع عن نفسها من العدوان الروسي ، في عكس سياستهما السابقة المتمثلة في تقديم مساعدات لا تشمل الأسلحة القتالية.
وكان الجيش الروسي قد أعلن يوم السبت أن قواته التي تقاتل في أوكرانيا قد تلقت أوامر بتوسيع التقدم في أوكرانيا وفتح جميع الجبهات، فيما اعتبره الكثيرون تأكيدا على شراسة المقاومة الأوكرانية وعلى أن الروس يواجهون متاعب جمة بالفعل.
وبحسب صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية فإن الروس قد دفعوا بالفعل بمعظم قواتهم التي حشدوها على الحدود الأوكرانية والبالغ عددها ١٥٠ ألف جندي، بعدما كانوا يكتفون خلال أول يومين من القتال بثلث هذا العدد فحسب، وإن ظلت الأولوية الروسية الواضحة هي السيطرة على العاصمة الأوكرانية كييف.