منذ عدة سنوات، وبدأت موجات الاحترار العالمي تتزايد، أصبح فصل الصيف أكثر سخونة في كل أنحاء العالم تقريبا.
زيادة الغازات الدفيئة والانبعاثات الحرارية التي تصدر عن العديد من أنشطة الإنسان، جعلت هذا الكوكب مكانا أكثر سخونة، ولا نحتاج لتتبع ذوبان الجليد الدائم في القطبين لكي نشعر بذلك، فأيام الصيف التي نعيشها خير دليل.
شخص يستخدم جهاز تكييف محمول في مكتبه. |
وبدأ الإنسان كعادته يبحث عن حلول لمواجهة ذلك... وبالطبع فإن أحد أفضل الحلول نجاحا لمواجهة قيظ حر الصيف هو "أجهزة التكييف".
مشكلة الحيز المكاني:
لكن أجهزة التكييف بطبيعتها تتسم بالثبات، إذ يتم تركيبها في مكان معين، لكنها لا تتحرك مع الإنسان إلي حيث يحتاجها.. وحتى النماذج المتحركة منها، هي نماذج كبيرة الحجم لا يمكن نقلها الا داخل المنزل أو حتى إلي حديقته، وفي أفضل الحالات وضعها في حقيبة السيارة، اذا ماكان الشخص أو أسرته ذاهبين لمكان خارج منزلهم، وهو أمر غير عملي ويفتقر للفاعلية.
ربما كان وضع تكييف في مكان محدد يناسب الوقت الذي اخترع فيه السيد "ويليس هافيلاند كارير" أول وحدة تكييف هواء في العالم مطلع القرن العشرين، في ذلك الوقت كان الجو لا يحتاج للتكييف بكثرة، بل كان التكييف نفسه رفاهية لا ينالها إلا علية القوم.
هذا الالتزام بحيز مكاني معين، لم يعد يناسب عصرنا الذي أصبحت الحرارة فيه تصل لمستويات قياسية، وأصبحت أجهزة التكييف منتشرة بشكل كبير للغاية.
أما مراوح الهواء العادية، فإن كل ما تفعله هو تحريك الهواء... لكن ما الوضع إن كان الهواء ذاته ساخنا، وهو سيناريو كثيرا ما يحدث هذه الأيام. وفي سيناريو كهذا فإن الوضع مع مروحة الهواء سيكون أكثر سوءا.
وضع كهذا، جعل بعض الشركات تفكر في ابتكار حل جديد، في تكييف يمكن لكل شخص أن يحمله معه أينما حل وارتحل، لنصبح أمام أجهزة التكييف المحمولة صغيرة الحجم.
مميزات أخرى:
الشركات التي صممت أجهزة التكييف المحمولة، وضعت نصب عينيها جعل هذه الأجهزة لا تتميز فقط بحركيتها، وقدرة الشخص أن يحملها في حقيبته أينما ذهب، بل خططوا لهزيمة التكييفات التقليدية كذلك في نقطتين هامتين هما "السعر ، الصوت".
لكن لنكون منصفين، فقد يكون من الطبيعي مع صغر حجم هذه الأجهزة، وصغر مكوناتها، فمن الطبيعي أن تكون أقل ثمنا وصوتا في نفس الوقت.
لكن ما قد يهمنا في المعرفة للدراسات حول هذه المسألة، هو فكرة "الآثر البيئى". فأجهزة التكييف التقليدية من أشد أعداء البيئة، وفئة أجهزة التكييف صديقة البيئة لاتزال تخطو خطواتها الأولى.
فبخلاف ما تحتاجه التكييفات التقليدية من كميات هائلة من الطاقة، تصل في بعض دول الخليج العربي علي سبيل المثال إلي ٥٠ : ٦٠ ٪ من كامل استهلاك الطاقة في تلك البلاد وفقا لبيانات الأمم المتحدة، بينما بقية النسبة تستهلك في باقي نواحي الحياة وأنشطتها مجتمعة.
هذا يحتاج استهلاك كميات كبيرة من الوقود بمختلف صوره لانتاج الطاقة اللازمة لتشغيلها، بخلاف أن أجهزة التكييف أصلا من أكبر مسببات الغازات الدفيئة علي الكوكب، مع انتاجها غازات تعادل عشرات الأضعاف من غاز ثاني أكسيد الكربون.
لا ننسي بالطبع لحظات الصدمة حينما تصلك فاتورة استهلاك الكهرباء كل شهر، تنبأك عن مبلغ ضخم مستحق الدفع نتيجة استخدامك للتكييفات التقليدية.
الحل الشامل:
ما رأيكم اذن في جهاز تكييف صغير، أرخص من التكييفات التقليدية، بل أرخص حتى من بعض أنواع المراوح العادية من الماركات التجارية الشهيرة.
لا نتحدث هنا عن أجهزة لا تزال قيد التطوير، انها في الأسواق فعليا، بل إن شركة أمريكية واحدة نجحت هذا العام فقط في بيع أكثر من مليون وحدة.
جهاز يمكنك حمله معك في مكتبك أو محلك التجاري، في سيارتك القديمة التي حلمت كثيرا ان تكون مكيفة ولكنك لا تملك المال الكافي للشراء. جهاز تكييف تتنقل به كذلك داخل منزلك أينما ذهبت في أرجاءه، وكذلك سيكون مفيدا للغاية لأصحاب المهن الشاقة كعمال البناء وكذلك الحرفيين.
لن تحتاج إذن لمصاريف تركيب، ولفترات طويلة -تمتد لسنوات- لن تحتاج إلي دفع تكاليف لصيانته. ووفقا للشركات العاملة في هذا المجال، فإنه قادر علي تكييف الهواء بصورة أسرع من المكيفات التقليدية.
جيل جديد:
ظهر مؤخرا أيضا جيل جديد من تلك الأجهزة، مزودة بخزان ماء سعة ٢٠٠ مل "هذه سعة أقل من سعة عبوات المياه الغازية المعدنية-، كل ما عليك أن تضيف الماء من الصنبور، او اضافة قطع الثلج لبعض النوعيات التي تعمل بالثلج وليس بالماء، ثم تضغط علي زر التشغيل.
سيحتاج منك هذا الجهاز ملء خزان المياه يوميا، وهي عملية لا تستغرق إلا بضع ثوان فحسب، وسيمكنك وقتها أخذه إلي أي مكان تريد، بوزن يقل عن كيلو جرام واحد.
تعمل أجهزة التكييف المحمولة ببطاريات قابلة لاعادة الشحن بالكهرباء عبر وضع الشاحن الخاص بها في مقبس الحائط، مع دخلة USB تشبه تلك التي تستخدم لاعادة شحن هواتفنا الذكية، بقوة ٥ فولت.
نماذج في الدول العربية:
يصل سعر الوحدة الواحدة من أجهزة التكييف المحمولة في الولايات المتحدة الأمريكية إلي نحو ١٩٠ دولار أمريكي أو ما يعادل ٢٩٠٠ جنيه مصري.
تابعت المعرفة للدراسات، النماذج الموجودة، ووجدت العديد منها متوافر في السوق العربية بالفعل، ولكن سعر معظمها لم يتجاوز مئات الجنيهات في مصر علي سبيل المثال، وبنفس القيمة بما يعادل عملات دول الخليج العربي.
قد يكون ذلك السبب وراء أن الكثير من النماذج الموجودة في مصر تحظي بتقييمات سيئة من المشترين.
فلا تنسي معادلة الجودة مقابل السعر، لقد لاحظت المعرفة للدراسات تقييمات حول اداء جهاز معين لم تراوح سعره حسب البائع بين ٣٥٠ : ٥٠٠ جنيه، فجاءت سلبية للغاية، لدرجة ان أحد من اشتروه استخدمه كمروحة تبريد لجهاز اللاب توب الخاص به.
وجدت المعرفة للدراسات نفس هذا الجهاز متوافر أيضا في السعودية. ومعه عدد من نفس النوعيات في السوق المصري، وإن تميز السوق السعودي بوجود بعض الأنواع الغير متوافرة في مصر، حظيت بتقييمات ايجابية.
في الإمارات العربية المتحدة ستجد نفس النوعيات بنفس القيمة تقريبا، ولن تلاحظ سوي طراز واحد أو اثنين علي الأكثر ينفرد بهما السوق الإماراتي، وكذلك الوضع في كل من مملكة البحرين وسلطنة عمان.
أما في الكويت فستجد بعض التميز والاختلاف مع وجود أنواع غير متوافرة في باقي الدول، مع وجود كذلك لنفس الأنواع المتواجدة في باقي الأسواق، كما لاحظت المعرفة للدراسات نوعا من إقبال الكويتيين والمقيمين داخل الكويت علي التكييفات المحمولة.
لذا، أحرص اذا ما قررت اقتناء أحد هذه الأجهزة، فأحرص علي متابعة تقييم الجهاز عبر تطبيقات الشراء الشهيرة عبر الإنترنت، خصوصا مع حداثة استخدام هذه الاجهزة في الدول العربية وصعوبة أن تعثر علي شخص من المحيطين بك قد اشتراها وخاض تجربة استخدامها.
بشكل عام، اذا ما قررت شراء وحدة تكييف محمولة، تنصحك المعرفة للدراسات بأن تتأكد من جهد تيار الكهرباء الذي يتحمله الجهاز، لأنك قد تحتاج لمحول كهربائي حتى لا يحترق منك فورا، كما تنصحك المعرفة للدراسات أن تبحث عن نوع مزود بخرطوم تصريف للمياه والانبعاثات خارج المكان الذي ستسخدمه فيه، وذلك بسبب ان تلك المخلفات سواء المياه أو الغازات المنبعثة من التكييف تكون عالية الضرر علي الصحة.