برلمانٌ يحترق، وزعيمٌ يُطاح به، المتظاهرون من الجيل زد غيروا الواقع في نيبال، فما هو القادم؟.
![]() |
أحد المتظاهرين يحمل علم بلاده نيبال في حين تم تعليق علم آخر على بوابة البرلمان الذي يحترق في الخلفية، الصورة بعدسة: Fernandez EJ، via wikimedia commons. |
إنها مجموعة واسعة من الاحتجاجات ضد الفساد في بلادهم، أدت إلي استقالة رئيس الوزراء (كيه بي شارما أولي).
ما هو جيل زد الذي حرك الأحداث في نيبال؟:
جيل زد الذي حرك الأحداث فهو مصطلح عالمي يصف الأشخاص المولودين بين منتصف التسعينات وحتى العام 2010.
بعض المصادر تحددهم بأنهم من ولدوا بين عامي 1997 - 2012 بالتحديد، وبشكل عام هناك خلاف حول هذا الأمر.
هذا هو الجيل التالي لما كان يعرف سابقا باسم جيل الألفية أو جيل Y وهو أول جيل تم الإشارة إليه بحرف، وهم مواليد الفترة من أوائل الثمانينات وحتى منتصف التسعينات.. مثل كاتب هذا التقرير 😅.
مالذي حدث في نيبال؟:
بدأ الأمر في البداية كحركة على وسائل التواصل الاجتماعي بقيادة الجيل Z ضد نمط الحياة الباذخ لمن يعرفون بأسم (أطفال نيبو)، وهم طبقة من الشباب من أبناء كبار المسؤولين في نيبال.
في مطلع سبتمبر/ أيلول الجاري بدأ هذا الجيل الذي كان يشعر بالاستياء الكبير من رؤية أبناء السياسيين ينشرون منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي يستعرضون فيها مدى الحياة المترفة التي يعيشونها.
حقائب اليد المصممة الخاصة بهم والسفر الفاخر في دولة يكافح معظم الناس من أجل تلبية احتياجاتهم، وتتفاقم فيها أزمة البطالة بين الشباب.
حينها قرر أشخاص من جيل Z تنظيم احتجاج سلمي ضد هذه الفجوة بين من يعرفون بالنخبة والمواطنين العاديين.
ما هو حظر وسائل التواصل الاجتماعي؟:
قابلت الحكومة هذا الاحتجاج الذي بدأ إلكترونيا بحظر وسائل التواصل الاجتماعي في البلاد التي تشكل فيها وسائل التواصل الاجتماعي أصلا وبعيدا عن هذه الأحداث كلها جزء أساسيا من الحياة فيها، حيث تسجل نيبال أحد أعلى معدلات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للفرد في جنوب آسيا.
ويبدو أن شباب الجيل Z قد قرر معاقبة الحكومة على كل هذا.
إذ اضطرت الحكومة النيبالية لإلغاء هذا الحظر فيما بعد، لكن هذا لم يكن الثمن الوحيد الذي دفعته، بل لم يكن إلا مجرد ثمن بسيط.
لقد أنتهي الأمر في غضون 48 ساعة فقط بالأطاحة برئيس الوزراء وسط حالة من الاضطرابات الاجتماعية التي تحولت إلي أعمال عنف هي الأكثر دموية في نيبال الواقعة في جبال الهيمالايا منذ عقود، وذلك بعد مقتل 22 شخصا في اشتباكات مع الشرطة وقعت في العاصمة كاتماندو، فيما ترفع تقديرات وزارة الصحة العدد إلى 30 قتيلا مع أكثر من ألف مصاب.
التقديرات الأحدث رفعت الرقم إلي 72 قتيلا، وهو ما زاد من شعور الغضب لدي من قاموا بالاحتجاجات.
وكان مكتب رئيس الوزراء النيبالي قال أنه استقال من منصبه لتمهيد الطريق أمام "حل دستوري"، بعدما لم تنفع الغازات المسيلة للدموع ومدافع المياه بل وحتى الرصاص الحي الذي أستخدمته الشرطة في أن تحفظ له منصبه.
ما المتوقع حدوثه بعد ذلك؟:
هذا سؤال معقد، حيث يبدو أن هناك نوع من التواصل بدأ بين الجيش وحركة الجيل زد التي لا قائد لها.
البلد كلها تسوده الآن حالة من الهدوء الحذر بعد ليلتين من الفوضى شهدتا تدفق عشرات الآلاف من الناس إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم قاموا خلالها بإشعال النيران في المحكمة العليا والبرلمان الذي تضرر بشدة.
الرموز الأساسية للدولة سقطت في يد المتظاهرين، تسلقوا العديد من المباني الحكومية الأخرى، وخلال ذلك اشتبكوا مع القوات التي أرسلتها الحكومة للسيطرة على الموقف، وفر الكثير من السجناء وسط هذه الاضطرابات.
أمتدت الحرائق التي أشعلها المتظاهرين عمليات التخريب لتشمل أيضا مقر حزب المؤتمر النيبالي ومنزل رئيس الوزراء السابق شير بهادور ديوبا، ومنازل عدد من السياسيين الآخرين.
التخريب والنهب والسلب وصل أيضا إلى المبان الفاخرة مثل فندق هيلتون الذي تم افتتاحه العام الماضي فقط.
الأمر المحزن أنه وفي الوقت الذي تودع فيه عائلات الضحايا أحبائهم، تشير التقديرات إلي أن الاحتجاجات في نيبال تسببت في خسائر بمئات الملايين من الدولارات، وهو ما يعادل ذات الخسائر التي تعرضت لها خلال زلزال عام 2015 الذي أودى بحياة ما يقرب من 9000 شخص.
سؤال التقرير وننتظر إجابتكم في التعليقات: هل تتوقع أن تشهد أي دولة عربية تحركا مماثلا من الجيل زد فيها؟.. وهل أنت مؤيد أصلا لمثل هذه التحركات أم تراها تخريبا للدول التي تحدث فيها؟.