الحرب الباردة (باللغة الإنجليزية: Cold War)، كانت فترة منافسة سياسية وجيوسياسية مستمرة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي وحلفائهما، تطورت بعدما وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها.
 |
| لعقود مثل جدار برلين الفاصل بين المعسكرين الغربي والشرقي وأحد أبرز معالم الحرب الباردة، وكان سقوطه إيذانا بانتهائها، الصورة بالذكاء الاصطناعي Gemini من جوجل. |
مثلت الولايات المتحدة الكتلة الغربية الرأسمالية، فيما كان الاتحاد السوفيتي هو ممثل الكتلة الشرقية الشيوعية في هذه المنافسة التي استمرت منذ عام 1947، حتى تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991.
لماذا سميت الحرب الباردة بهذا الأسم؟:
هل تعرفون الروائي البريطاني الشهير (جورج أورويل)؟.
نعم إنه هو صاحب الروايات السياسية الشهيرة مثل (1984) و (مزرعة الحيوان).
هو نفسه الذي أطلق على الحرب الباردة هذا الاسم لأول مرة في مقال نشره عام 1945.
في هذا المقال تنبأ جورج أورويل بالطريق المسدود الذي سيكون بين دولتين أو ثلاثة، كلها دول عظمى وحشية، وكل منها يمتلك سلاحًا يمكن بواسطته القضاء على ملايين من البشر في بضع ثوان. في إشارة إلى السلاح النووي.
لكن ما جعل المصطلح يعيش ويبقي هو أنه لم يحدث قتال مباشر بين القوتين العظميين، على الرغم من أن كل منهما دعمت أطرافًا في صراعات إقليمية متعددة عرفت باسم الحروب بالوكالة.
هذا المصلح (الحرب البادرة) استخدم رسميا لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتحديد في خطاب ألقاه المستشار الرئاسي (برنارد باروخ) في مجلس النواب في كولومبيا، بولاية كارولينا الجنوبية، في عام 1947.
مظاهر الحرب الباردة:
بالإضافة إلي الصراع الأيديولوجي والاقتصادي بين الرأسمالية والشيوعية، شهدت الحرب الباردة سباقا للتسلح سواء في الأسلحة التقليدية أو النووية.
كما شهد العالم تنافسا تكنولوجيا في عدة مجالات كان من أبرزها السباق نحو الفضاء، التجسس والتجسس المضاد، حملات الدعاية، وحتى الرياضة تدخلت فيها الحرب الباردة.
تاريخ الحرب الباردة:
استمرت الحرب الباردة أربعة وأربعين عاما وتسعة أشهر، وبالتحديد خلال الفترة من 12 مارس 1947، وحتى 26 ديسمبر 1991.
في بداية الحرب، نجح الاتحاد السوفيتي -الحليف السابق للولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية- في إقامة حكومات تابعة له في الأراضي التي احتلها خلال الحرب في كل من أوروبا الشرقية وكوريا الشمالية.
كانت أبرز نتائج ذلك انقسام أوروبا، وألمانيا على وجه الخصوص، وتشكل ما عرف حينها باسم (الستار الحديدي).
وكخطوة مضادة أعلنت الولايات المتحدة (مبدأ ترومان لاحتواء الشيوعية) عام 1947، وفي العام التالي 1948 أطلقت (خطة مارشال) لمساعدة أوروبا الغربية على التعافي الاقتصادي من آثار الحرب العالمية الثانية.
وفي العام 1949، نشهد أحداثا في غاية الأهمية، مع إجراء الاتحاد السوفيتي أول اختبار ناجح لسلاحه النووي، ليحدث التعادل النووي بين المعسكرين الغربي والشرقي، بعد أربع سنوات من استخدامه من قبل الولايات المتحدة في هيروشيما وناجازاكي.
بذات السنة يتحالف الاتحاد السوفيتي مع جمهورية الصين الشعبية التي تأسست أيضا عام 1949.
ويأبي العام 1949 أن يغادرنا إلا بعد تأسيس حلف شمال الأطلسي العسكري (الناتو)، والذي سيرد عليه الاتحاد السوفيتي بتأسيس (حلف وارسو) لكن في العام 1955.
من هو المنتصر في الحرب الباردة؟:
لم تنتهي الحرب الباردة بشكل حاسم، بل ظل النصر يتشكل على مهل لصالح الولايات المتحدة والمعسكر الغربي.
فخلال الستينات والسبعينيات، كانت وحدة الكتلة الشيوعية تتفكك مع حدوث انقسام بين الاتحاد السوفيتي والصين.
في ذات الوقت كانت اليابان وعددا من الدول الغربية تحقق تقدما اقتصاديا مذهلا ورخاء لشعوبها.
ومع قدوم (ميخائيل جورباتشوف) للحكم في الاتحاد السوفيتي كانت شمس الحرب الباردة آخذة في الغروب.
فالرجل غير الكثير من أنظمة الحكم في بلاده سعيا لتحويلها إلى نظام أكثر ديمقراطية، لم ينجح ذلك، وتفككت في النهاية، ويمكنكم في هذا الصدد قراءة تقريرنا عن أحد أبرز مظاهر ذلك: (("سيد غورباتشوف أهدم هذا الجدار" .. خطاب الرئيس ريغان أمام جدار برلين.. الأشهر في الحرب الباردة ومهد لسقوط الاتحاد السوفيتي)).
