الفوط الصحية: أنواع مختلفة للاختيار من بينها ومميزات كل نوع

في القرن الرابع الميلادي، تزينت الإسكندرية بالفيلسوفة (هيباتيا) الرائعة الجمال الشديدة الجاذبية، والتي كانت تلقي محاضرات يحضرها الكثيرين.

أحد هؤلاء تيم عشقا بهيباتيا وظل مطاردا لها، فيما حاولت هي بحكمتها وفصاحتها وحتى أفعالها المتحضرة أن ترد هذا الشاب العاشق عنها لكن دون جدوى.

في النهاية أحضرت هيباتيا بعضًا من خِرَقها البالية التي كانت تستعملها أثناء الدورة الشهرية وألقتها أمامه، وقالت: "أنت تحب هذا أيها الشاب، وليس هناك شيء جميل فيه". فشعر الشاب بالخجل والدهشة من المنظر الكريه، وعاد إلى ذهنه.

كانت تلك اللحظة التي بدأ عالمنا فيها يتحدث عن ((الفوط الصحية)) علنا على الأقل.

ما هي الفوط الصحية .. وفي ماذا تستخدم؟:

الفوط الصحية (تسمي كذلك المناديل الصحية) هي عبارة عن مجموعة من منتجات النظافة الشخصية النسائية الغير منسوجة والمزودة بمادة ماصة لامتصاص الدماء والافرازات خلال فترة الدورة الشهرية، وتستخدم كل قطعة لمرة واحدة فقط.

فوطة صحية، صورة من Karolina Kaboompics، بواسطة pexels.

بعض الفوط تحتوي على مادة لاصقة إضافية على الجوانب، وتأخذ شكل (الأجنحة) حتى يمكن أن تثبت الفوطة بشكل جيد في مكانها تحت الملابس الداخلية، وتمنع حدوث أي تسرب، وإن كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة قد قالت أن الفوط الصحية (يجب) أن تحتوى على أجنحة على شكل وسادة ولم تجعل ذلك أمرا اختياريا للشركات المصنعة.

لقد شهدت هذه الفوط تطورا كبيرا منذ تم استخدامها لأول مرة في عام ١٨٩٦، وكانت وقتها مصنوعة من القطن، واحتاجت ربع قرن حتى يتم تسويقها تجاريًا بنجاح في الولايات المتحدة الأمريكية في عام ١٩٢١.

لكن بمرور الوقت، وبسبب الرغبة في تخفيض سعرها، وكذلك لعدم توافر القطن بالكميات اللازمة لمواجهة الطلب المتزايد على الفوط الصحية عالميا، كانت هناك حاجة للعثور على مادة أخرى لصناعتها، وفي النهاية تم الاستقرار على (لب الخشب) على اعتبار أنه مادة ماصة ولينة في نفس الوقت.

ومع حدوث ما يمكن تسميته (الثورة البلاستيكية) ودخول البلاستيك ومشتقاته في الكثير من الصناعات، بدأت صناعة الفوط الصحية من البوليمر فائق الامتصاص (SAP) كمادة ماصة، ومادة البولي ايثيلين (PE) للغطاء الخلفي للفوطة ما يجعلها مقاومة للماء.

وفي يومنا هذا، فإن معظم الفوط الصحية في الأسواق مصنوعة بالكامل تقريبًا من مواد بلاستيكية، فقط أنواع قليلة وغالبا ما تكون أعلى سعرا يدخل في صناعتها مواد طبيعية.

بشكل عام .. مثلت الفوط الصحية خطوة مهمة جدا في تحسين حياة النساء، فطوال التاريخ كانت نون النسوة تبحث عن وسائل من أجل حماية السيدات والفتيات خلال الدورة الشهرية، واستخدمن أشياء مثل الملابس القديمة أو قطع القماش كما حدث في قصة هيباتيا مثلا.

مثلت الفوط الصحية الشيء الذي بحث عنه النساء للحصول على النظافة خلال فترة الحيض، ومن خلاله أصبحت ممارسة أنشطتهم الاجتماعية واليومية بشكل سريع مهمة أسهل بكثير.

ما هي معايير أفضل فوطة صحية؟:

1. قدرة الامتصاص:

ولاشك أنه حينما تأتي الدورة الشهرية لأي سيدة، فإنها تكون بحاجة إلى ضمان أن الفوطة الصحية التي تستعملها توفر لها قدرة امتصاص تثق أنه لا يحدث معها أي تسرب.

يجب مراعاة ((البعد الشخصي)) عند اختيار الفوط الصحية المناسبة لكل فتاة أو سيدة، إذ تختلف كمية الدم الذي يخرج من جسدها في فترة الحيض، صورة من Ann Zzz، via pexels.

إذ لا يوجد اي شئ قد يسبب حرجا للمرأة من وجود بقعة على ملابسها، لذا فإن أحد أهم عناصر الفوطة الصحية الجيدة هي قدرتها على امتصاص كمية كبيرة من الدم خلال مدة زمنية قصيرة.

بجانب ذلك، يجب أن تكون قادرة على حبس الدم الذي امتصته بداخلها، وذلك حتى لا يحدث له (تدفق عكسي) عند الضغط عليه، على سبيل المثال عندما تضطر الفتاة أو السيدة للجلوس.

إحدي الطرق الجيدة لاختبار فوطتك الصحية في المنزل ومعرفة هل تقوم بامتصاص الدم وسحبه إلى قلبها المركزي، وذلك للاطمئنان قبل أن تخرجين بها، هي ملاحظة لون الدم على سطحها الداخلي.

إذا كان الدم لا يزال نضرا ومحتفظا بلونه الطبيعي، فهذا يعني أنها لا تمتصه بشكل جيد، وقد تشعرين بالرطوبة أثناء ارتدائها، بل قد يحدث الأسوء (التدفق العكسي).

أما إذا كان اللون باهتا فهذا يعني أنه تم امتصاص الدم بشكل فعال، ويمكنك الثقة في فعالية هذه الفوط الصحية.

2. الراحة:

الراحة أيضا لها أهمية قصوى، إذ يجب أن تكون الفوطة الصحية مريحة ولا تسبب أي حكة أو تهيج في الجلد، وخصوصا إذا كان جلد الفتاة أو السيدة من النوع الحساس.

3. البعد الشخصي:

بينما تأتي الدورة الشهرية لبعض السيدات بكثافة معتدلة أو قليلة فلا تحتاج إلا لفوطة صحية عادية أو رقيقة، فإن البعض الآخر تكون كثافة تدفق الدورة لديهم عالي، وهكذا فإنهن يحتجن إلى فوط أكثر سماكة.

في الواقع فإن معظم السيدات تمر عليهن في الدورة الشهرية الواحدة أيام خفيفة وأيام أثقل من حيث نزول الدماء.

كما يدخل ضمن الخصائص المهمة والمرغوبة في أي فوطة صحية أن لا تتسبب في رائحة - أن تكون ثابتة في مكانها ولا تنزلق - عند خلعها تكون وفرت مستوي عالى من النظافة.

وفي النهاية تأكدي من أن النوع الذي ستقومين بشراءه لا يندرج تحت الشركات المقاطعة.

أنواع الفوط الصحية:

كأم - كأبنة - كأخت، تذكري دوما حين تدفعين المال لشراء الفوط الصحية، أن هناك من هن مثلك في غزة وهذا المال يستخدم ضدهم، لذا اختاري نوع لا يندرج ضمن منتجات الشركات المقاطعة، صورة من Minette Lontsie، CC BY-SA 4.0، via wikimedia commons.

هناك أنواع عديدة ومختلفة من الفوط الصحية، بما في ذلك:

الفوط الصحية النحيفة.
فوط بين عشية وضحاها.
الفوط الصحية المعطرة.
ماكسي.
ميني.
فوط للإفرازات.

إنه سوق ضخم، وبلا شك هو أحد أكبر منتجات العناية الشخصية مبيعا في العالم، فهل تعلمين يا عزيزتي أن مصانع إنتاج الفوط الصحية قد أصبحت تمتلك في يومنا هذا آلات إنتاج تصل قدرتها الإنتاجية إلى ما يتراوح بين 500 : 1000 فوطة صحية في الدقيقة الواحدة.

لا غرابة في ذلك، فجميع نساء الأرض تقريبا تأتي لهن الدورة الشهرية بمتوسط عمر 12 سنة وستة أشهر، حتى بلوغهن سن اليأس، والذي يختلف من سيدة إلي أخرى لكنه يتراوح أيضا ما بين 45 : 55 عاما، أي أن كل سيدة في العالم تحتاج إلي الفوط الصحية شهريا لمدة قد تصل إلى 43 عاما.

ولتجنب الارتباك والحيرة، تذكري المعايير التي حددناها، ولا تنسي طبيعة دورتك الشهرية نفسها، حتى تستطيعين اختيار النوع الأنسب لكي.

ثم أيا كان النوع الذي ستستخدمينه، احرصي دوما على غسيل يدك قبل وبعد ارتداء أو خلع الفوطة الصحية للحفاظ على نظافتك العامة.

تأثير الفوط الصحية على المرأة:

هناك العديد من أنواع الفوط الصحية التي تحتوي في مكونات تصنيعها على (مواد عضوية) من المذيبات.

هذه المواد قد يحدث أنها تفرز قبل أو اثناء الحيض .. وقد خلصت دراسة بعنوان (مراجعة منهجية للفوط الصحية وصحة المرأة)، ونشرتها "مجلة ايوا الطبية" واشترك في إعدادها باحثين من كلية الطب بجامعة سيول في كوريا الجنوبية إلي أن الفوط الصحية قد يكون لها آثار سلبية على صحة السيدات.

من تلك التأثيرات:

آثار على جلد المهبل.
التهاب بطانة الرحم.
البكتيريا المهبلية.
وبالرغم من عدم تزامن الحمل مع لبس الفوط الصحية، فإن الأخيرة قد يكون لها تأثيرات ضارة عليه.
أمراض المناعة الذاتية.
زيادة احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وفي النهاية دامت أبدانكم نظيفة مع "المعرفة للدراسات".