الحكاية الكاملة للنائب العراقي عدي التميمي الذي وصف الكويت بجار السوء

أثار نائب في البرلمان العراقي موجة غضب عارمة في الكويت، وردود فعل واسعة كذلك في العراق، بسبب تدوينة له على حسابه الشخصي علي موقع التواصل الاجتماعي الشهير ((فيس بوك)) شن فيها هجوما عنيفا على الكويت.

النص الكامل لبيان النائب العراقي عدي عواد:

النائب العراقي عدي عواد شن هجوما شديدا على دولة الكويت واتهمها بسرقة النفط العراقي.
النائب العراقي عدي عواد شن هجوما شديدا على دولة الكويت واتهمها بسرقة النفط العراقي.

"المعرفة للدراسات" مجرد ناقل للبيان ولا تتبني وجهة نظر صاحبه.

((الكويت من جديد تستفز العراقيين وتسرق نفطه بشكل علني وواضح عبر حفر بئر بدرجة "صفر" عن أراضينا، الكويت منذ الثمانينات إلي اليوم عبارة عن جار سوء تسرق وتنهب مستغلة الظروف التي نمر بها، هي السبب في الحرب، ودمار العراق، وإدخال المحتل.

لم تكتفي بذلك، بل سرقت خور عبدالله، وأراضي ام قصر وسفوان، وللأسف وسط سكوت الحكومات المركزية والمحلية، بل ويفرش لمسؤوليهم البساط الأحمر.

رسالتي إلي الشعب العراقي، وممثليه الشرفاء، وأصحاب الغيرة.

البصرة هي أم العراق، وثروتها من نفط وموانئ وبحار هي لكل العراقيين، ونطلب منكم الوقوف معنا.

نحن كممثلين عن البصرة وشعبها لن نسكت إطلاقا، وسنفتح جميع الملفات مع الكويت، ومحاسبتها.

وزارات "الخارجية، النفط، النقل" اصحوا من النوم.

.... لن نسكت.
النائب عن البصرة.
عدي عواد التميمي))

الفيديو الذي نشره النائب العراقي عواد التميمي وأدعى أنه لبئر بترول حفرته الكويت على الحدود مع العراق لسحب النفط من أرض الأخيرة.

هذا وأرفق النائب العراقي ببيانه الهجومي العنيف على دولة الكويت فيديو لما قال أنه

ردود الأفعال العراقية:

جاءت معظم الأراء متجاوبة مع تدوينة النائب العراقي، ومنهم من ادعى أنه يسكن بجوار هذه المنطقة وأنه قبل عدة سنوات جاءت شركة تنقيب صينية في الجانب العراقي، وانتهي الأمر بالقول بأنه لا يوجد نفط، متهما تلك الشركة بالتواطؤ مع الكويت، وأن الحفر من الجهة الكويتية يتم بشكل أفقي ليدخل الحدود العراقية وليس رأسيا.

كل تلك الاتهامات قيلت من هذا الشخص دون دليل واحد يدعم أقواله.

فيما اقترحت بعض الأراء وبشكل متكرر أن تحفر العراق في كل موقع تقوم الكويت بالحفر فيه على الحدود بين البلدين.

وبالطبع تكاثرت التعليقات المؤيدة للنائب العراقي والتي تصفه بالبطل والرجل والشريف .. إلخ.

رأي آخر برز من بين ردود الأفعال العراقية، ولعله يكون أكثرها تعقلا.

يدور هذا الرأي حول أن الكويت لم تخطئ عندما حفرت بئرا داخل أراضيها، لكن من واجب الحكومة العراقية التأكد أنها لا تقوم بسحب نفط من داخل الأراضي العراقية، والعمل على حل مثل هذه الأمور باتفاقيات بين البلدين.

ردود الأفعال الكويتية:

فيما جاءت معظم ردود الأفعال الكويتية تتحدث المحطات التاريخية التي اتسمت بتوتر في العلاقات بين البلدين، بداية من أزمة عبد الكريم عام 1961، ووصولا إلى الغزو عام 1990، موضحين أن جار السوء هو من فعل مثل هذه التعديات.

دبابات الحرس الجمهوري العراقي طراز T-72 تدخل شوارع العاصمة الكويت، 2 أغسطس 1990
دبابات الحرس الجمهوري العراقي طراز T-72 تدخل شوارع العاصمة الكويت، 2 أغسطس 1990، Zymogen92، public domain via wikimedia commons.

أيضا ذهب البعض إلى القول بأن النفط العراقي مسروق من المسؤولين العراقيين أنفسهم، وأنهم يحاولون إلقاء التهم على الكويت ليس إلا.

فيما تحدث البعض في تعليقاتهم أن مثل هذه البيانات والأقاويل متوقعة بين فترة وأخرى، واصفين أصحابها بأنهم مجموعات من ((الخلايا النائمة)).

كذلك اتهمت بعض التعليقات الكويتية النائب العراقي ومن معه بأنهم عجزوا عن إخراج الإيرانيين وكبح نفوذهم داخل العراق، فقرروا الهجوم على الكويت.

فيما اعتبر البعض أن الأمر كله عبارة عن حسد للكويت على حد وصفهم.

اتهامات أشعلت حربا:

جدير بالذكر أن نفس هذه النوعية من الاتهامات هي التي وسبق أن أشعلت حرب الخليج والتي بدأت بالغزو العراقي للكويت ليلة 2 أغسطس 1990 والذي انتهي باحتلال الكويت في غضون ساعات.

تلي ذلك بدء ((حرب الخليج)) في 17 يناير 1991 عندما هاجم التحالف الدولي القوات العراقية وأجبرها على الانسحاب من الكويت.

هذه الأزمة العنيفة التي غيرت الشرق الأوسط إلي الأبد بدأت باتهام دولتين هما الكويت والإمارات العربية المتحدة بأنهما ينتجان نفط بكميات أكثر من حصصهما المخصصة لهما من منظمة ((أوبك)) ما يؤدي إلي إنخفاض أسعاره.

لكن يبدو الأمر مختلفا هنا بعض الشئ.. إذ أعلنت الكويت وقتها عن ذلك بشكل صريح في تصريحات رسمية لوزير نفطها آنذاك ((الشيخ على خليفة الصباح)) في اجتماع أوبك في يونيو عام 1989، وحديث لصحيفة ((وول ستريت جورنال)) في نفس الشهر.

لكن الكويت وقبل الحرب بمدة قصيرة عادت واتهمت العراق في بيان رسمي أذاعته بأنه اعتدى على أراضي الكويت، وحفر آبارا بداخلها استولى منها على بترول كويتي، وطلبت تشكيل لجنة من جامعة الدول العربية لتسوية نزاعها الحدودي مع العراق.

لقد اندلعت الحرب لأن أناسا في العراق قدروا الموقف بأن الكويت تستخدم بواسطة الولايات المتحدة الأمريكية كأداة للضغط على بغداد من أجل منع تطورها وقوتها، لذا فإنه من الخطأ الشديد إعادة طرح تلك الأفكار بشكل قومي أو إعلامي لكسب الشعبية، ومعظم النار من مستصغر الشرر .. فإذا كان العراق لديه اعتراض هنا أو هناك فإن هناك طرق دبلوماسية وسياسية أو حتى "تحكيم دولي" كوسائل متعددة ومشروعة للحكم بين الطرفين بعيدا عن المزايدات.

المعرفة للدراسات
بواسطة : المعرفة للدراسات
المعرفة للدراسات الإستراتيجية والسياسية، هي محاولة عربية جادة لتقديم أهم الأخبار العربية والعالمية مع التركيز علي تحليل مدلولاتها، لكي يقرأ العرب ويفهمون ويدركون. نمتلك في المعرفة للدراسات عددا من أفضل الكتاب العرب في عديد من التخصصات، لنقدم لكم محتوى حصري وفريد من نوعه. facebook twitter
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-