هل الأفضل شراء أو استئجار منزل؟ .. المزايا والعيوب

قد يواجه البعض معضلة ما في بعض الأحيان تتمثل في هل من الأفضل أن يتخذوا القرار بشراء منزل أم يستأجرونه؟... هذا السؤال قديم ويسأله الناس منذ سنوات طويلة وباستمرار.

يا تري يا هل ترى.. ما هو الأفضل شراء ام استئجار منزل؟ .. mohamed hassan، public domain via stock vault.

دعونا نقول أنه لا توجد قاعدة للإجابة على هذا السؤال.. بمعني أن الإجابة تختلف من شخص لآخر كل على حسب ظروفه الخاصة وحتى ظروف مجتمعه الذي يعيش فيه.

والحقيقة أن لكل قرار إيجابياته وسلبياته فدعونا نستعرضها معا لكي تستطيع أن تقرر بعدها وبوضوح ما هو القرار الأنسب بالنسبة لك.

أيهما أفضل تملك ام استئجار منزل؟: ((المعيار المالي)):

أهم شيء في مسألة الاختيار بين شراء منزل أو استئجاره بالتأكيد هو ((المال)) خصوصا مع ارتفاع أسعار المساكن بشكل سريع في الكثير من الدول.

في بعض الحالات يكون الإيجار من وجهة نظر كثيرين بمثابة "هدرًا للمال"، وخصوصا إذا كان الاستئجار على مدى طويل يصل إلى عشرين أو ثلاثين عاما.

إذ عادة ما تنص عقود الإيجار على زيادة سنوية تتراوح من 5 : 10٪ من قيمة الإيجار حسب العرف السائد في المنطقة الموجود بها المنزل.

مثال: حالة الشخص الذي يدفع مبالغ ضخمة من أجل الاستئجار وكان بإمكانه ضغط مصاريفه أو استئجار منزل أقل كلفة لوقت معين يدخر خلاله ثمن منزل يمتلكه.

وفي هذا المعيار المالي أيضا، فإن شراء منزل يوفر العديد من المزايا، فهو أولا وسيلة مناسبة للحفاظ على قيمة نقودك ومدخراتك، وثانيا يمكن أن يكون استثمارًا، فغالبا سعره سيزيد بمرور الوقت حتى ولو لم تقوم ببيعه بالفعل، سيتحول إلى (أصل) تمتلكه يزيد من رأس المال الخاص بك.

أما المال الذي تدفعه في الإيجار فهو لن يقوم أبدا بتحويل المنزل إلى أصل من أصولك.

المعيار المالي هو أهم المعايير عند التفكير في مسألة تأجير أو شراء منزل، mohamed hassan، public domain via pixabay.

لكن المعيار المالي نفسه قد ينقلب إلى مصلحة قرار الاستئجار ولو لفترة.

مثال: حالة الشخص الذي يمتلك مبلغ من المال يكفي لشراء منزل لكنه يقرر الاستئجار وبدء مشروع تجاري جديد لينفق من أرباحه على نفسه أو أسرته، وفي هذه الحالة قد يحقق أرباح تكفي في مرحلة معينة لشراء منزل أفضل بكثير.

ونشير هنا إلى نقطة مهمة وهي أنه لا يجوز أخذ (قرض من بنك بفوائد) من أجل شراء منزل طالما لديك القدرة على استئجاره، وذلك لأن هذا يدخل في إطار الربا المحرم.

أما إذا كان هناك مؤسسات أو مبادرات حكومية أو تابعة للمجتمع الأهلي أو حتى شركات عقارية تتيح الشراء مع إمكانية التقسيط -بدون فوائد- فهذا يجوز ولا حرج فيه بإذن اللَّهُ.

بالمناسبة ففي الحالة الثانية (وهي التقسيط بدون فوائد) قد تضرب عصفورين بحجر واحد في حالة إذا كان المنزل جاهز للسكن بالفعل، ففي هذه الحالة ستوفر ما كنت ستدفعه للإيجار وتضيف عليه فقط ما يزيد من قيمة القسط سواء كان شهري أو ربع أو نصف سنوي.

لكن هناك أشخاص فلنصفهم بأنهم (متشائمين) أو (حذرين) بعض الشئ.. حسب ما تفضل أنت أن تسميهم، يحذرون من أن المعيار المالي يخبرك أنك لو صادفت أزمة مالية فأسوء الاحتمالات في حالى استئجار منزل هو أن تتركه وتذهب لمنزل آخر بإيجار أقل، أما لو كان الأمر في منزل تشتريه بالقسط فستكون أمام أزمة كبيرة للغاية قد تعرضك لخسارة جزء كبير مما دفعته.

البعد الاجتماعي:

في أحد لقاءاته التليفزيونية قال المهندس جمال السادات وهو نجل الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات:

((لقد كان والدي -رحمة الله عليه- يقول لي دائما يا ولدي إن الرجل يعتبر رجل عندما يمتلك سقفا يستره وقبر يدفن به)).

كان الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات معبرا في الكثير من تصرفاته عن ارتباطه بأصوله الريفية، حيث كان يحب أن يصف نفسه بأنه: ((فلاحا من ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية)).

هذه العبارة هي تعبير حقيقي عن شعور سائد في بعض الدول والمجتمعات، وخصوصا المجتمعات العربية حيث يفضل الكثيرون أن يعيشون في بيوت يمتلكونها بدلا من قضاء أعمارهم في منزل أو بيت مستأجر.

لذا فإنه وبالنسبة للبعض قد يكون شراء منزل هو هدف من أهدافه في الحياة، وهنا فلا مجال للمقارنة، بل ندعوه للمزيد من العمل من أجل تحقيق أهدافه.

من الأبعاد الاجتماعية كذلك في مسألة شراء أو استئجار منزل هو أنك تكون مطلق الحرية في تجديد منزلك الخاص أو تغيير تصميمه حسب احتياجاتك، وهو أمر قد لا تستطيع فعله في المنزل الذي تستأجره.

ومع ذلك .. فإن البعض يتذكر في البعد الاجتماعي حكمة عربية قديمة تقول: ((اختر الجار قبل الدار))، في إشارة إلى مدى أهمية أن يكون جيرانك من ذوي الخلق والاحترام والمودة.

لذا يري البعض أن من الأفضل له استئجار منزل لأنه يمكنه في هذه الحالة تركه إذا كان جيرانه غير مريحين، وإن كان ذلك سيجعل حياته تتسم بعدم الاستقرار واضطراره للتنقل من مكان إلى آخر.

وكذلك سنعود هنا إلى المعيار المالي من جديد، حيث سيضطر الشخص في كل مرة إلى تحمل تكاليف نقل أثاث منزله، علاوة على تكاليف أخرى يدفعها لمالك المنزل الجديد الذي استأجره، تشمل ايجار الشهر الأول علاوة على دفعة تأمينية.

ومع ذلك فهناك وجهة نظر أخرى تقول أنك وفي كثير من الأحيان عندما تستأجر منزل فإن الأمر قد لا يخلو من المشاكل مع صاحب المنزل، بداية من زيادة قيمة الإيجار ومرورا حتى لطريقة العيش نفسها.

ومن الأبعاد الاجتماعية كذلك لمسألة استئجار أو شراء منزل هو ما يتعلق بالاستقرار النفسي.

يمثل شراء منزل خاص استقرارا أكبر من الناحية النفسية مقارنة مع استئجاره، صورة من wallpaper flare, public domain.

فعندما تكون في منزلك فأنت تعلم أنه منزلك، لا يستطيع أحد أن يطلب منك مغادرته عند انتهاء العقد كما يحدث في كثير من الأحيان عند انتهاء عقود الإيجار، وهي نقطة قد تكون حاسمة بالنسبة للكثيرين.

البعد الزمني:

نقصد بالبعد الزمني في الإجابة عن سؤال ما هو أفضل .. الشراء ام الاستئجار للمنزل؟ هو ماذا تخطط لمستقبلك؟.

فمثلا من يقرر العيش في مكان معين لمدة معينة سواء للدراسة أو التعليم قد يكون من غير المناسب له في معظم الحالات أن يذهب ويشتري منزل، في هذه الحالة يبدو الاستئجار هو الحل الأفضل.

أيضا العمر قد يكون له اعتباره في هذه المسألة، فهناك من يكون في سن كبير (مثال: شخص تخطي الخامسة والستين من العمر) فيقرر أن يترك المال في صورة سائلة لأنه قد يحتاجه لعلاج مثلا أو لأي غرض آخر مع تقدمه في العمر)، على عكس من هو في الثلاثين أو الأربعين.

والآن أخبرنا .. هل قررت شراء منزل ام استئجاره؟.