ما هو الابتزاز الجنسي؟ كيفية التعامل معه وطرق الحماية منه

الابتزاز الجنسي (يسمي كذلك: الابتزاز القسري جنسيًا)، هو أحد أخطر صور الجرائم التي زادت معدلاتها خصوصا مع زيادة استخدام الإنترنت في جميع دول العالم.

جريمة الابتزاز الجنسي لها العديد من الأشكال والصور، via rawpixel.

لهذه الجريمة العديد من الصور والحالات، فقد يحدث الابتزاز الجنسي نتيجة للخداع.

ما هو الابتزاز الجنسي؟:

كما قلنا فإن الابتزاز الجنسي هو جريمة لها العديد من الحالات.

كأن يخدع المجرم ضحيته، ويوهمها بالحب والحنان، فترسل له الضحية صور أو لقطات فيديو فاضحة خاصة بها، وقد يحدث هذا من شخص تعرفه الضحية في الحقيقة، وقد يحدث من شخص تعرفت عليه عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وقد تقع هذه الصور أو الفيديوهات الفاضحة في يد المجرم عن طريق وسائل أخرى منها على سبيل المثال أن يكون قرصان إلكتروني ويخترق هاتف أو حاسوب الضحية، وهذا قد يمكنه من السيطرة علي الصور والفيديوهات على هاتفك.

كما قد يتمكن المخترق من التحكم في الكاميرا والميكروفون في جهازك دون علمك بذلك.

لذا فإننا نكرر ما نقوله دوما، لا تضغطوا على روابط يرسلها لكم أشخاص غرباء، ولا تتصفحوا مواقع إلكترونية مشبوهة.

في هذه الحالات قد يكون الجاني شخص عادي، لكن وفي بعض الأحيان يكون جزء من عصابة منظمة، بل وقد يكون يعمل من دولة أخرى غير التي تقيم فيها الضحية.

كما تنتشر حالات أخرى، تصل فيها الصور أو اللقطات نتيجة مثلا لتسليم الهاتف أو الحاسوب لأحد مراكز الصيانة التي يقوم صاحبها بالدخول إلى محتويات الهاتف أو الحاسوب والاستيلاء عليها.

قد يحدث الابتزاز الجنسي نتيجة لوقوع الصور أو الفيديوهات الفاضحة في يد شخص قام باختراق الحاسوب أو الجوال، via wallpaper flare.

أيضا هناك صورة شهيرة للابتزاز الجنسي تحدث عندما يسرق الهاتف أو الحاسوب، ويقوم اللص بفتحه والاطلاع على ما فيه.

وتضيف الرابطة الدولية للقضاة (IAWJ) حالة أخرى من حالات الابتزاز الجنسي، وهي حالة أن يستغل شخص ذو سلطة سلطته للحصول على منفعة أو ميزة جنسية من الضحية.

وفي عالمنا اليوم، أصبح هناك خطر آخر وهو ما يعرف باسم (التزييف العميق) Deepfake، وهي تقنية تعمل على تزييف صور أو فيديوهات فاضحة لأشخاص، وهنا نتحدث عن أن هذه الصور غير موجودة أصلا بل يتم تزييفها بدقة شديدة .. ((للتفاصيل طالع تقريرنا: بعد ظهور مواقع تستخدم تقنية التزييف العميق لصناعة أفلام إباحية.. خطورة وضع السيدات والفتيات صورهن على مواقع التواصل الاجتماعي)).

إذن فقد يحدث الابتزاز الجنسي بصورة إلكترونية، وقد يحدث بأشكال أخرى مختلفة.

أيا كانت الوسيلة، فالنتيجة تكون واحدة، وهي الابتزاز.

وفي (الابتزاز الجنسي) قد يطلب المجرم من ضحيته طلبات تتصل بالجنس نفسه، كأن تواصل إرسال صور وفيديوهات فاضحة إليه، أو حتى يبتزها ليمارس معها العلاقة الحميمية بشكل حقيقي، أو قد يطلب المال أو أي منفعة أخرى ضد إرادة الضحية.

باختصار يجعلها تفعل أشياء لا تريد القيام بها.

يعتمد المجرمون في هذه الحالات على خوف الضحية وشعورها بأنها ستتعرض لفضيحة أو قد يلاحقها العار إذا تم نشر هذه المواد الفاضحة.

في بعض الأحيان قد يقع الصبية الذكور ضحية لجريمة الابتزاز الجنسي، lance he، via pexels.

وهكذا يمكن أن نضع تعريفا بسيطا للإبتزاز الجنسي بأنه: ((شكل من أشكال الابتزاز حيث يهدد شخص ما ضحيته بمشاركة أو توزيع صور أو مقاطع فيديو عارية أو جنسية إذا لم تقوم الضحية بتنفيذ ما يطلبه منها)).

لكن ما نود الإشارة إليه هنا، أنه إذا راجعنا معا حالات الابتزاز الجنسي نلاحظ أنه غالبًا ما تصل الصور أو التسجيلات إلى الجاني دون علم الضحية أو موافقتها.

وهذه الجريمة قد تقع للأشخاص في أي عمر، لكن أرقام أجهزة الشرطة والمحاكم في الكثير من الدول، تشير إلى أن الضحايا غالبا ما تتراوح أعمارهم بين عمر 15 : 40 عام، وكلما كانت الضحية أصغر عمرا كلما كانت هدفا أسهل للجاني.

هذا العمر يقودنا إلي حقيقة مهمة جدا، إلي أن المراهقين من الذكور قد يقعون ضحية للابتزاز الجنسي، هؤلاء بالتحديد قد يتم الإيقاع بهم عن طريق فتيات مدربات على ذلك، حيث يوهمونهم بالحب ويبدأون في خداعهم.

كيف نحمي أنفسنا من الابتزاز الجنسي؟:

يقال دوما أن ((الوقاية خير من العلاج)) .. لذا فإن أفضل شيء تفعله أن تمتنع عن التعرض للأسباب التي قد تجعل منك ضحية جديدة للابتزاز الجنسي.

ونقدم لكم هذه النصائح التي إن طبقتوها ستوفرون بإذن اللَّهُ الحماية لأنفسكم من الابتزاز الجنسي.

• أولا: عدم التحدث مع الأشخاص الغرباء عبر الانترنت.
• ثانيا: عدم إرسال أي صور أو لقطات فيديو ذات طابع جنسي أو عارية لأي شخص كان.

إن من يحب شخص لا يطلب منه إرسال صور وفيديوهات فاضحة له، لذا فمهما كانت درجة ثقتك في الشخص الذي يطلب منك ذلك فلا تفعله من فضلك،  Ivan Radic، CC BY 2.0 DEED، via Flickr.

• ثالثا: عدم التقاط أي صور أو فيديوهات عارية أو جنسية لكم أصلا، فلا أحد يعرف الغيب، وقد يضيع الهاتف أو يسرق أو يصاب بعطب ويضطر صاحبه لإصلاحه وقد يقع في يد غير أمينة، أو قد يتم اختراق الهاتف أو الحاسوب.
• رابعا: عدم بيع الهواتف المستعملة، ومع أن البعض قد يستعمل المال الذي يجنيه منها لشراء هاتف أحدث، فإن خسارة بعض المال أولى كثيرا من مجرد الاحتمال للتعرض للابتزاز الجنسي.

كيفية التعامل مع الابتزاز الجنسي:

لكن لنفترض أن المشكلة قد وقعت بالفعل، وأصبحتي معرضة للابتزاز الجنسي .. ما هو التعامل السليم في هذه الحالة؟.

نود التأكيد أن كل حالة تختلف في طريقة تعاملها، وما قد يصلح في حالة قد لا يناسب الأخرى، لذا فهذه النصائح استرشادية، وأنتم أفضل من تقدرون الحل الأنسب لكم:

• وقف جميع الاتصالات: بعض الحالات يتوقف فيها المبتز عندما يجد ضحيته قد اختفت.

لكنه حل يبقي به نسبة مخاطرة، وقد يحتاج في معظم الأحيان لإكماله بالإبلاغ عن المبتز.

• في جميع الحالات سيكون من الخطأ الجسيم الخضوع للمبتز ومنحه المزيد من الصور أو الفيديوهات أو المال أو تنفيذ مطالبه.
• التقاط صور للشاشة وتسجيل الوقت والتاريخ الذي حدث فيه الابتزاز، لأنك قد تحتاجين إليه عند الإبلاغ عنه.
• ينصح البعض بإبلاغ مواقع التواصل الاجتماعي إذا حدث الابتزاز عليها، لأنهم قد يقومون بتعطيل حساب الجاني.
• أخبري شخصًا تثقين به، مثل الوالدين أو أحد أفراد العائلة -، هؤلاء يمكنهم عادةً مساعدتك على التفكير بوضوح وإصلاح الأمور وقد يرون أن الحل هو في الخطوة التالية.
• معظم الدول حاليا بها وحدات شرطة متخصصة لتلقي بلاغات الابتزاز الجنسي وخصوصا الالكتروني منه، وهم يتعاملون بسرية مع تلك القضايا، وهو حل مناسب جدا في الكثير من الأحيان.
• في حالة نشر المبتز للصور أو الفيديوهات هناك مواقع متخصصة تقدم خدمة تعقب هذه الصور وإزالتها من على المنصات التي تم نشرها عليها.

وفي النهاية دمتم بسلام.