يعتقد علماء الفلك أن الكون قد يحتوي على ما يصل إلى سيبتيليون نجم.
 |
| صورة من وكالة الفضاء الأوروبية للنجوم في سحابة تسمي (ماجلان الكبرى)، تم التقاط هذه الصورة باستخدام تلسكوب هابل الفضائي، Attribution: ESA/Hubble. |
بالتأكيد هذه أول مرة تقرأ هذا الرقم (سيبتيليون) .. هذا يعني واحد متبوعًا بـ 24 صفرًا.
مجرتنا (درب التبانة) بمفردها تحتوى على أكثر من 100 مليار نجم، بما فيها نجمنا الأكثر سطوعا وتأثيرا علينا (الشمس).
وإذا عرفت أن الكون به مليارات من المجرات، فستفهم لماذا يقدر العلماء عدد النجوم في الكون بهذا الرقم الخزعبلي، وقد رصدوا بالفعل مئات من النجوم في مجرات أخرى، لها كواكب تدور حولها، مثلما يدور كوكب الأرض وبقية كواكب المجموعة الشمسية حول الشمس.
نتحدث اليوم عن النجوم .. كيف تتم تسميتهم؟ .. كيف تتكون؟ .. كيف يتجمعون معا؟ .. وماذا يحدث عندما يموت نجم في السماء؟.
ما هي النجوم التي نراها في السماء؟:
النجم عبارة عن جسم كروي مضيء يتكون من البلازما والغاز الساخن معظمها من الهيدروجين، مع بعض الهيليوم وكميات صغيرة من العناصر الأخرى، وتتماسك أجزائه معا بواسطة الجاذبية الذاتية.
أقرب النجوم إلى كوكب الأرض هي (الشمس)، وهناك العديد من النجوم الأخرى التي نستطيع أن نراها ليلا بالعين المجردة، ونظرا لأنها تبعد عن الأرض بمسافات هائلة، فإنها تظهر كنقاط ثابتة مضيئة.
العلماء وفي خلال دراستهم للنجوم، قسموا أبرز تلك النجوم إلى (كوكبات) و (مجموعات)، بالإضافة إلى أن بعض النجوم البارزة والأكثر لمعانا سميت بأسماء خاصة بها هي بالذات.
علماء الفلك كذلك نجحوا في عمل ما يشبه (كتالوجات) وضعوا فيها أبرز النجوم المعروفة، وأسمائها، وبخصوص الأسماء على وجه الخصوص هناك عمل حاليا على توحيد أسماء النجوم بدلا من تسمية نجم واحد بأسماء تختلف باختلاف الدول.
في يومنا هذا، يمكن لعلماء الفلك تحديد (الخصائص النجمية)، بما في ذلك كتلة النجم، وعمره والمسافة التي تفصل بينه وبين الأرض، وطريقة حركته عبر الفضاء.
كيف تتكون النجوم:
.jpg "مجموعة من النجوم في مجرتنا درب التبانة، هذه النجوم بعيدة عن الأرض بحيث لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، التقطت هذه الصورة بواسطة تلسكوب تابع لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)") |
| مجموعة من النجوم في مجرتنا درب التبانة، هذه النجوم بعيدة عن الأرض بحيث لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، التقطت هذه الصورة بواسطة تلسكوب تابع لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، public domain by NASA. |
طريقة تكون النجوم مثيرة للاعجاب بشكل حقيقي، حيث تبدأ حياة النجم بانهيار الجاذبية لسديم غازي.
ولمن يسأل عن ما هو (السديم الغازي) أصلا فهو عبارة عن كتلة هائلة في السماء تتكون من الغاز والكبار.
المثير هنا أن السديم الغازي أصلا هو عبارة عن (نجم ميت)، فكأنها دورة حياة تتكرر أو يمكن أن نسميها أيضا أنها (إعادة تدوير) لمكونات الفضاء .. إنه صنع الله الذي أحسن كل شيء خلقه.
هذا السديم يتكون من مواد معظمها يكون من غازات الهيدروجين والهيليوم وعناصر أثقل منهما.
كيف تضيء النجوم في السماء؟:
إن أي نجم يكون "مضيء ذاتيًا" طيلة حياته.
بمعني أنه لا يحتاج لمصدر خارجي لكي يضيء، بل يخرج منه هذا الضوء بواسطة الإشعاع المستمد من مصادر الطاقة الداخلية الموجودة فيه.
هذا الإشعاع قوي للغاية ببساطة لأنه نتيجة اندماج نووي حراري للهيدروجين يصدر عنه الهيليوم، ليشع في النهاية ضوء النجوم عبر الفضاء الخارجي.
كم عدد النجوم؟:
بين كل تلك النجوم (سيبتيليون)، فقط حوالي 4000 منها يمكن رؤيتها بالعين المجردة، وكلها داخل مجرة درب التبانة.
أنواع النجوم:
بالطبع لا يتسع المجال هنا لذكر كامل أنواع النجوم، ومع ذلك نذكر لكم بعض أنواع النجوم المشهورة مثل:
- نجوم الثريا:
هذه النجوم كانت مصدر للعديد من الأساطير القديمة لدي العرب واليونانيين والصينيين.
تتكون مجموعة نجوم الثريا والتي تشكلت قبل حوالى 100 مليون سنة من ما يقرب من 3 آلاف نجم، أشهرهم سبع نجوم هم ألمع نجوم المجموعة والسبب في تسميتها الثريا.
بسبب قربها من الأرض -تقع على بعد حوالي 400 سنة ضوئية- يمكن للمحترفين رؤيتهم في السماء الصافية، ويمكنك حتى ولو كنت مجرد هاوي أو مبتدئ الاستعانة بتطبيق Google Sky map وتصعد لسطح منزلك أو حتى من الشرفة وتبحث عن الثريا أو Pleiades وسيرشدك التطبيق لهم.
- النجوم النيوترونية:
وهي نجوم تتسم بجمالها كأنها لوحة مرسومة في السماء، تظهر لنا روعة تصميم الخالق سبحانه وتعالى.
وبجانب جمالها، فهي قوية للغاية تحتوى على قدر مخيف من الطاقة.
أحد هذه النجوم يقع على بعد 50 ألف سنة ضوئية من الأرض.
في ديسمبر عام 2004، توهج هذا النجم بشكل ساطع، لدرجة أنه تسبب في "عمى مؤقت" لجميع الأقمار الصناعية التي تعمل بالأشعة السينية في الفضاء وأضاء الغلاف الجوي العلوي للأرض.
حدث هذا التوهج بسبب تمزيق قشرة هذا النجم بواسطة مجاله المغناطيسي، مما أدى إلى إطلاق انفجار من أشعة جاما.
تجمعات النجوم:
في المعتاد، تميل النجوم إلى التشكل في مجموعات، وذلك بسبب أنها أصلا تتشكل داخل (سحابة جزيئية).
ومن أجل أن تتخيل مدى ضخامة هذه السحب الجزيئية، فلك أن تعلم أن كتلتها تتراوح ما بين 1000 إلى 10 ملايين مرة ضعف كتلة الشمس.
داخل هذه السحابة الجزيئية وفي المناطق المليئة بالغازات والغبار، إذا توافرت الظروف المناسبة لذلك .. تولد النجوم عندما تتجمع الجزيئات المكونة لها معا.
داخل هذه السحابة أيضا وبواسطة الجاذبية تسحب النجوم نحو بعضها البعض، وتتشكل تجمعات النجوم، سواء كانت أزواجًا أو مجموعات.
ما يذكرنا هنا بزراعة العنب، هو أنه وفي معظم الأحيان تسمى النجوم التي تشكلت حديثا من السحب الجزيئية بالعناقيد النجمية.
أما السحب الجزيئية فإذا تكون بداخلها الكثير من العناقيد النجمية، فإنها يطلق عليها اسم (المشاتل النجمية).
موت النجوم:
ربما تكون النجوم واحدة من أطول مخلوقات الله عمرا.
بشكل عام لكل نجم دورة حياة خاصة به، وعمر طويل طويل يمتد من بضعة ملايين إلى تريليونات السنين.
على مدار تلك السنوات تتغير خصائص النجم مع تقدمه في العمر، ومع مرور الوقت يبدأ النجم في فقدان طاقته شيئا فشيئا بسبب ما يحدث داخله من تفاعلات اندماج نووي مستمرة بلا توقف.
مع فقدان الطاقة، يصاب النجم بعدم الاستقرار نتيجة لانخفاض ضغط الغاز بداخله.
وفي محاولة للحفاظ على استقراره، يحرق النجم الوقود الموجود بداخله، ويستمر في ذلك حتى ينضب تماما.
إذا كان النجم ضخمًا بدرجة كافية، فإنه وبعد موته سيتحول إلى (ثقبًا أسود)، وقد يصبح سديم غازي إذا كان حجمه أقل قليلا، وكذلك قد يتحول إلى ما نسميه (نجمًا نيوترونيًا).
وفي النهاية، سبحان من قال: ((وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)) {الآية: 12 سورة النحل}.
