الكابوس .. أسبابه وطرق العلاج بين الطب والدين

الكابوس (ويسمي أيضا: اضطراب الكابوس)، هو حلم مزعج، يري فيه الإنسان أشياء مقلقة بل ومخيفة، ما يوقظه من النوم مفزوعا.

يري الإنسان أشياء مخيفة في الكابوس، myupchar، (CC BY-SA 4.0)، via wikimedia commons.

ربما لا يوجد إنسان على وجه الأرض لم يمر بتجربة الكابوس، سواء مرة واحدة، أو حتى عدة مرات في حياته، وفي حين لا يدعو الكابوس الذي يراه الشخص في نومه على فترات متباعدة للقلق، فإن تكرار تعرض الإنسان للكوابيس قد يشير إلي وجود بعض المشاكل لديه.

نستعرض في تقريرنا هذا، ما يقدمه لنا العلم والدين عن الكوابيس، إحدي أكثر الظواهر البشرية غموضا وتعقيدا، والتي لا تزال غير مفهومة حتى بالنسبة للعلماء، برغم كل ما أنفق من وقت وجهد ومال في دراسات عميقة عنها.

اضطراب الكابوس:

علميا، إذا عاش الإنسان 75 سنة، فإن 6 سنوات منها سيكون قد أمضاها وهو يحلم خلال نومه، بمتوسط ساعتين من الأحلام كل ليلة.

وبينما نستيقظ كل صباح ونحن في الغالب لا نذكر أي شيء من تلك الأحلام، بل لا نذكر أننا قد حلمنا أصلا، فإن الإنسان لا يعير بالا كثيرا للأحلام العادية، وقد يشعر بالفرحة إذا كان الحلم سعيدا.

لكن المشكلة تكون دوما مع (الكابوس)..

كما قلنا، فإن اضطراب الكابوس، هو رؤية أحلام مزعجة تدفع الإنسان للاستيقاظ من النوم فزعا.

يشمل ذلك رؤية أي شيء مخيف أو مرعب، في حين أنه ووفقا لكلية الطب في جامعة هارفارد الأمريكية، كان العالم يعرف الكابوس في أواخر القرن الثامن عشر، من خلال صورة واحدة فقط من صوره وهي أنه: ((مرض يحدث فيه أن يشعر الشخص أثناء نومه بأن هناك وزنا ثقيلًا عليه)).

لكن تعريف الكابوس حاليا قد أصبح أكثر اتساعا وشمولا، فهو أي حلم يري فيه الشخص شيء مفزع أو يتعلق بسلامته الجسدية أو أمنه.

قد يري الإنسان في الكوابيس أشياء مخيفة أكثر من أي فيلم رعب شاهده في حياته، KELLEPICS، free for use, via Pixabay.

وتحدث الكوابيس عادةً أثناء مرحلة تسمي مرحلة (حركة العين السريعة من النوم)،

إنها واحدة من ثلاث مراحل يمر بها الدماغ البشري خلال النوم، وتتكرر أكثر من مرة، بداية من النوم الخفيف إلى النوم العميق إلى نوم حركة العين السريعة (REM) ومن ثم يعيد الدماغ تكرار هذه المراحل الثلاث مرة أخرى.

مرحلة حركة العين السريعة من النوم ترتبط أيضا بظواهر مختلفة تحدث خلالها بخلاف الكوابيس، مثل (الانتصاب الصباحي).

هذا وعادةً ما يتذكر الشخص الذي يعاني من الكوابيس تفاصيلها جيدًا عند الاستيقاظ.

وبينما ينجح بعض الأشخاص في العودة إلى النوم من جديد، فإن الكابوس قد يمنع البعض الآخر من العودة للنوم، ما يحرمهم من الحصول على قسط كافي ومريح منه، وبالتالي يؤثر حتى على تركيزهم ويقظتهم في اليوم التالي.

بل إن المسألة قد تتصاعد عند نسبة -قليلة- من الناس وتجعلهم يخافون من النوم، خشية من تعرضهم لرؤية كابوس خلاله.

ويصنف الكابوس باعتباره أحد اضطرابات النوم، مثل المشي أثناء النوم والذعر أثناء النوم والتبول اللاإرادي وشلل النوم.

ولك أن تعلم عزيزي القارئ أن (كابوس) رأته الكاتبة الإنجليزية الشهيرة (ماري شيلي) كان الفكرة وراء كتابتها ما يعد على نطاق واسع أول رواية خيال علمي في التاريخ وهي رواية (فرانكنشتاين)، والتي تتحدث عن عالم جمع أجزاء من أجساد أشخاص ميتين وقام بإعادة إحيائها عن طريق الكهرباء، فكانت النتيجة وحشا ممسوخا اسمه فرانكنشتاين.

الكوابيس المتكررة:

لا تقلق إذا كانت كوابيسك متقطعة، لكن ابدا بالتفكير إذا كانت تحدث بشكل متكرر، mohamed mahmoud hassan، CC0 Public Domain.

في حين أن تعرضك لكابوس خلال نومك على فترات متباعدة ليس أمرا مثيرا للقلق، كما قلنا، فإن تكرار الكوابيس (سواء كان نفس الكابوس أو عدة أشكال من الكوابيس المختلفة) مؤشر على وجود مشكلات تعاني منها.

أسباب الكابوس في المنام:

بالرغم من أن الصورة العلمية ليست مكتملة بشكل كامل بشأن أسباب الكابوس في المنام، فإن الأطباء استطاعوا تحديد عددا من تلك الأسباب، مثل:

  1. يصيب الكابوس الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
  2. من الناحية الدينية في الإسلام، فإن الشيطان سبب من أسباب الكابوس.
  3. قد يكون الجنس سببا في ارتفاع نسبة رؤية الكابوس (الإناث أكثر عرضة لذلك من الذكور ).
  4. العمر أيضا يلعب دورا، إذ تحدث الكوابيس بصورة أكبر لدي الاطفال مقارنة بالبالغين.

كيف تتخلص من الكابوس:

هناك بعض الأمور التي يمكن القيام بها للتخلص من الكابوس، بل ولتحسين جودة النوم بشكل عام.

ومن أهمها:

  1. أن يكون المكان الذي تنام فيه صالحا للنوم، بمعني أن تكون غرفة هادئة، ليس فيها إزعاج حولك وأن لا تترك إنارة بها.
  2. النوم في المواعيد الطبيعية للنوم والتي حتى جاءت في بعض الأحاديث النبوية الشريفة، وأكدتها البحوث العلمية الحديثة، وذلك الوقت من بعد صلاة العشاء وحتى ما قبل صلاة الصبح.
  3. قول أذكار النوم.
  4. هناك بعض الأدوية والعلاجات النفسية، ولكن (المعرفة للدراسات) تحذر متابعيها من تلقي أي نوع من أنواع العلاج إلا تحت إشراف طبي متخصص، خصوصا أن أدوية الأمراض النفسية قد يكون لها مضاعفات غير مستحبة.

الدعاء عند رؤية الكابوس:

أعطي الدين الإسلامي لاتباعه طريقة التصرف إذا ما شاهدوا كابوساً خلال النوم، HtcHnm، via Pixabay.

في الدين الإسلامي، هناك دعاء مخصص يقوله الإنسان إذا ما أزعجه كابوس خلال نومه.

فعن أَبي قَتَادَة - رضي اللّه عنه- قَالَ: قَالَ النبيُّ ﷺ: ((الرُّؤْيَا الصَّالَحِةُ وفي رواية الرُّؤيَا الحَسَنَةُ منَ اللهِ، والحُلُم مِنَ الشَّيْطَان، فَمَن رَأى شَيْئًا يَكرَهُهُ فَلْيَنْفُثْ عَن شِمَاله ثَلاَثًا، ولْيَتَعَوَّذْ مِنَ الشْيْطان فَإنَّها لا تَضُرُّهُ)) متفق عليه.

ففي هذا الحديث نعرف أن الشيطان سبب رئيسي من أسباب الكوابيس.

ويرشدنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إلى أنه من رأي ذلك في منامه فعليه أن ينفث على يساره ثلاث مرات (النفث هو إخراج الهواء من الفم شبه النفخ وقد يكون بريق قليل وقد يكون بدون ريق).

ومن ثم نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم..

وعليكم دائما أن لا تحدثوا أحد عنها، ولا تذكروا أي تفاصيل منها، وإذا اضطررتم لتلقي علاج، فأكتفوا بقول أنكم تعانون من الكوابيس دون أن تقصوا أيا منها.

أدام اللَّه لكم النوم الهادئ المريح، وحفظكم من الكوابيس ومن كل مكروه وسوء.

المعرفة للدراسات
المعرفة للدراسات
المعرفة للدراسات الإستراتيجية والسياسية، هي محاولة عربية جادة لتقديم أهم الأخبار العربية والعالمية مع التركيز علي تحليل مدلولاتها، لكي يقرأ العرب ويفهمون ويدركون. نمتلك في المعرفة للدراسات عددا من أفضل الكتاب العرب في عديد من التخصصات، لنقدم لكم محتوى حصري وفريد من نوعه. facebook twitter
تعليقات