تسريبات مذكرات الأمير هاري: قتلت ٢٥ من طالبان .. فقدت عذريتي .. اتعاطي المخدرات .. وشقيقي وليام ولي العهد اعتدي علي

وكأنه ابن ضال يسعي بيديه نحو تدمير عائلته بيديه، بدأت تسريبات مذكرات الأمير هاري في إثارة عاصفة من ردود الأفعال العاصفة داخل وخارج المملكة المتحدة، حتى قبل أن تنشر بشكل كامل.


الأمير هاري داخل قمرة قيادة المروحية الهجومية الأباتشي، Photographer: Sgt Russ Nolan RLC، Defence Imagery، (CC BY-NC 2.0)، via Flickr.

فما حوته ما كشف عنه مذكرات الأمير هاري حتى الآن شمل الكثير من الادعاءات التي تمثل كل واحدة منها قضية قد يطول الجدل حولها.

تسريبات تم الكشف عنها بواسطة صحيفة "ذا ديلي تلغراف" The Daily Telegraph البريطانية، التي قالت إنها حصلت على نسخة من النسخة الإسبانية من الكتاب قبل صدوره الرسمي المقرر يوم الثلاثاء الموافق ١٠ يناير / كانون الثاني.

قتل ٢٥ من أفراد طالبان:

وكان معروفا للجميع أن الأمير هاري وهو ابن (الملك البريطاني الحالي تشارلز الثالث) من زوجته الراحلة (الأميرة ديانا)، والشقيق الأصغر (لولي العهد الأمير وليام)، قد خدم في صفوف الجيش البريطاني في أفغانستان.

ذكر الأمير هاري في مذكراته أنه قد قتل ٢٥ من أفراد تنظيم طالبان، حينما خدم كطيار على متن مروحيات الأباتشي الهجومية، كما تم نشره ضمن القوات البرية في ولاية هلمند الأفغانية عام ٢٠٠٨.

وأضاف: "إنه ليس رقمًا يملأني بالرضا ، لكنه لا يحرجني"... "إنهم أشرار تم القضاء عليهم قبل أن يتمكنوا من قتل الأشياء الجيدة".

قد يبدو ذلك طبيعيا بالنسبة لمقاتل في حرب، بغض النظر عن كونه أميرا أو أحد أبسط عامة الشعب، لكن المثير كان الطريقة التي وصف بها الأمير هاري في مذكراته كيف قتل الخمسة وعشرين شخص من طالبان.

إذ يقول دوق ساسكس في مذكراته التي اسماها (Spare) أو سبير باللغة العربية، إنه في القتال لم يفكر في الـ ٢٥ رجلا من طالبان على أنهم "أشخاص" ولكن باعتبارهم مجرد "قطع شطرنج تمت ازاحتهم من رقعة اللعب" إذ كتب نصا: "chess pieces removed from the board".

الأكثر من ذلك -علي الأقل بالنسبة للجيش البريطاني نفسه- أن أحد أهم أفراد العائلة المالكة والتي لطالما نظر للجيش باعتباره أخلص المؤسسات لها، قال إنه "لا يشعر بالفخر ولا بالخجل من الأرواح التي تُقتل خلال فترة الخدمة العسكرية".

الأمير هاري في طريقه للعودة إلي إنجلترا عقب انتهاء مدة خدمته في صفوف الجيش البريطاني في أفغانستان، © Crown Copyright 2013، Photographer: Paul Crouch، Defence Imagery، (CC BY-NC 2.0)، via Flickr.

بالفعل، بدأت الانتقادات تصب على الأمير هاري خصوصا من قدامي المحاربين الذين وصفوا ما قاله الأمير هاري بأنه (مخيب للآمال بشكل كبير).

وبحسب تعليق لكولونيل سابق بالجيش البريطاني، نقلته عنه صحيفة (ديلي ميل) البريطانية الشهيرة، فإن الأمير هاري قد قام بفعل يرقى إلى مستوى "خيانة الأشخاص الذين حارب إلى جانبهم".

وحتى تنظيم طالبان الذي نجح في العودة لحكم أفغانستان بعد دخوله إلي عاصمة البلاد كابل في ١٥ أغسطس ٢٠٢١، بالتزامن مع الإنسحاب المذل لقوات التحالف الدولي منها، وهروب الرئيس الموالي لها (أشرف غني)، التقط ما تسرب من مذكرات الأمير هاري واتهمه بأنه (ارتكب جرائم حرب).

وهكذا نجح الأمير هاري -وإن لم يقصد بالطبع- في أن يجلب لنفسه في نفس الوقت الانتقادات من أعدائه ومن قومه قبلهم.

علي خُطى والدته:

بنشره هذه المذكرات التي قد يراها الكثيرون بمثابة (الفضيحة) يكون الأمير هاري قد سار على خُطى والدته الراحلة (الأميرة ديانا)، والتي نشرت مذكراتها التي كشفت وقتها تفاصيل معاناتها السرية في أروقة العائلة المالكة البريطانية.

المذكرات نفسها حملت قصة حاكي فيها الأمير تفاصيل رحلة والدته الأخيرة في (نفق ألما) في العاصمة الفرنسية باريس، تلك الرحلة التي فقدت فيها حياتها.

اعتداء جسدي:

وشملت تسريبات مذكرات الأمير هاري أيضا، كشفه أنه فقد عذريته مع سيدة كبيرة في السن، وعن تعاطي مخدر الكوكايين.

وفيما يتعلق بعلاقته مع شقيقه الأمير وليام ولي عهد المملكة المتحدة الاعتداء عليه بالضرب، وذلك خلال جدال عنيف نشب بينهما ذات يوم.

هذا وقد رفض القصر الملكي البريطاني التعليق على جميع ما تم ذكره من تسريبات مذكرات رجل كان يوما ما أحد أهم أفراد العائلة التي تحكم المملكة المتحدة.

المعرفة للدراسات
المعرفة للدراسات
المعرفة للدراسات الإستراتيجية والسياسية، هي محاولة عربية جادة لتقديم أهم الأخبار العربية والعالمية مع التركيز علي تحليل مدلولاتها، لكي يقرأ العرب ويفهمون ويدركون. نمتلك في المعرفة للدراسات عددا من أفضل الكتاب العرب في عديد من التخصصات، لنقدم لكم محتوى حصري وفريد من نوعه. facebook twitter
تعليقات