وسط خشية كبيرة من إنزلاق الأمور نحو حرب شاملة، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تصعيده ضد قطاع غزة.
القوات الجوية الإسرائيلية هي كالعادة رأس حربة العدوان الإسرائيلي على غزة، taken by the Israel Defense Forces، Public domain، CC BY-SA 3.0، via wikimedia commons. |
إذ استمرت الغارات الإسرائيلية على القطاع، فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي وبشكل صريح أن العمليات ستستمر لعدة أيام، مستدعيا ٢٥ ألف جندي من الاحتياط.
استهداف القبة الحديدية:
وكانت حركة (الجهاد الإسلامي) قد أعلنت أنها قد استهدفت برشقات صاروخية عدة بطاريات لمنظومة القبة الحديدية الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة.
يأتي ذلك الهجوم ضمن ١٠٠ صاروخ أعلنت حركة (الجهاد الإسلامي) قد أعلنت أنها قد أطلقتها على المواقع الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، وأفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أن صافرات الإنذار قد دوت في نتيفوت وغلاف قطاع غزة.
لكن الجنرال ران كوخاف، المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، قد ادعى أن منظومة (القبة الحديدية) قد تصدت لما نسبته ٩٥٪ من القذائف والصواريخ الفلسطينية التي انطلقت من قطاع غزة.
المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أكد أن إحدي الضربات الإسرائيلية التي نفذت يوم أمس الجمعة نجحت في قتل فرقة من فرق مدفعية الهاون التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، حسب قوله.
ران كوخاف قال أن مجموع الصواريخ التي أطلقتها حركة الجهاد الإسلامي حتى الآن قد بلغت ١٦٠ صاروخ، وأن جيش الاحتلال قد رد بقصف وضرب ٤٠ هدف من أهداف التنظيم داخل قطاع غزة، تضمنت خمسة منصات لإطلاق الصواريخ وستة مخازن ومواقع إنتاج صواريخ.
وهدد كوخاف بأنه قد يتم استهداف المزيد من القادة الفلسطينيين.
كانت الأحداث قد اشتعلت في أعقاب إقدام جيش الاحتلال الإسرائيلي على اغتيال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي (تيسير الجعبري)، ثم واصلت غاراتها في عملية أسماها (الفجر الصادق).
تيسير الجعبري كان القائد العسكري الثاني في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، صورة من الإعلام الحربي التابع لسرايا القدس. |
تلك العمليات سقط ضحيتها حتى الآن عددا من المدنيين الفلسطينيين منهم طفلة في الخامسة من عمرها، وسيدة، خصوصاً مع عودة طائرات سلاح الجو الإسرائيلي لقصف المنازل والأبراج السكنية في غزة.
أتى ذلك العدوان الإسرائيلي بالرغم من أن حركة الجهاد الإسلامي كانت قد أبدت مرونة في المفاوضات الأخيرة، ما يكشف عن وجود (دوافع إسرائيلية) تتعلق بالانتخابات والصراع السياسي داخل دولة الاحتلال.
ويعتبر قطاع غزة أكثر المناطق ازدحاما بالسكان في العالم، وتمثل الأبراج السكنية الكبرى فيه الوسيلة الوحيدة لاستيعاب السكان داخل القطاع الذي لا تزيد مساحته عن ٣٦٠كم²، إذ يعيش داخل البرج الواحد ما يزيد عن ألفي شخص.
حرب محتملة:
وزير الدفاع الإسرائيلي (بيني غانتس) من جانبه صدق أيضا على استدعاء ٢٥ ألف جندي من قوات الاحتياط، كما أعلنت الشرطة الإسرائيلية عن تجهيز ١٠ فرق احتياط لدفعها حين الحاجة إليها، فيما يبدو خوف من سلطات الاحتلال الإسرائيلي من تكرار مظاهرات الفلسطينيين في الأراضي المحتلة التي تزامنت مع حرب صيف العام الماضي التي تزامنت مع نهاية شهر رمضان وعيد الفطر عند المسلمين.
وفي كلمة لبيني غانتس، قال وزير الدفاع الإسرائيلي أن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ عشرات الهجمات بالطائرات دون طيار، مؤكدا أن سياسة بلاده أن من يهدد أمنها فإنه لن يبقي على قيد الحياة.
على الجانب الفلسطيني، أعلن المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي، أن حركته مستعدة لبدأ ما وصفها (حرب استنزاف).
وقالت الخارجية المصرية التي لعبت الدور الأساسي في إيقاف حرب العام الماضي، أنها تعمل على مدار الساعة لمحاولة احتواء الوضع في غزة، والعمل على التهدئة والحفاظ على الأرواح والممتلكات.
وتحدثت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه قد تم إسقاط طائرة فلسطينية بدون طيار انطلقت من داخل قطاع غزة.
لقطة من فيديو تم تصويره مساء أمس يظهر فيه انفجار في السماء جراء تفجير صاروخ من منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية لصاروخ فلسطيني انطلق من قطاع غزة. |
في حين أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها قد قصفت تل أبيب ومطار بن غوريون وبئر السبع وأسدود وعسقلان ونتيفوت بنحو ستين صاروخ، وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أن إثنين من جنوده قد إصيبا بجراح جراء قصف هاون فلسطيني.
كما انتشرت صور وفيديوهات لاندلاع حريق داخل أحد المصانع الإسرائيلية في مدينة أشكول جراء قصف من قبل حركة الجهاد الإسلامي.
ولم تعلن حركة حماس حتى اللحظة اشتراكها في القتال بأي شكل من الأشكال، كما لم تتهمها إسرائيل بذلك، وإن كان دخولها القتال بجانب حركة الجهاد الإسلامي التي تربطها بها علاقات وثيقة أمرا كبير الاحتمال، خصوصا أن مصلحة حماس ذاتها أن لا تفقد صفتها باعتبارها حامية غزة.
فحماس التي أعلنت العام الماضي عن عملية (سيف القدس) للدفاع عن المسجد الأقصى، قد لا تقبل استمرار القتال في غزة دون حمايتها، خصوصا أن إسرائيل نظمت (مسيرة الأعلام) داخل القدس دون أن تعبأ بتهديدات حماس.
وكانت حركة حماس قد أعلنت أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قد أجرى اتصالا هاتفيا مع مسؤولين من جهاز المخابرات العامة المصرية، حمل خلاله الإحتلال الإسرائيلي وحده المسؤولية عن تطور الأحداث.
فيما كان الجيش الإسرائيلي قد قال أنه لا يجري أي مفاوضات في الوقت الحالي، كما نفت حركة الجهاد الإسلامي الأخبار التي تحدثت عن وجود وفد لها في العاصمة المصرية القاهرة للتفاوض حول وقف إطلاق النار.
رياضيا، أعلن ناديا يوفنتوس الايطالي واتليتكو مدريد الإسباني عن إلغاء مباراة ودية كان من المقرر أن تقام غدا الاحد في تل أبيب.