الإلياذة الصينية : قصة بناء سكك حديد شنغهاي التبت

قبل ثمانية قرون من الميلاد، وضعت إلياذة هوميروس في 16 ألف بيت كواحدة من مفاخر البشرية في مجال الأدب العالمي، وبعد ما يقارب الثلاثة آلاف عام كان العالم علي موعد مع إلياذة جديدة، صينية هذه المرة في مجال الهندسة. 

محطة قطارات يانغباجين، واحدة من المحطات على سكك حديد شنغهاي التبت بالقرب من منطقة لاسا، ("Baycrest - Wikipedia user - CC-BY-SA-2.5 / Baycrest - 維基百科用戶 - CC-BY-SA-2.5"). 

قصة ملحمية بني فيها الآلاف من العمال والمهندسين الصينيين سكك حديد (شنغهاي-التبت)، ليضيفوا بعد الانتهاء منها أعجوبة ثامنة لعجائب الدنيا السبع، أعجوبة الهندسة البشرية بكل ما تحمله الكلمة من معاني، التي نجحت الهندسة الصينية في جعلها واقعا.

أنها قصة حلم صيني، سار به أبنائها من المهندسين والعمال علي طريق من الدم والدموع والألم، كان ملئ بالعقبات والأشواك والعليق. فأمثالهم حول العالم من الذين حاولوا بناء خطوط سكك حديدية في مناطق بنفس التضاريس وعوامل الطقس، ضلت عقولهم، وعثرت أقدامهم، وقالوا في النهاية Impossible أو "مستحيل".

لكن الصين استطاعت أن تنجز ذلك المستحيل، أنها قصة تشع الإلهام علي طريق الحرير، فأي عقبات قد تواجه الصينيين في مشروعهم لربط العالم لن تقف أمامهم، ودرس جديد ينبغي للإنسانية كلها أن تستفيد منه، وهو ما بدأ فعليا مع توافد خبراء من الولايات المتحدة وكندا لدراسة ما أنجزه الصينيين، وإعادته في مشروع لربط السكك الحديدية في كندا بولاية ألاسكا الأمريكية ذات الطبيعة الجغرافية والطقس المتشابهين مع التبت.

ستموت لو فكرت بالصعود :

كان أول تحدي يواجه المهندسين الصينيين والمخططين لمشروع خط السكك الحديدية الرابط بين شنغهاي والتبت، هو الارتفاع الشاهق لجبال التبت، فكلما زاد الارتفاع، أصبحت قدرة الإنسان علي التنفس أقل، حتى أنه علي بعض الارتفاعات لو فكرت في خطوة إضافية بعدها فستلقي حتفك فعليا، بينما المطلوب هو توصيل السكك الحديدية في هذا المكان، وهذا يتطلب جهد جهيد من كل فرد يشارك في عمل مثل هذا.

كان المطلوب هو الوصول بالقطار في نهاية الرحلة إلي مدينة "لاسا"، أي الصعود إلي منطقة أعلي من جبال الألب السويسرية وسلسلة جبال روكي الأمريكية، إنها التبت أو ما يسمي "سقف العالم"، عبر رحلة تستغرق 48 ساعة بالقطار السريع إذا انطلقت من محطة قطارات بكين.

عن هذا يقول مدير النقل بجامعة ميتشجان للتكنولوجيا في الولايات المتحدة بعد أن وصل للمشروع وقام بمعاينته بأنه "بناء سكك حديدية علي سطح كوكب المريخ".

نصف قرن استغرقته الصين لتصل إلي سقف العالم بالقطار، إذ بدأ التفكير في إنشاء سكك حديدية تصل إلي التبت في الخمسينيات من القرن العشرين، وبدأ العمل في تلك الحقبة الزمنية التي لم تفصلها عن تأسيس الدولة الحديثة سوي بضع سنوات فقط.

كان الأمر صعبا لدرجة أن مات ثلاثة آلاف عامل إما بسبب عوامل الطقس أو بداء المرتفعات. ومع عدم توفر التمويل الكافي، كان ذلك تحالف عقبتين شكلا معا ضربة قاضية للمشروع حينذاك.

التنمية حق لكل مواطن صيني :

بالعودة إلي عام 1957 نجد أن رئيس مجلس الدولة التاريخي (تشوان لاي) كان يري أن بلاده تحتاج إلي مزيد من البحث عن ما تملكه من الأراضي التي يمكن استصلاحها وكذلك تلك التي تحوي في باطنها علي موارد طبيعية، علي أن يتم ذلك بتشارك جميع القوميات الصينية بهدف نهائي هو توفير الدعم لصناعات الأمة الصينية.

تشوان لاي يقف بجوار الزعيم الصيني التاريخي ماو سي تونغ والأخير يدون بقلمه، صورة من العام 1954، المؤتمر الأول للصين الشعبية، الصورة ممسوحة ضوئيا من كتاب انتصار الشعب الصادر عن مطبعة الشعب الصينية، public domain.

لكن كما قلنا كانت المصاعب التي تكتنف هذه المشاريع الضخمة التي حلم بها شو إن لاي، سببا في توقف العمل طويلا، لكن الهدف ظل في نفوس الرجال، فلهذه القصة بجانب كل ما فيها من معجزات هندسية وملحمة إصرار بشرية، بعدا سياسيا غاية في الأهمية، وهو اهتمام الحكومة الصينية بتوصيل ما حققته من نهضة وتقدم لكل مواطن صيني، أيا كانت قوميته، وبأي موقع جغرافي يعيش.

فمع توديع العالم للعقد السابع من القرن العشرين، بدأت الصين تستقبل حقبة الانفتاح والإصلاح الاقتصادي، وسمح النمو الاقتصادي والتكنولوجي الذي وصلت إليه البلاد بعد عقدين أن تفتح ملفات تنمية ضرورية أجلتها صعاب الماضي.

لذا فبحلول عام 1999 اتخذت الحكومة الصينية القرار مجددا، فلتصل الحضارة إلي التبت أيا كانت الصعوبات، فلن يكون مقبولا أن يستمر الفقر في التبت بينما تنمو بقية المناطق بشكل سريع.

بجوار ذلك، فإن ما جري في بناء سكك حديد شنغهاي-التبت يعكس لنا أيضا بصورة واضحة نفسية الشعب الصيني ومدي تقبله للأمور، لقد قاوم هذا الشعب في مطلع القرن العشرين محاولات القوي الأوروبية الاستعمارية وقتها إدخال السكك الحديدية إلي الصين، وكثيرا ما هاجم خطوط السكك الحديدية واندلعت في سيتشوان احتجاجات ضخمة ضد بنائها، كان الصينيين يومها يرون فيها رمزا للاستعمار والمحتل فكان رفضهم لها قاطعا.

لكن مع مطلع القرن التالي نراهم يبنون تلك السكك الحديدية في بلادهم بأيديهم ومالهم وعلمهم الخاص، ليعلموا العالم كيف تؤتي مصاعب الطبيعة بالعلم؟، ويتوجوا حلمهم القديم بربط التبت بالوطن الأم، ودمج القوميات الصينية معا بشكل أكثر فعالية.

الطريق إلي لاسا :

في الطريق إلي لاسا آخر محطة علي هذه السكة الحديدية وخلال خمسة سنوات من العمل بني جيش قوامه أربعة آلاف عامل ومهندس 7 أنفاق وشيدوا 675 جسرا لتسير القطارات من خلالها أو عليها، ذلك أن الطبيعة الجغرافية للطريق تتنوع وتختلف من جبلية إلي جليدية شتاء تتحول إلي مياه في الصيف، ذلك كله علي ارتفاع كما قلنا من قبل يصعب عليك حتى أن تلتقط فيه أنفاسك بسهولة -4500 متر فوق سطح البحر- ، لذا فلقد كان في صحبتهم ألفين من المسعفين والأطباء جاهزين في أي لحظة كي لا تتكرر محاولة الخمسينيات الفاشلة مجددا.

كما وضع متخصصين وعلماء جداول صارمة لورديات العمل بحيث يتم تقسيمه علي العمال بشكل يضمن عدم إرهاق أي عامل، كما تم إبعاد أي عامل يشكو من داء المرتفعات وكذلك حصل الذين أرهقهم التعب علي الراحة الفورية في أي وقت من أوقات وردية عملهم.

1965 كم ويزيدون قليلا هي المسافة التي تفصل بين شينينغ عاصمة مقاطعة شنغهاي ومحطة قطارات لاسا أخر المحطات، كأطول سكة حديد علي هضبة في العالم بأسره.

استغرق العمل ثلاث سنوات منذ عام 2001 : 2004، بتكلفة فاقت 3.5 مليار دولار أمريكي، ليفتتحه الرئيس الصيني السابق (هو جين تاو) رسميا وبشكل كامل في منتصف العام 2006.

يومها وقف الرئيس المهندس يقول (أن هذا المشروع معجزة في تاريخ السكك الحديدية العالمية، مشروع يظهر طموح الصين وثقتها بنفسها وقدرتها علي الوقوف بين الدول المتقدمة) ولقد كانت كلماته صادقة دون مبالغة عن ما تم إنجازه.

في الطريق إلي لاسا أيضا حطم الصينيين الرقم القياسي السابق لأعلي سكك حديدية والمسجل سابقا لخط جبال الأنديز (تشانرال – ليانتا- بوتريريلوس) الذي يصل إلي مناجم النحاس في تشيلي بأمريكا الجنوبية، فخط سكك حديد التبت يصل لارتفاع 5072 متر مما يزيد عن منافسه اللاتيني بأكثر من 225 متر.

تجربة لا مثيل لها:

قطار في محطة السكك الحديدية في لاسا، ("Baycrest - Wikipedia user - CC-BY-SA-2.5 / Baycrest - 維基百科用戶 - CC-BY-SA-2.5"). 


لا يقتصر أمر تلك الإلياذة الهندسية علي نقل مظاهر ووسائل التطور والتنمية التي حققتها الصين لتلك القطعة الشاهقة الارتفاع من أرضها، فكذلك تستطيع حمل معها أعداد كبيرة من السياح الذين يبحثون عن تجربة فريدة لن يجدونها في مكان سواه، هذا يعني المزيد من رفاهية الحياة وفرص العمل لسكان التبت الصينيين، وبالفعل تحققت تلك الرؤية التي سعت لها الحكومة الصينية ووضعتها هدفا نصب عينيها وهي تشرع في هذا المشروع العملاق.

توفر تلك التجربة العديد من المشاهد الطبيعية الخلابة والمتنوعة لراكبي القطارات، الذي يصل عددهم في الرحلة الواحدة إلي ألف راكب من أهل التبت والسياح الصينيين والأجانب.

تلتقط عيونهم التغير الدرامي لملامح الطريق الذي يتغير كلما صعد القطار في طريقه إلي الأعلى، بداية من قطعان الحيوانات والرعاة الذين يرعون في الأراضي العشبية في حرفة يتوارثونها منذ مئات وربما آلاف السنين، مرورا بالجبال التي تعلوها الثلوج، وصولا إلي البحيرات، وفي كل منطقة ستسحرك الشمس حين الشروق ويخطف ناظريك القمر في المساء.

وهكذا فأن كل من عرف التبت وأحبها من خلال قراءة رواية (الأفق المفقود) للأديب الإنجليزي الشهير (جيمس هيلتون) يستطيع الآن أن يذهب إلي التبت ويراها رؤيا العين في نهاية رحلة القطار، هناك أيضا سيجد 47 محمية طبيعية بالتأكيد لم يكن أمام قلم هيلتون فرصة للحديث عنها.

أما القطار نفسه فبدوره تحفة تكنولوجية صينية، فتم تصميمه بشكل يحفظه من تقلبات الجو علي طول الطريق، مع هذا ستجد فيه أيضا أجهزة مخصصة لزيادة نسبة الأوكسجين في الجو، لضمان أن لا يشعر الركاب بأي ضيق في التنفس، لكن المصمم الصيني وضع في اعتباره أيضا هولاء الضيوف الذين قد يعانون أصلا من مشاكل في جهازهم التنفسي، فخصص لكل مقعد علبة مخصصة بها أوكسجين نقي، بالتالي فالكل مدعو للصعود إلي سقف العالم والتمتع به دون خوف أو قلق.

سيحظي أيضا الركاب بخدمة ضيافة كتلك التي يحصلون عليها في الطائرات، فبضغطة زر ستجد مضيفة مدربة ومبتسمة دائما، وإذا كان هناك من يبحث عن الرفاهية فهناك درجة تتيح لصاحبها الحصول علي فراش وثير به وسائد مريحة وأغطية للتدفئة، وتوصيلات كهربائية لشحن أجهزته الإلكترونية وشاشات تليفزيونية.

علاوة علي كل هذا فالخصوصية مضمونة داخل كبائن النوم التي يمكن غلقها من الداخل... في القطار أيضا عربة مخصصة للطعام والشراب تقدم وجبات اليوم الثلاثة الرئيسية، ومع هذا فلن يمانع مسئولي القطار من أن يجلب أحدهم طعامه الخاص معه.

ثلج ومياه:

بالنظر إلي فصول تلك الإلياذة الصينية، نجد من بين أكثرها إثارة، ذلك الفصل الذي يقص علينا قصة كفاح المهندسين الصينيين مع التربة المتجمدة شتاء التي تتحول إلي مياه في الصيف. خلال المائة عام الماضية.

خسرت الدول التي بنت مشاريع علي تربة متجمدة أكثر من 30% من خطوط سككها الحديدية في تلك المناطق، وبالتأكيد لم يكن لدي المهندسين الصينيين أدني رغبة في مثل هذا السيناريو من الخسارة.

في الشتاء تنخفض درجات الحرارة في المناطق المقام عليها السكة الحديدية إلي أكثر من 35 درجة تحت الصفر، بيد أنها ترتفع في الصيف إلي 30 درجة مئوية مما سيسمح بذوبان كامل للمناطق الجليدية هناك.

هكذا قابل المهندسين الصينيين فصلا جديدا من فصول الإلياذة بعنوان (التحدي الكبير)، تحدي خطر تخلخل الأرض من تحت القطارات وانهيار السكة بالتبعية، ولحل هذه المعضلة وضع المهندسين علي طول الطريق حزمة من الابتكارات المبهرة.

فلم يكتفوا بالحلول التقليدية التي تعتمد فلسفة العزل السلبي عن الحرارة الخارجية، بل انطلقت قرائحهم تبتكر وسائل تضمن التبريد المستمر مما يحافظ علي برودة التربة المتجمدة، بداية من تقليل كمية أشعة الشمس التي تصل إلي التربة أصلا عبر استخدام (ألواح التظليل) وتنبغي الإشارة هنا إلي أن هذه الجبال والمرتفعات واحدة من أكثر مناطق العالم تعرضا لأشعة الشمس صيفا.

في الشتاء تكتسي التبت بالجليد، لكن وفي فصل الصيف يذوب هذا الجليد ويتحول إلي ماء مهددا السكك الحديدية بالإنهيار، by Jana Eichel, Karlsruhe Institute of Technology, Karlsruhe, Germany، Credit: Jana Eichel (distributed via imaggeo.egu.eu)

وبتجربة هذه التقنية بمفردها ثبت للمهندسين الصينيين أن المناطق التي تحظي بألواح التظليل تنخفض درجات الحرارة فيها بين 8 : 15 درجة مئوية عن تلك المناطق الواقعة خارج تغطيتها.

وتناقلت الدوريات ومراكز الأبحاث العلمية قيام المهندسين الصينيين باستخدام وسائل أخري في منظومة واحدة لنفس الهدف، فعلي الرغم من إثبات ألواح التظليل كفاءتها فأنها لم تكن صالحة دائما.

ففي مكان كهضبة التبت تشكل الرياح القوية ضيفا متكرر الزيارات، بالتالي لا يمكن وضعها علي كامل الطريق، لذا فلابد من حلول أخري كان من أبرزها ما وفرته لهم الطبيعة الجغرافية للمنطقة مثل (الصخور المفتتة، نوعيات منتقاة من التربة) من أجل المحافظة علي درجة حرارة التربة المتجمدة.

كما تم استخدام مجاري هوائية لنفس الغرض، وكذلك تركيب أنابيب لتدوير النيتروجين السائل تحت قاع السكة الحديدية مما يضمن الحفاظ علي الأرض في حالة التجمد في عمليات فيزيائية معقدة لا مجال لشرحها تفصيلا.

بمزيج من هذه التدابير وغيرها التي تتميز بالكفاءة العالية وسهولة التركيب وأنها صديقة للبيئة وذات تكلفة منخفضة في نفس الوقت يتم تبريد التربة بشكل أكثر فعالية، الأكثر من هذا كله أنه تم تعديل استخدام ألواح التظليل مجددا في المناطق التي بها منحدرات جانبية، في هذه المناطق ستكون أكثر ثباتا أثناء هبوب الرياح وكذلك ستكون أكثر مقاومة للتآكل نتيجة مياه الأمطار.

التكامل:

بالنظر إلي هذا المشروع وكل ما يحمل من دلالات نجد تأكيدا جديدا علي حقيقة أن الصين تعمل وفق رؤية متكاملة ومنسجمة بين مكوناتها المتعددة علي كثرتها وتنوع مجالاتها، فهناك رابط وثيق بين نجاح هذا المشروع واستدامته وبين الالتزام الصيني بمكافحة الاحتباس الحراري وارتفاع درجة حرارة الأرض وتمسكها بتنفيذ معاهدة باريس للتغير المناخي، فالصينيين حريصين علي متابعة التغير المناخي بدقة خلال المائة عام القادمة، لأن مفتاح نجاح مشروع سكك حديد شنغهاي-التبت سيكون منع التربة المتجمدة من الذوبان.

أن تكامل العمل لن يحمي المشروع الصيني فحسب بل سيحمي كوكبنا بالكامل من مخاطر كبيرة إن ظلت درجات الحرارة تشق طريقها نحو الارتفاع بشكل مطرد.

كما لا تندهش، فلم يعد لدينا بعد كل هذا فرصة أو مجال للدهشة، فبتكامل خطط ورؤية أيضا سيكون هذا المشروع جزء من مشروع طريق الحرير الجديد للقرن الحادي والعشرين، فعام 2016 وصل خط السكك الحديدية إلي سيغاتشي ثاني أكبر مدن التبت، وهناك خطة لمد الخط خارج الصين إلي دولة نيبال ليكون جزء من المشروع الصيني العملاق الذي سيجعل البشرية جمعاء أكثر ترابطا مما كانت عليه في أي وقت في التاريخ عما قريب.

ماذا حدث؟:

عندما انتهت الإلياذة، التقط الصينيين أنفاسهم، عرفوا مدي قدرتهم ومدي قدرة الشعوب التي تقرر العمل علي تحقيق أيا ما يحلمون به، قالوا للناس في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية أن أحلامنا جميعا مشروعة طالما تهدف في النهاية للرخاء والخير، انتهت الإلياذة الهندسية برسالتها الروحية الفائقة لتبدأ رواية أخري.

ذات يوم قال الرئيس الصيني (شي جين بينغ) "أن رفاهية كافة القوميات والمجموعات الصينية أمرا ذو أهمية كبري لازدهار منطقة التبت لأن الوحدة الوطنية ورفع مستوي معيشة الشعب يخدمان التقدم الاجتماعي والاقتصادي".

الرئيس الصيني شي جين بينغ، Press Service of the President of the Russian Federation / Roman Kubanskiy (Wikimedia Commons).

كما قال أيضا ذات مرة: (أن أساس حكم الدولة يرتكز علي المناطق الحدودية ،ولهذا نريد تحقيق الاستقرار في التبت أولا)، ذلك لأنه بدون هذه التنمية فلن يشعر المواطن التبتي بالانتماء إلي هذا الوطن، اليوم يحدث هذا في التبت.

قبل هذه السكك الحديدية كان أهالي التبت لا يعملون سوي في رعي الماشية وقليل من الحرف اليدوية والزراعة، بل أن الكثيرون منهم كانوا يعيشون في نير العبودية حتى عام 1959 حينما حررهم الحزب الشيوعي الصيني من قيودها فصاروا مواطنين صينيين أحرارا.

اليوم فأن الثلاثة ملايين شخص الذين يعيشون هناك وصل إنتاجهم السنوي إلي 14 مليار دولار أمريكي -بأرقام العام 2015-، وزاد في تحسن معيشتهم انخفاض تكاليف نقل السلع والمنتجات إلي التبت مما يوفرها للمواطنين هناك بصورة أسرع وسعر أقل، اليوم أشرقت شمس جديدة علي هضبة التبت.

المعرفة للدراسات
بواسطة : المعرفة للدراسات
المعرفة للدراسات الإستراتيجية والسياسية، هي محاولة عربية جادة لتقديم أهم الأخبار العربية والعالمية مع التركيز علي تحليل مدلولاتها، لكي يقرأ العرب ويفهمون ويدركون. نمتلك في المعرفة للدراسات عددا من أفضل الكتاب العرب في عديد من التخصصات، لنقدم لكم محتوى حصري وفريد من نوعه. facebook twitter
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-