في العام ٢٠١١، اندلعت ثورة في ليبيا ضد حكم العقيد الراحل معمر القذافي، الذي كان يحكمها منذ إنقلاب عام ١٩٦٩، والذي اصبح يسمي فيما بعد بثورة الفاتح من سبتمبر عام ١٩٦٩ التي انهيت حكم الملك محمد إدريس السنوسي.
واليوم، يتقدم نجله (سيف الإسلام القذافي) بأوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية المقرر عقدها في ديسمبر المقبل (المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية ستكون في ٢٤ ديسمبر / كانون الأول.. بينما ستنطلق المرحلة الثانية تزامنا مع الانتخابات البرلمانية بعد ٥٢ يوما من ذلك التاريخ).
وهكذا نكون أمام حالة سياسية فريدة وغريبة من نوعها، فهل يختار الشعب الابن بعدما لم يكتفي بعزل ابوه بل قتله في مشهد شديد الدموية منذ عشرة أعوام؟.
أسماء قوية:
حتى الآن برزت عدة أسماء لمرشحين أقوياء، لكل منهم حظوظ وفيرة في الوصول إلي سدة الرئاسة في الدولة الغنية بالنفط.
°سيف الإسلام القذافي، وهو نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، ويحمل درجة الدكتوراه من كلية لندن للاقتصاد، ولديه اصبعين مقطوعان في يده قطعتهما ميليشيا مسلحة كانت قد احتجزته في مدينة الزنتان الليبية، وذلك كنوع من التشفي بعدما كان يشير بهما كعلامة النصر خلال بداية الانتفاضة الشعبية ضد حكم والده عام ٢٠١١.
°خليفة حفتر، هو رجل من زمن القذافي، إذ شارك كضابط في الجيش الليبي خلال إنقلاب ١٩٦٩ ضد الملك السنوسي، ثم قاد القوات الليبية في الحرب ضد تشاد، ولخلافات مع القذافي غادر ليبيا إلي الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ظل هناك حتى اندلعت أحداث عام ٢٠١١ في ليبيا، برز اسمه كقائد للجيش الليبي، وتمت ترقيته من رتبة اللواء ليصبح المشير خليفة حفتر، وتتركز قواته في منطقة شرق ليبيا.
°عبد الحميد الدبيبة، رئيس الوزراء الليبي الحالي.
*عارف النايض، السفير الليبي السابق في الإمارات، ورئيس تكتل (إحياء ليبيا).
*فتحي باشاغا، وزير الداخلية الليبي السابق، عرف عنه علاقته الوطيدة بتركيا، وإن شابها بعض التوترات في المرحلة الأخيرة من توليه للمنصب.
*عقيلة صالح، رئيس البرلمان الليبي.
مذكرة اعتقال:
المثير في ترشح سيف الإسلام القذافي أن هناك مذكرة اعتقال صادرة بحقه من (المحكمة الجنائية الدولية) منذ عام ٢٠١١.
المحكمة الجنائية الدولية لم تنتظر كثيرا من الوقت، إذ أعلنت أن المذكرة التي أصدرتها بحق نجل الزعيم الليبي السابق (لا تزال سارية).
المحكمة قالت على لسان الناطق باسمها فادي العبد ﷲ، في تصريحات أدلي بها لقناة الأحرار الليبية: ((نحن لا نعلق على أي شأن سياسي ولكن الوضع القانوني لسيف أمام المحكمة لم يتغير)).
سيف الإسلام القذافي كان قد صدر بحقه من محكمة عقدت في العاصمة الليبية طرابلس حكما غيابيا بالإعدام بالرصاص في العام ٢٠١٥، وفي كلتا الحالتين (الاتهامات من الجنائية الدولية، والحكم بالإعدام الغيابي) كان الأبن الأكبر لمعمر القذافي يواجه اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحق معارضين لوالده خلال انتفاضة عام ٢٠١١.