كان جميع طلاب مدرسة بمدينة فلاديفوستوك، والتي تقع في الشرق الأقصى الروسي، علي علم بأن لديهم اليوم حدثا هاما، وزيارة من أهم شخصية في بلادهم طوال هذا القرن، إنه الرئيس فلاديمير بوتين، والذي سيزورهم بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد في روسيا.
لقاء الرئيس بوتين بطلاب المدارس في أول يوم دراسي، شهد واقعة تصحيح معلوماته التاريخية من طالب مدرسة ثانوية kremlin.ru |
لكن طالبا واحدا فقط يدعي "نيكانور تولستيك"، كان علي موعد خاص جدا، إذ سيصحح معلومات الرئيس، وسيطير النبأ إلي مختلف بقاع العالم.
درسا مع الطلاب:
فوفقا لموقع "ذا موسكو تايمز" الروسي، عقد الرئيس بوتين درسا مع أطفال وطلاب المدارس في اليوم الأول من العام الدراسي.
وعلي ما يبدو كان الرئيس فلاديمير بوتين يريد تعليم الطلاب الصغار تاريخ معركة حاربت فيها بلادهم روسيا في القرن الثامن عشر -لكنه في النهاية وجد نفسه هو من سيتعلم من الأطفال-.
بدأ الرئيس حديثه للطلاب بتعليمهم أهمية التاريخ بشكل عام، فقال للطلاب إن التاريخ ليس مجرد موضوع مثير للاهتمام ومهم فقط، ولكنه أيضًا أساس كل المعرفة الإنسانية.
خطأ تاريخي:
وفي اللقاء بطلاب المدارس في فلاديفوستوك الذي أذيع علي شاشة التلفزيون الروسي، وقع الرئيس الروسي في خطأ تاريخي.
ففي حديثه مع الطلاب قال لهم أن "معركة بولتافا"، وهي معركة وقعت عام ١٧٠٩ في عهد القيصر الروسي بطرس الأكبر، وانتهت بانتصار كبير للقوات الروسية القيصرية ضد قوات الإمبراطورية السويدية. قال الرئيس بوتين عن المعركة أنها كانت جزءا من "حرب السنوات السبع".
حينها استوقفه الطالب نيكانور تولستيك، وهو طالب بالمدرسة الثانوية في مدينة فوركوتا، وقام بتصحيح سريع لما قاله الرئيس... ليقول إن الحرب التي وقعت فيها معركة بولتافا لم تكن حرب السنوات السبع، بل هي "حرب الشمال العظمى" وأنها استمرت من عام ١٧٠٠ حتى عام ١٧٢١.
حينها أدرك الرئيس بوتين صحة ما قاله الطالب، فقال: "نعم، بالطبع إنها حرب ال٢١ عاما".
توبيخ ووقاحة:
وبحسب ما ورد لموسكو تايمز ولعدة مصادر صحفية وإعلامية روسية أخرى، قام مدير مدرسة الصبي بتوبيخه على ما وصفها "الوقاحة" بعد أن تحدى معرفة الرئيس بوتين بالتاريخ العسكري.
هذا الأمر دفع أحد الصحفيين لسؤال المتحدث باسم بوتين ديمتري بيسكوف عن رأيه في ذلك.
بيسكوف قال أنه"يختلف بشكل قاطع" مع رأي مدير مدرسة الطالب بأن تولستيك أظهر وقاحة بتصحيح خطأ الرئيس.
مضيفا: "نحن متأكدون من أنه لن يقوم أحد بطرد هذا الطفل من مدرسته، لاسيما أن يكون طفلا موهوبا وذو إطلاع مثله".
تعقيب الرئيس:
الرئيس بوتين نفسه اهتم يوم أمس الجمعة بالتعقيب علي هذه الواقعة.
تسائل الرئيس الروسي أنه لماذا يفسر هذا الأمر أنه من قبيل الإساءة لي؟، على العكس من ذلك، ما حدث أنني كنت سعيدا من أن الشباب يعرفون تاريخ الوطن جيدًا - هذا أمر رائع بالنسبة لي".
جيل وجيل:
لكن فعلي ما يبدو أن الرئيس سيكون أكثر حرصا في لقاءاته القادمة مع الطلاب بشكل عام وليس في المعلومات التاريخية فحسب.
ففي نفس اللقاء، وفي واقعة أخرى ظهر الاختلاف بين جيل ثعلب المخابرات القديم، وأطفال روسيا الحاليين.
إذ طلب منه طالب يبلغ من العمر ١٠ سنوات من بوتين الاشتراك في قناته على يوتيوب YouTube، مما أدى إلى إرباك الرئيس بشكل واضح لأن الكلمتين الروسيتين "اشتراك" و "توقيع" متماثلان.
كان من الممكن للحضور رؤية الرئيس بوتين يسأل الطالب عدة مرات عن المكان الذي يريده أن يوقع عليه. حتى قام الطالب بعد ذلك بشرح أن YouTube عبارة عن شبكة اجتماعية حيث يحتاج المرء إلى الاشتراك لمتابعة المحتوى.