وفقا لوسائل إعلام إسرائيلية، فإن أجهزة الأمن الإسرائيلية قد اعتقلت منذ ما يزيد عن ثلاثة أسابيع أحد مواطنيها، ووجهت له تهم خطيرة تتعلق بالأمن القومي الإسرائيلي وفقا لما جاء في تلك الصحف والوسائل الاعلامية.
رجل شرطة إسرائيلي في القدس الشرقية، ١٦ مايو ٢٠٢١. (الصورة الأصلية من رويترز) بعدسة رونين زفولون.
تعتيم:
كان قد صدر أمر قضائي من المحكمة المركزية في أشكلون -أشكلون هي التسمية الصهيونية لعسقلان أو المجدل، واحدة من أقدم مدن فلسطين المحتلة، والتي سقطت في قبضة عصابات الصهاينة بعد طرد أهلها منها في حرب ١٩٤٨-، يوم الأربعاء الماضي بكشف "جزئي" عن هذا الاعتقال لوسائل الإعلام، فتبين أن هذا الإسرائيلي تم القبض عليه منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، لم يمكن خلالها من التواصل مع أي محامي للدفاع عنه، ما ينبئ عن خطورة شديدة للاتهامات الموجهة ضده.
رغم ذلك، فلم يتم الكشف حتى الآن، لا عن الاتهامات الموجهة بدقة، فلم يذكر إلا أنه متهم باتهامات "أمنية خطيرة" و "تقوض أمن الدولة".
كما لم يكشف حتى عن اسم المتهم الذي تبين أنه قد تم اعتقاله في عملية مشتركة بين الشرطة الإسرائيلية وجهاز "الشاباك"، وهو جهاز مختص بالأمن العام في إسرائيل.
وإن كانت المحكمة قد أمرت بالافراج عنه يوم الأربعاء الماضي.
حديث المحامين:
المحامين المدافعين عن هذا الشخص المجهول، وصفوا الاتهامات الموجهة لموكلهم بأنه قام بجرائم تمس أمن الدولة العبرية، ونعتوه بالمواطن "الموال لإسرائيل"، مضيفين أن المحكمة لم تكن تعبث عندما أمرت بالافراج عنه.
كانت القناة الإسرائيلية الثانية عشر قد ذكرت أن ممثل الدولة أمام المحكمة كان قد طالب باستمرار اعتقال هذا الشخص، لكن المحكمة أفرجت عنه، وإن كان ذلك لم يوقف سير إجراءات القضية.
الثاني:
وتكتسب هذه الحادثة أهمية مضاعفة بخلاف ما قيل عن تعلقها بتهم خطيرة، فإنها تأتي عقب ما يقارب الشهرين من حادثة أخرى تشير العديد من القرائن أنها تعلقت بقتل ضابط في المخابرات العسكرية الإسرائيلية، ثم صدور الرواية الرسمية الإسرائيلية التي تحدثت عن أن موت ذلك الضابط جاء نتيجة (لحادثة انتحار علي الأرجح).
هذا الضابط أحاطت الظروف الغامضة بموته في أحد السجون الحربية الإسرائيلية، حيث تم العثور عليه في الزنزانة وهو في حالة خطيرة في ١٦ مايو الماضي، واعلن عن وفاته في وقت لاحق.
رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي (يمين) وقت رئاسته لقيادة القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، يتحدث إلي غادي إيزنكوت رئيس الأركان الإسرائيلي حينها، بينما يقف في المنتصف قائد فرقة الجليل أمير برعام، صورة نشرها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، بتاريخ ٣٠ ديسمبر ٢٠١٥.
الضابط كان محبوسا، وفقا لما صرح به رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال "أفيف كوخافي" لأنه كاد أن يتسبب في إلحاق الضرر بسر من أسرار إسرائيل، لكن هذا الضرر تم منعه في اللحظة الأخيرة، وذلك علي حد وصف الجنرال الإسرائيلي.
الغريب في تصريحات الجيش الإسرائيلي عن هذا الضابط أنه قد تصرف "بشكل منفرد". بدون أن يتعاون مع دولة أجنبية، أو حتى لتحقيق مكاسب مالية أو بدوافع ايدولوجية، وانما تحرك بسبب "دوافع شخصية".
ما يثير التساؤلات عن أي دوافع شخصية قد تدفع ضابط مخابرات بأن يلحق الضرر بسر من أسرار دولته!!!.
الأكثر غرابة، أنه وعلي الرغم من إجراء تشريح طبي لجثة الضابط، حضرها طبيب نيابة عن أسرته، فإنه لم يتم تحديد "سبب رسمي للوفاة" ليعتمده الجيش الإسرائيلي، رغم أن المسئولين في ذلك الجيش قالوا أنها "تبدو" كحالة انتحار. بينما شكك أقارب الضابط في أنه مات منتحرا.
وهكذا مات ذلك الضابط، دون معرفة ما هو سببه الشخصي؟ ولا كيف مات بالتحديد؟ في واحدة من الملفات الغامضة في أروقة دولة تتحكم الأجهزة الأمنية في كثير من دهاليزها.