الأحدث

يبعد عن سد النهضة مئات الكيلومترات.. أخدود أفريقيا العظيم الذي يهدد بشق القارة الافريقية

 أخدود أفريقيا العظيم أو صدع شرق أفريقيا أو الوادي الأفريقي العربي المتصدع، أو الصدع السوري الأفريقي.

تساعد الأمطار علي ظهور تشققات وتصدعات علي سطح الأرض، حقوق الصورة لوكالة AFP. 

كلها أسماء مختلفة لشئ واحد، يتمثل في ظاهرة جيولوجية تتمثل في أحد أكبر الصدوع علي سطح كوكبنا، يتحدث العلماء عنها منذ عقود، منذرين أنها قد تكون السبب في استيقاظ العالم ذات صباح ليجد قارة أفريقيا قد انشق عنها جزء منها، واصبح جزيرة في المحيط الهندي.

الصدع العظيم:
هذا الصدع الذي يعتبر أحد أبرز الظواهر الجيولوجية علي سطح كوكبنا يمتد لمسافة طويلة جدا.

إنه يمر عبر قارتين، إذ يبدأ من الشمال عند جبال طوروس في تركيا، وينطلق نحو الجنوب ليمر بوادي البقاع في لبنان، والبحر الميت وخليج العقبة، ويواصل المرور بالبحر الأحمر حتى يصل لافريقيا وهنا ينقسم إلى فرعين، يمران داخل مالاوي، كينيا، إثيوبيا، أوغندا، الكونغو الديمقراطية، تانزانيا، موزمبيق.

ويتسم هذا الصدع أنه وفي داخل أفريقيا، يمر بالبحيرات الأفريقية العظمى، وبعضها بحيرات منابع نهر النيل.

بشكل عام، ينتهي الصدع عند ميناء بيرا في شرق افريقيا، بطول نحو ٤٥٠٠ ميل. لكن الملفت للنظر أنه رغم طوله الكبير، فإن عرض ذلك الصدع يتراوح بين ٣٠ : ٤٠ ميل (٤٨ - ٦٨كم) فقط.

جاءت النذر:
الملفت أكثر للنظر، أن هذا الاخدود أو الصدع، ليس ظاهرة علمية يتحدث عنها علماء الجيولوجيا في كتبهم وأبحاثهم، ليحذروا العالم منها فحسب. بل إن الصفائح التكتونية فيه تتشقق فعليا، وهذا قد يؤدي في النهاية لخلق حدود جديدة لذلك الصدع.

بل إن الصدع بدأ فعليا في إرسال النذر، التي تنذر وتحذر من أن الأمر بدأ فعليا، ولن يعود إلي الخلف مجددا.

في مطلع أبريل عام ٢٠١٨ مثلا ظهر في جنوب غرب كينيا شق واسع في الأرض وبصورة مفاجأة، بلغ طوله مئات الأمتار، وبعمق ١٥ متر، وأخذ يمتد ويمتد لكيلومترات، متسببا في انهيار الطريق السريع الواصل بين مدينتي نيروبي ونارك.

صورة الصدع الذي حدث في جنوب غرب كينيا، صورة من وكالة رويترز للأنباء. 

لكن العلماء في وكالة ناسا الأمريكية يقولون أنه برغم هذه النذر، ستمر عشرات الملايين من السنين قبل أن يجتاح المحيط هذا الصدع في أفريقيا، ويفصل عنها جزء منها يتحول إلي جزيرة كبيرة مكونة من اجزاء من الصومال وإثيوبيا ومنطقة القرن الأفريقي.

الصدع والسد:
علي بعد نحو ٥٠٠كم من هذا الصدع، لاتزال إثيوبيا تبني السد الذي تسميه "سد النهضة".

هناك مخاوف حقيقية من قرب الصدع من موقع السد بضخامته وبحيرته التي يخطط الإثيوبيين لحجز ٧٤ مليار متر مكعب من المياه خلفها، وفوق تلك المخاوف نجد كذلك طبيعة إثيوبيا كدولة تشهد زلازل بكثرة.

فليس شرطا أن تنقسم أفريقيا ليتأثر السد أو ينهار تماما حتى، فعلماء الجيولوجيا يتحدثون عن نشاط فعلي في هذا الأخدود العظيم، نشاط ينتج عنه فوالق وانهيارات وزلازل وبراكين، ولدينا مثال حي علي ما حدث في كينيا عام ٢٠١٨.

يضاف هنا من الشعر بيتا، بأن السدود الضخمة في طبيعتها بسبب ضغطها الهائل علي قشرة الأرض، تعتبر واحدة من أسباب وقوع الزلازل، فأصبحت معدلات الخطر هنا مضاعفة.

الصدع الإثيوبي:
مما قد يعزز من القلق حول "جيولوجيا" إثيوبيا نفسها كدولة قد لا تكون صديقة أو مناسبة لإنشاء سدود ضخمة علي أراضيها. أن إثيوبيا يمر بها صدع كبير آخر يسمي "الصدع الإثيوبي العظيم".

بدأ هذا الصدع بالتحديد يلقي اهتماما أكبر من الباحثين والعلماء بسبب انتشار تطورات غير متجانسة من حيث الزمان أو المكان بداخله، ما جعله أوسع انتشارا.

ينظر لصدع إثيوبيا العظيم باعتباره قد تشكل من الفرع الشرقي لصدع أفريقيا العظيم، ويذكرنا كل هذه التصدعات بقوله عز وجل في الآية ١٢ من سورة الطارق متحدثا عن الأرض: ((وَالأرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ)).

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-