ارتبط شهر رمضان المبارك بالكثير والعديد من الأحداث الهامة علي مر التاريخ، حفظها لنا المؤرخين في كتبهم لنعرفها علي مر الزمان، ونستمر في عرض أهم أحداث كل يوم من أيام الشهر المبارك طوال أيام الشهر الكريم.
وفاة الإمام البخاري:
في مثل هذا اليوم الثلاثين من شهر رمضان لعام ٢٥٦ه، توفي إلي رحمة ﷲ، الإمام "محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة" الملقب بالبخاري، عن عمر ناهز الاثنين والستين عاما، قضى معظمها يجمع أحاديث وسنة النبي صلى ﷲ عليه وسلم.
ولد الإمام البخاري في المدينة التي تلقب باسمها "بخارى" وهي تقع في دولة "أوزبكستان" حاليا، وكان ميلاده سنة ١٩٤ه، وعرف عنه منذ صغر سنة نبوغه وتفوقه علي اقرانه. إلا أن الأمر قد تبدل فجأة مع فقدانه لبصره.
ومع فقدان الصبي بصره، ذهبت نفس أمه عليه حسرات، تدعو وتبكي لله عز وجل، حتى رأت رؤيا للخليل نبي ﷲ إبراهيم -عليه وعلي نبينا الصلاة والسلام-، يبشرها بعودة بصر ابنها لكثرة دعائها، فأصبحت وقد وجدته قد ارتد بصيرا.
وفتح ﷲ علي الإمام البخاري بملكة حفظ لم تتكرر إلا فيما ندر، فبينما اتم حفظ كتاب ﷲ في العاشرة، كان في الوقت ذاته يحفظ الأحاديث النبوية، فلم يكن يكتبها كزملائه، حتى لما ضاق بطلبهم المتكرر أن يكتب مثلهم، أسمعهم الأحاديث التي كتبوها، فعلموا أن الفتى يكتبها لكن في عقله.
طابع بريد للإمام البخاري وقتما كان الاسم الرسمي لمصر "الجمهورية العربية المتحدة" ، والتي كانت تحتفظ به منذ سنوات الوحدة مع سوريا، الطابع يظهر عليه خاتم مكتب بريد الفيوموفي مساعيه لجمع الحديث، سافر وارتحل البخاري -رحمه ﷲ- إلي بلخ ونيسابور، ومكة المكرمة، وبغداد، ومصر والشام، حتى بلغ عدد من تعلم منهم حوالى ١٨٠٠ شيخ.
ولم يرحل البخاري حتى ترك للأمة كتاب "الجامع الصحيح" ، والمعروف باسم "صحيح البخاري".
عار نابليون في يافا:
في الثلاثين من رمضان عام ١٢١٣ه والذي توافق مع الأسبوع الأول لشهر مارس / آذار ١٧٩٩، كانت المفاوضات بين نابليون بونابرت والحامية العثمانية والألبانية ليافا في طريقها لنتيجتها التي انتهت إليها بالفعل من الاستسلام لجيش فرنسا مقابل حفظ الأرواح بعد أربعة أيام من القتال حامي الوطيس.
ودخل نابليون يافا بالضبط أول أيام عيد الفطر، حيث سمح لجنوده بارتكاب مجزرة يندي لها الجبين بحق الجنود والمدنيين.. الرجال والشيوخ والنساء والأطفال، لا فرق بين المسلم والمسيحي. كما انتشر السلب والنهب والهتك، وقتل الفرنسيين ٤٥٠٠ شخص في يافا، منهم ٢٥٠٠ بحراب البنادق توفيرا للرصاص، وتركت الجثث في العراء فدب الطاعون في المدينة، فكان وبالا سيدفع نابليون وجنده ثمنه.
وبعيدا عن العار التاريخي الذي لحق بنابليون كقائد عسكري لطخ شرفه العسكري بيديه، فإن مجزرة يافا مثلت دافعا نصب عينين كل جندي دافع عن عكا، فحاربت حاميتها ضد نابليون حرب استماته في حصاره لها ٧٠ يوما، وجاء الفرنسيين أيضا الطاعون فهاجمهم هجوما شديدا.. وكأنه عقاب من ﷲ علي ما ارتكبوا في يافا، فكسر الجيش الفرنسي بقيادة نابليون، وردته خسرانا، فكأن نابليون كتب شهادة نهلية حملته علي الشام يوم سمح لجنده بارتكاب مجزرة يافا.
عودة العلاقات بين الجزائر والمغرب:
أيضا، وفي الخاتم لرمضان لعام ١٤٠٨ه، عادت العلاقات بين الجمهورية الجزائرية والمملكة المغربية بعد قطيعة دامت بين البلدين العربيين المتجاورين لمدة ١٢ سنة متتالية.
صورة لجنود من جبهة البوليساريو، صورة من صور غيتي
الخلافات بين البلدين كانت بسبب "جبهة البوليساريو" وهي جبهة تسعي إلي يومنا هذا لإقامة دولة مستقلة يمكن معرفتها من حروفها الأولى التي تشير إلي:
((الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب)). وهي مناطق تشكل معا "الصحراء الغربية" في المملكة المغربية.
بين عامي ١٩٧٥ : ١٩٧٦ ومع اعللن البوليساريو تأسيس ما اسمته "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، ووضعها حكومة في منطقة تندوف بأقصى الجنوب الجزائري. وبخلاف الدعم العسكري من الجزائر، شكل ذلك سببا في احتقانا لا مثيل له بين المغرب والجزائر.
حاليا تسيطر المغرب علي ٨٠٪ من مساحة الصحراء، ورفضت الجبهة التي لا تسيطر إلا علي سوي ٢٠٪ منها مقترحا للحل منذ سنوات تمثل في منحهم حكما ذاتيا واسعا تحت السيادة المغربية.
بعض المعلومات الواردة بالموضوع، تم الاعتماد فيها علي المصادر التالية:
-قصة الإسلام، الدكتور راغب السرجاني.
-موقع قناة صدى البلد.
-هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي عربي".
-الموسوعة الفلسطينية.
-دكتور راغب السرجاني: قصة الدولة العثمانية من النشأة إلى السقوط، مكتبة الصفا للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، الطبعة الأولى، ١٤٤٢ه، ٢٠٢١م، ٢ / ٩٥٥ و ٩٥٦.