للعام الخامس، يتمتع المسلمون وينتفعون في شهر رمضان المبارك ببرنامج "الإمام الطيب" الخاص بفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين.
الحلقة 21 من برنامج الإمام الطيب. |
وهذا الموضوع يتناول حلقة الحادي والعشرين من رمضان ١٤٤٢ه / ٢٠٢١ م.
تمهيد:
بدأ فضيلة الإمام الأكبر حلقة اليوم، بأنه لايزال الحديث مستمرا عن ما بذله ويبذله الأزهر الشريف من جهود في تجديد أمور الدين، وخدمة الأهداف العليا للوطن وللأمتين العربية والإسلامية، وفي مجال السلام والأخوة الإنسانية في أرجاء المعمورة بأسرها.
المؤتمر العالمي للأزهر لتجديد الفكر الإسلامي:
واليوم قال الإمام الطيب أنه سيحدثنا عن "المؤتمر العالمي للأزهر لتجديد الفكر الإسلامي" في يناير من العام الماضي ٢٠٢٠، والذي عقدته مشيخة الأزهر، ودعي إليه علماء ومفتون من أكثر من ستين دولة، أرسل إليهم قوائم الموضوعات، وما انتهت إليه أنظار هيئة كبار العلماء فيها، وذلك لمناقشتها من قبل العلماء المدعوين أثناء مشاركتهم في المؤتمر.
وبهذه النظرة العملية تميز هذا المؤتمر عن باقي المؤتمرات بالمعالجة الواقعية لقضايا حقيقية يعيشها المسلمون في بلادنا، وفي كثير من بلاد العالم الإسلامي.
مسئولية نحو الشباب:
الدكتور أحمد الطيب أوضح أنه وفي هذا المؤتمر ركز أيضا فيه علي القول بأن الساحة الثقافية الإسلامية وغير الإسلامية لا تظهر اليوم جدية في تحمل المسئولية تجاه شبابنا وتجاه أمتنا.
فقد صمت الجميع عن ظاهرة "تفشي التعصب الديني سواء علي مستوي التعليم أو علي مستوي الدعوة والإرشاد.
يضاف إلي ذلك ظهور" كتائب التغريب والحداثة" والتي تفرغت لتشويه صورة رموز المسلمين، وتلويث سمعتهم، والسخرية من تراثهم، وأصبح علي كثير من الشباب المسلمين أن يختار في حلبة هذا الصراع إما الانغلاق والتعصب والكراهية والعنف ورفض الآخر، وإما الفراغ والتية والانتحار الحضاري.
تيارات أخفقت:
شيخ الأزهر الشريف أضاف أنه وإذا كان تيار الانغلاق قد اخفق في رسالته بعدما راهن علي قدرة المسلمين علي العيش والحياة بعد أن يوصدوا أبوابهم في وجه حضارة الغرب وتدفق ثقافته.
بل تراجع بعدما خلف وراءه شبابا أعزل لا يستطيع مواكبة ومواجهة الوافد المكتسح.. وأقول إن كان هذا التيار قد أخفق، فإن تيار المتغربين والحداثيين لم يكن بأحسن حظا من صاحبه، حين أدار هذا التيار ظهره للتراث، ولم يجد حرجا ولا بأسا في السخرية والنيل منه. وكان داعاته كالمغردون خارج السرب، وزادوا المشهد اضطرابا علي اضطراب.
صاحب الفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، إمام المسلمين. |
واليوم، لا يخامرنا أدنى شك في أن التيار الوسطى هو الجدير وحده بمهمة التجديد الذي تتطلع إليه الأمة، ونعني به التجديد الذي لا يشوه الدين ولا يلغيه، وإنما يأخذ من كنوزه، ويستضئ بهديه، ويترك ما لا يناسب من أحكامه الفقهية إلي فتراتها التاريخية التي قيلت فيها، وكانت تمثل آن إذ تجديدا استدعاه تغير الظروف والأحوال.
فإن لم يعثر علي ضالته فيه، فعليه أن يجتهد بحكم جديد ينسجم مع مقاصد هذا الدين، وهذا ما نأمل أن يعكسه في صدق وأمانة هذا المؤتمر "مؤتمر علماء المسلمين" بالأزهر.
مركز الأزهر للتراث والتجديد:
ثم أوضح رئيس مجلس حكماء المسلمين بأنه اختتم كلمته بأن هذا المؤتمر، ليس مؤتمرا نمطيا ولا تكرارا لمؤتمرات سابقة، وإنما هو مؤتمر يطلع بمسئولية مناقشة قضايا جزئية محددة، وقد اكتشفنا أن القضايا التي هي محل تجديد، قضايا كثيرة لا يستوعبها مؤتمر واحد.لذلك قرر الأزهر الشريف إنشاء مركز دائم باسم "مركز الأزهر للتراث والتجديد" يضم علماء المسلمين من داخل مصر وخارجها، كما يضم مجموعة من أساتذة الجامعات والمتخصصين في مجالات المعرفة ممن يريدون ويرغبون في الاسهام في عملية التجديد الذي ينتظره المسلمون، وغير المسلمين أيضا.
وفي هذا المؤتمر، استطاع الأزهر أن يتجنب العموميات التي يفقهها كل مشتغل بالعلوم الإسلامية، وأن يحدد رأيا شرعيا في تسع وعشرين مادة في بيانه الختامي خضعت بالفعل للبحث والنقاش، وكله مأخوذ مباشرة من واقع الحياة المعاصرة، ومعتمدة من ممثلين لعلماء العالم الإسلامي.
ولا أذكر أن مادة واحدة من مواد هذا البيان ثار حولها جدل أو خلاف عنيف من المشاركين في المؤتمر، ومن أبرز ما أجمع عليه العلماء إجماعا كاملا في هذا المؤتمر أن تيارات التطرف وجماعات العنف والإرهاب، مدلسون في كل ما يصدر عنهم من فتاوي الجهاد والقتال والدماء.
وأن مقولاتهم التي ألبسوها ثوب الفقه، وحكم الشريعة مقولات زائفة وكاذبة، مثل مقولاتهم في نظام الحكم "الحاكمية والتكفير والجهاد والهجرة والموقف ممن لا يؤمن بعقائدهم ومعاملة غير المسلم، وأن هذه الجماعات شاركت مشاركة بالغة السوء في تشويه صورة الإسلام وشريعته عند الغربيين ومن علي شاكلتهم من الشرقيين.
أعداء للإسلام:
الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف اضاف واصفا جماعات الإرهاب بقوله.. بل ربما كانوا رؤوس حراب من حيث لا يشعرون في حملات تشويه الإسلام، وتجريد المسلمين من أقوى أسلحتهم وأمضاها في وجودهم وبقائهم علي قيد الحياة.
وشكرا لحسن استمعاكم، والسلام عليكم ورحمة ﷲ وبركاته...
-المصادر التي اعتمد عليها الموضوع:
موقع يوتيوب، القناة الرسمية للأزهر الشريف، برنامج الإمام الطيب، الحلقة التاسعة عشر.